الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت... العدالة مُعلّقة وأهالي الضحايا ينتظرون!

خمس سنوات مرّت على كارثة انفجار مرفأ بيروت ولا يزال لبنان ينتظر القرار الاتّهامي في هذا الملفّ، وسط محاولات مستمرة لإقفال الملف، ومنع المحاكمة عن طبقة سياسية - أمنية، تجهد لتبرئة نفسها، في وقت قُدّمت 42 دعوى ضد المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ، القاضي طارق البيطار، ولم تُبتّ حتى الآن.
وفيما ينتظر أهالي الضحايا منذ خمس سنوات كشف الحقيقة والمتطورتين وراء أعنف انفجار هزّ العاصمة بيروت وغيّر معالمها حينذاك، بادرت الدولة اللبنانية بالأمس إلى إطلاق تسمية "شارع ضحايا 4 آب" على أحد شوارع بيروت قُبالة المرفأ.
وعند قرابة الساعة الرابعة، بدأ الأهالي بالتجمع في ساحة الشهداء، للانطلاق في المسيرة نحو تمثال المغترب قبالة موقع الانفجار حيث تجمعوا هناك، حاملين صور الضحايا واللافتات المطالبة بالحقيقة والمحاسبة.
قداس في الأشرفية
واحتفل راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر بقداس إلهي في كنيسة مار يوسف - الأشرفية. اقرأ أيضاً.

الداخلية
وزار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، مقر فوج إطفاء بيروت، حيث وضع إكليلاً من الزهر على نصب الشهداء.
وعبّر الحجار عن أمله في "ظهور الحقيقة وتحقيق العدالة في أقرب وقت ممكن"، مشدداً على أنّ "جميع أجهزة الدولة تتعاون للوصول إلى هذا الهدف". اقرأ أيضاً.
المديرية العامة للأمن العام
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام، أن ممثل اللواء حسن شقير وضع إكليلاً على نصب شهداء المديرية العامة للأمن العام في مرفأ بيروت، لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لانفجار المرفأ، وقالت في بيان: "في الرابع من آب عام ٢٠٢٠، اهتزّ ضمير لبنان بكافة أطيافه أمام كارثة انفجار مرفأ بيروت، تلك الفاجعة التي أودت بحياة المئات وجرحت الآلاف ودمّرت قلب العاصمة. وفي طليعة الشهداء الأبرار، سقط عدد من أبناء المديرية العامة للأمن العام أثناء قيامهم بواجبهم الوطني بكل أمانة وإخلاص".اقرأ أيضاً.
عون وسلام
إلى ذلك، أكد رئيس الجمهورية جوزف عون أنّ "الدولة اللبنانية، بكل مؤسساتها، ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة، مهما كانت المعوقات ومهما علت المناصب، فالعدالة لا تعرف الاستثناءات، والقانون يطال الجميع من دون تمييز".
أضاف: "إنّنا نعمل بكل الوسائل المتاحة لضمان استكمال التحقيقات بشفافية ونزاهة، وسنواصل الضغط على كل الجهات المختصة لتقديم كل المسؤولين إلى العدالة، أياً كانت مراكزهم أو انتماءاتهم". اقرأ أيضاً.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أنّ "معرفة حقيقة انفجار مرفأ بيروت ومحاسبة المتورطين قضية وطنية جامعة"، لافتاً إلى "أنّ بيروت عاصمة ثكلى على أبنائها، لكن الخامس من آب يمثل اندفاع الشباب من كل المناطق لمداواة الجراح وهو جيل يريد قيام الدولة".
أضاف سلام: "أعلم أن الكثير من اللبنانيين واللبنانيات يشعرون أن الحقيقة ما زالت بعيدة، وأن العدالة متأخرة. لكنّي أقولها اليوم بوضوح: لا تسوية على حساب العدالة. لا غطاء فوق رأس أي مسؤولية. ولا نهاية لهذا الجرح الوطني إلا بكشف الحقيقة، ومحاسبة المسؤولين، كل المسؤولين وأياً كانوا، أمام القضاء".
وأعلن مرفأ بيروت التوقّف عن العمل اليوم عند الساعة السادسة مساء اليوم، في الذكرى الخامسة للانفجار، وذلك وقوفاً دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الانفجار.
وفي هذه اللحظة الرمزية، ستُطلق البواخر صافراتها، وترفع الرافعات إلى الأعلى، في تحية وفاء وصمت يُجسّد عمق الجرح الوطني في هذه الذكرى الأليمة"، وفق بيان لرئيس مجلس الإدارة المدير العام لمرفأ بيروت، عمر عيتاني.
السفارات
وعلّقت سفارات بيروت بمناسبة هذه الذكرى، فقالت السفارة الأميركية: "يصادف اليوم مرور خمس سنوات على انفجار مرفأ بيروت المأسوي الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وشرّد الآلاف... نقف إلى جانب الشعب اللبناني في مطالبته بالمحاسبة".
في الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ... سفارات بيروت إلى جانب الشعب في المطالب والعدالة
وقالت السفارة الفرنسية في لبنان: "بعد مرور خمس سنوات على انفجار ٤ آب، تشيد فرنسا بالجهود المبذولة لكشف الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة للضحايا وكل من أصابته هذه الفاجعة. وكما أكّدت السلطات اللبنانية، فإن وضع حدّ للإفلات من العقاب يُعدّ أمراً أساسياً من أجل نهوض لبنان. فمن دون عدالة، لا قيام لدولة القانون".