"النهار" في وادي خالد: تشييع أول لبناني من العشائر قضى في السويداء ومقاتلون عبروا الحدود تلبية للنفير (فيديو)
إبراهيم الغريب
على وقع رمايات نارية كثيفة وبمشاركة حشد شعبي كبير وظهور مسلح لافت، شيّع حي الرامة في بلدة وادي خالد العكارية الشاب مصطفى مليحان البالغ من العمر 25 عاماً، والذي قضى أثناء مشاركته في القتال في السويداء إلى جانب مقاتلين من "البدو"، بعدما أعلنت العشائر في لبنان النفير العام لنصرة "أهلهم من البدو" في الاشتباكات مع عناصر درزية مسلحة.
وتشير مصادر "النهار" الى أن الشاب يحمل الجنسيتين اللبنانية والسورية، وكان اجتاز الحدود من وادي خالد نحو سوريا بعد سقوط النظام في كانونديسمبر الماضي وانخرط في صفوف الأمن العام السوري، وعاد منذ مدة الى وادي خالد غير أنه سرعان ما عبر الحدود الى سوريا مع عدد من أبناء عشائر وادي خالد، واستأنف القتال الى جانب الأمن العام السوري في السويداء حيث قتل.

حدود سائبة وتدفق للمقاتلين
لا يخفى على أحد أن تهريب البشر عبر الحدود اللبنانية - السورية في وادي خالد قد نشط بعد سقوط النظام بشكل كبير وواضح، يثير الكثير من التساؤلات لاسيما عند نقاط متاخمة للنهر الفاصل وعند حاجز شدرا (بوابة وادي خالد)، حيث تتداخل الأراضي هناك بين لبنان وسوريا ويكثر تعداد السوريين المجنّسين لبنانياً الى جانب العدد الهائل للنازحين السوريين هناك، كلها عوامل ساهمت وتساهم في انفلاش تهريب البشر وجعل العبور من هناك أسهل من نزهة بين وادي خالد وأي قرية لبنانية مجاورة. والعوامل نفسها أتاحت عبور مقاتلين من أبناء العشائر الى سوريا للقتال في السويداء.
فيديو يوثّق لحظة إدخال الشاب محمولاً من سوريا إلى وادي خالد عبر أحد المعابر الغير شرعية شمالاً.
يقول رئيس اتحاد بلديات وادي خالد خالد البدوي في حديث الى "النهار" أن الدولة اللبنانية "تهمل وادي خالد بشكل مريب كأن الحدود اللبنانية تنتهي عند حاجز شدرا، فغياب فرص العمل والتعليم دفع أبناء البلدة إما الى الالتحاق بالجيش اللبناني وإما الى الانخراط في مجال التهريب"، معتبراً "أن حدة الخطاب العشائري في البلدة بعد حوادث السويداء ليست أعلى من حدة أي خطاب عشائري في أي بلدة أخرى، لكن الإعلام هو من يضخم الصورة ضد وادي خالد" على حد قوله، داعياً نواب عكار والعهد والحكومة الجديدين الى "تحمل مسؤولياتهم حيال الوادي".
ومن جهته، يرى الشيخ أحمد الشيخ، أمين سر مجلس العشائر العربية، في حديث لـ"النهار" أن إعلان النفير العام الذي أطلقته عشائر عربية من الطبيعي أن يمتد إلى لبنان، لأن العشائر لها امتدادات عابرة للحدود، وفي عرفها فإن قرار العشيرة ملزم "والدفاع عن كرامتها واجب". ومن هنا، يفسر إعلان عشيرة النعيم في الوادي تلبية النداء.
مصير مجهول لعشرات المقاتلين
وتقول مصادر من البلدة لـ"النهار" أن عشرات الأهالي في البلدة يحاولون التواصل مع أبنائهم الذين يقاتلون في سوريا ولكن من دون جدوى، الأمر الذي أثار قلقهم حيال مصيرهم، في انتظار أي معلومة عنهم أو اي اتصال بعدما جرى الإعلان عن وقف النار.
وأعلن عدد من العشائر اللبنانية تلبية نداء النفير نصرة للبدو في السويداء، في حين حافظ عدد آخر من العشائر اللبنانية على خطاب الدولة ورفض الانجرار إلى الانضمام إلى المعركة.
نبض