"الاحتجاجات قد تصل إلى السفارة الأميركية"... نعيم قاسم يهوّل بانفجار داخلي ويحمل الحكومة مسؤوليته: إما أن نعيش معاً وإما على الدنيا السلام

أكد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أنّ "إيران لا تزال إلى جانب المقاومة وستبقى، كما ستبقى راية المقاومة مرفوعة". وعزّى بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في منطقة زبقين، واصفاً إياهم بأنهم "شهداء الواجب نحو الإنسانية والحق، وهم شهداء المقاومة والجيش والوطن".
واعتبر أنّ "المقاومة هي شرف وعزة ووطنية وسيادة، وأنها من يعطي الشهادة ولا تحتاج إلى شهادات رسمية من أي جهة أو مستكبر". وأوضح أن لـ"المقاومة عطاءات ونجاحات مستمرة عبر الزمن، إذ حررت الأرض جنوباً عام 2000، وحررت الأرض شرقاً عام 2017 في معركة الجرود بمساندة الجيش اللبناني"، مشيراً الى أن "هذه الإنجازات شكلت قوة لبنان في مواجهة التحديات، وأنها إنجازات مشرفة تعكس قدرة المقاومة على حماية سيادة لبنان وخياراته الوطنية المستقلة".
وقال: "عقدت الدولة اللبنانية اتفاق وقف العدوان الإسرائيلي في تشرين الثاني سنة 2024. وهذا يعني أن الدولة ستتصدى لحماية أرضها ومواطنيها، وتتكفل طرد العدوان، انسجاماً مع الاتفاق من ناحية، ومع وظيفتها التي تبنت أن تأخذها على عاتقها. المقاومة أعانت الدولة لتمسك زمام المبادرة، من خلال تسهيل انتشار الجيش في جنوب لبنان، وثمانية أشهر من الصبر، ونحن مستهدفون كمقاومين، وبيئة مقاومة، بالتحديد، من بين كل الواقع اللبناني. ومع ذلك، صبرنا وتحملنا، لأننا آمنّا بأن مستلزمات بناء الدولة، وتصدي الدولة، والمساعدة في نهضة لبنان، تتطلب صبراً في هذه المرحلة".
وأضاف: "إذا أردنا أن نعرف موقع المقاومة من الشعب اللبناني، فنذهب إلى استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الاستشاري للدراسات. وهذا الاستطلاع منذ أيام، في آب سنة 2025، ماذا يقول؟ 72 بالمئة من المستطلعين يقولون: لا يستطيع الجيش بمفرده التصدي لأي عدوان. 76بالمئة يقولون أنهم لا يثقون بالدور الديبلوماسي وحده. 58 بالمئة عارضوا سحب السلاح من دون استراتيجية دفاعية. 73 بالمئة يقولون: ما يجري في سوريا خطر وجودي على لبنان".
وتابع: "جاء قرار الحكومة اللبنانية في 5 آب. هذا القرار يجرّد المقاومة وشعب المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعي أثناء العدوان. هذا القرار الحكومي يعني تسهيل قتل المقاومين وأهلهم، وطردهم من أرضهم وبيوتهم. كان على الحكومة أن تبسط سلطتها بطرد إسرائيل أولًا. كان على الحكومة أن تعمل على حصرية السلاح بمنع الإسرائيلي أن يكون متواجداً أو أن يكون سلاحه متواجداً على الأرض. لكن هذه الحكومة تنفذ الأمر الأميركي - الإسرائيلي بإنهاء المقاومة، ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية. الحكومة تقوم بخدمة المشروع الإسرائيلي، أكانت تدري أم لا تدري؟".
وتوجّه إلى الدولة سائلاً: "كيف تقبلون في الحكومة تسهيل قتل شركائكم في الوطن، لتعيشوا حياتكم كما وعدوكم؟ عجيب أمركم والله، أنا أقول لكم: لا تخافوا، لا تخافوا منهم، هم جبناء، هم غير قادرين، هم يعلمون أنهم سيخسرون كل شيء إذا أطاحوا لبنان. توقفوا عن أن تعيشوا حالة التهويل، وتقولوا أنكم تحاولون الحفاظ على لبنان؟ لا، أنتم لا تحاولون أن تحافظوا على لبنان، أنتم تحاولون أن تعملوا لتحافظوا على حياتكم، حتى ولو قضي على شركائكم في الوطن. هل هذه شراكة؟ هل هذه وطنية؟
أنا سأسألكم سؤالًا: هل يبقى لبنان أو يستقر إذا اعتدى بعض شركاء الوطن على بعضهم الآخر؟ لبنان لا يبقى.
أنا أقول لكم: إذا كنتم تشعرون بعجز، وأنتم كذلك، فاتركوا العدو في مواجهتنا، ولا تتصدوا نيابة عنّا. لا نريد أن تتصدوا، ولا نريد أن تؤيدوا، ولا نريد أن ترفعوا شعار التحرير، ولا نريد أن ترفعوا شعار التصدي. اسكتوا فقط، اجلسوا جانباً، واتركونا نحن. كما فشلت حروب إسرائيل المتكررة على لبنان، ستفشل هذه المرة أيضاً. قولوا لهم: عندما يقولون لكم يجب أن تعملوا كذلك ويصدرون الأوامر. قولوا لهم: لا نستطيع خوفاً على البلد. قولوا لهم: لا نريد، لأننا نريد بناء بلدنا مع شركائنا. قولوا لهم: لن نعتدي على مواطنينا وأهلنا. فلتجتمع الحكومة للتخطيط لمواجهة العدوان. هذه هي وظيفتها: لتأمين الاستقرار، وإعمار لبنان، لا لتسليم البلد إلى متغول إسرائيلي لا يشبع، ولا طاغية أميركي لا حدود لطمعه".
كذلك سأل: "هل سمعتم رئيس الأركان الإسرائيلي ورأيتموه يجول على أرض الجنوب المحتلة، ويبارك لجنوده هذا الاحتلال، ويعدهم بالمزيد من أجل إسرائيل؟ ما هو جوابكم؟ يا أصحاب السيادة؟ يا أصحاب حصرية السلاح؟ ماذا تفعلون بهذا العمل؟
سأسأل سؤالًا آخر: هل سمعتم أن نتنياهو يريد "إسرائيل الكبرى"؟ إسرائيل الكبرى تعني كل فلسطين، وأجزاء من مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان. وهو يقولها الآن في نشوة الانتصار التي يعيشها، وفي الدعم الطاغي الأميركي لهذا الطاغية. ما تعليقكم؟ معقول أنكم تسمعون هذا كله وترونه على الأرض كيف يتوسع وكيف يعمل؟".
وأردف: "أين سقف الدستور؟ بالفقرة "ي"، يقول: "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". أنتم ناقضتموها الآن؟ بالبيان الوزاري لهذه الحكومة، يقول: "إن الدفاع عن لبنان يستدعي إقرار استراتيجية أمن وطني على المستويات العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية". أين هذه الاستراتيجية؟ مع من تناقشوها؟ ضربتم الاستراتيجية، ضربتم الأمن الوطني، رفضتم كل شيء. أنتم الآن تريدون نزع الشرعية عن المقاومة من خلال اجتماع الحكومة وهذه القرارات؟
أولًا الطائف، والبيان الوزاري، وكل المسار، لا يعطيكم هذا الحق، ولا تستطيعون نزع الشرعية".
وقال: "لا تزجّوا الجيش في الفتنة الداخلية. الجيش الوطني سجله ناصع، وقيادته وإدارته اليوم لا تريد أن تدخل في هذا المسار. لا تحشروه، ولا تحشروا البلد في هذا الأمر.
يمكن أن يسأل البعض: حسناً، بعد ما أخذت الحكومة هذا القرار اللا ميثاقي، لماذا لم تنزلوا على الشارع؟ لماذا لم تعملوا تظاهرات ضخمة؟ وردني أنهم متعجبون في قلب السفارة الأميركية، كيف أن الشيعة والمقاومين لم ينزلوا ليعملوا تظاهرات ضخمة؟ ماذا تريدين يا سعادة السفيرة؟ يبدو أن عندك شيئاً ما بيركب إلا إذا نزلنا بالتظاهرات.
أنا سأقول لكم من الآخر، لأنه كان يوجد بعض الأفكار تتحدث عن ضرورة الاعتراض في الشارع.
اتفق حزب الله وحركة أمل على أن يؤجلا فكرة أن تكون هناك تظاهرات في الشارع، على قاعدة أنه يوجد مجال لفرصة، يوجد مجال لنقاش، يوجد مجال لإجراء تعديلات قبل أن نصل إلى المواجهة التي لا يريدها أحد. ولكن إذا فُرضت علينا فنحن لها، ونحن مستعدون لها، ولا خيار أمامنا، حينها تحصل تظاهرة بالشوارع، تعم لبنان، تذهب إلى السفارة الأميركية، تقوم بأعمال لها علاقة بنصرة الحق وإبراز الحضور والوجود. هذا يصبح أمراً آخر، لوقته هو بالحسبان".
وأكّد أنّ "حتى بقاءنا في قلب الحكومة، كان باتفاق على قاعدة أننا نعتبر الجلستين، خمسة وسبعة آب، غير ميثاقيتين، كأنهما لم يكنا في حياة لبنان ولا في الوضع القانوني، ونستمر، حتى لا نتركهم وحدهم، وحتى نحاول أن نأتي بهم إلى طريق الصواب. تريدون أن تعرفوا موقف حزب الله. يبدو أنكم تنتظرونه منذ زمن، مع العلم أننا كررناه بأوقات مختلفة، لكن اليوم سوف أقوله بصريح العبارة:
لن تسلم المقاومة سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي - الأميركي مهما كلفنا ونحن واثقون بأننا سننتصر في هذه المعركة. وهيهات منا الذلة".
ولفت إلى أنّ الحكومة اللبنانية تتحمّل المسؤولية كاملة عن أي فتنة يمكن أن تحصل، نحن لا نريدها، ولكن هناك من يعمل لها. تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي انفجار داخلي، وأي خراب للبنان. تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية في تخليها عن واجبها في الدفاع عن أرض لبنان وعن مواطنيها. لستم معذورين إذا تصديتم بهذه الطريقة، وأخذتم هذه القرارات، وأديتم إلى خراب البلد".
وختم: "قوموا بوظيفتكم في تأمين الاستقرار والدفاع عن لبنان، وحماية لبنان، وليس المشاركة في العدوان على مكون بأكمله، وعلى كل المؤيدين للمقاومة من مختلف الجهات والطوائف والمناطق.
فلنكن معاً في بناء البلد، لنربح جميعاً. لا يُبنى البلد لمكون من دون آخر. هذه أرضنا معاً، هذا وطننا معاً، نحيا بعزة معاً، ونبني سيادته معاً. أو لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا يمكن أن يُبنى لبنان إلا بكل مقوماته. إما أن يبقى ونبقى معاً، وإما على الدنيا السلام. وأنتم تتحملون المسؤولية، وعلى الله الاتكال".