سلام: المحاسبة قضية وطنية جامعة وحصر السلاح بيد الدولة لا رجوع عنه

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام خلال جلسة حواريّة لمناقشة تداعيات انفجار المرفأ أن "معرفة الحقيقة ومحاسبة المتورطين قضية وطنية جامعة".
وأضاف: "في هذا اليوم، نستحضر واحدة من أكثر اللحظات وجعا في تاريخنا المعاصر. لحظة لم تُصِب أهل الشهداء والضحايا وحدهم، بل أصابت الوطن بكامله في قلبه وضميره. انفجار 4 آب لم يكن مجرّد كارثة انسانية،كان لحظة صادمة اختُبرت فيها الثقة بين المواطن والدولة، وانكشفت فيها ثغرات عميقة في حياتنا العامة وفي واقع المساءلة في بلادنا. ولذلك، فإنّ معرفة الحقيقة عمّا جرى، ومحاسبة من يتحمّل المسؤولية، ليسا مطلبا خاصا، بل قضية وطنية جامعة".
وتابع: "اليوم، لا يمكننا أن نُحيي ذكرى 4 آب من دون أن نستذكر كل اسم من اسماء الشهداء والضحايا التي لا تغيب عنّا، فكل اسم منهم حكاية مفقودة، في ذاكرة هذا الوطن. كل واحد منهم كان حياةً كاملة، فردًا وعائلةً، واقعاً وحلماً، حاضراً ومستقبلاً، وجرحهم ما زال مفتوحا، لأن العدالة لم تتحقق بعد، ولأن المحاسبة تأخرت. وبيروت التي استُهدفت، في ثوانٍ، في قلبها وأبناءها وواجهاتها وحياتها، عاصمة ثكلى على مرفئها، مدينة ما زالت حتى اليوم تلملم شظاياها بألم لم يفارقها،لكن مدينتنا الحبيبة قامت من رمادها، وبقيت عصية على الانكسار. ففي مقابل وجه 4 آب موجِع، هناك وجهٌ آخر لا يقل عمقًا: وجه الخامس من آب. الخامس من آب هو اسمٌ آخر لإرادة الحياة وللتضامن الوطني.هو اندفاع الشابات والشباب من كل المناطق، من دون دعوة، من دون مقابل، ليرفعوا الركام، ليداووا الجراح، ويستردّوا نبض المدينة.جيل لم يكن في موقع المسؤولية عمّا جرى، لكنه اليوم في طليعة من يطالب بالعدالة، لأنه يريد قيام دولة تحفظ امن الناس وتذود عن ارزاقهم. هذا هو وجه لبنان واللبنانيين الذي لا يُقهر. ولأننا مدينون لهؤلاء، فإن العدالة في 4 آب ليست مسألة خاصة أو قضائية فقط. إنها في جوهرها سؤال حول طبيعة البلد الذي نريد أن نعيش فيه".
وأكد سلام: "من دون عدالة، لا معنى للمواطنة، ولا جدوى من الدولة.فلا دولة من دون قانون، ولا قانون من دون قضاء، ولا قضاء من دون محاسبة. الإفلات من العقاب، عبر عقود، لم يعد مجرد نتيجة عرضية، بل أصبح ثقافة. ثقافة أعاقت الإصلاح، وشوّهت السيادة، وقوّضت الثقة بالمؤسسات، وأضعفت شعور المواطن بحقوقه.
ثقافة الإفلات من العقاب هي التي جعلت الفساد مستمرا، والانهيارات متكرّرة، والجرائم السياسية بلا أجوبة".