جنبلاط وأبي المنى: لا للفتنة ولا للانفصال... والحوار هو السبيل إلى تهدئة السويداء

في ظلّ التصعيد المستمر في محافظة السويداء السورية، عبّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى عن قلقه العميق من التدهور الأمني في المنطقة، مؤكداً أنّ "قلق الأقليات لا يُعالج إلا بعدالة الأكثريات"، داعياً إلى الحفاظ على السلم الأهلي ورفض كل أشكال الفتنة والانقسام.
وشدّد أبي المنى على "رفض أيّ نزعة انفصالية أو تقسيمية في سوريا أو لبنان"، مشيراً إلى أنّ حماية التعددية تقتضي تضامن الجميع في وجه الفوضى، وداعياً إلى "صيانة الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في السويداء أول من أمس"، ومؤكداً أن "لا قبول بأيّ طلب حماية خارجية، خصوصاً من إسرائيل، التي تضرب تاريخنا وهويتنا".
الصور بعدسة الزميل نبيل إسماعيل.
وأعرب عن أسفه للاعتداءات التي تطال الآمنين من الجهتين، مؤكداً تضامن الطائفة مع "أهلنا في السويداء وكل الأبرياء المصابين بنيران المواجهات"، ورفض "الاعتداء على إخواننا من أهل السنّة من البدو"، مديناً في الوقت نفسه "الدعوات الصاخبة للنفير العام، وخصوصاً العشائرية منها، التي تهدّد وحدة البلاد".
من جهته، دعا رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى "تحكيم العقل قبل الدخول في الإدانات"، مشيراً إلى أنّ "جبل العرب في السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، ولا يجوز المطالبة بأيّ شكل من أشكال الحماية الخارجية تحت عناوين مضللة".
وقال جنبلاط: "نفتقد اليوم وجود الرجالات الكبار في السويداء"، مؤكداً "ضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بشأن ما جرى لأهلنا في السويداء وللبدو، الذين يشكّلون مكوّناً أصيلاً من الجبل".
وأدان "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ولبنان"، مشدداً على "ضرورة وقف إطلاق النار فوراً في السويداء، تمهيداً لحوار يفضي إلى التهدئة".
وختم جنبلاط بتمنٍّ على أهالي الجبل "ألا يشوّهوا سيرة القائد التاريخي سلطان باشا الأطرش"، محذراً من أنّ "المنطقة تمرّ بمرحلة فرز مذهبي خطير لا يحتمل المغامرات".
وفي بيان، توجه المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الى الاهالي "في جبل العرب ولذوي الشهداء بالتعازي القلبية الحارة، وبالتمنّي للجرحى بالشفاء العاجل"، وأعرب عن "تضامنه الكامل مع جميع أهلنا الكرام في السويداء".
وأدان المجلس الارتكابات والتجاوزات والانتهاكات التي طالت المدنيين ولا سيما الشيوخ والنساء والأطفال والعزّل ومن كافة مكونات المحافظة.
وأكد المجلس على "الهوية الوطنية العربية الإسلامية لطائفة الموحدين الدروز، والتي كانت راسخة على مر التاريخ، وعلى أهمية التمسك بدور الطائفة التاريخي بالحفاظ على وحدة سوريا أرضاً شعباً ومؤسسات، وعلى وحدة الصف الداخلي. وعليه، فإن المجلس يدين التدخل الإسرائيلي السافر بالشأن السوري الداخلي واستهداف العاصمة دمشق بحجة الدفاع عن الدروز الذين هم جزء لا يتجزأ من سوريا العربية. كما ويذكر المجلس بالدور التاريخي لقائد الثورة السورية الكبرى المرحوم سلطان باشا الأطرش الذي ناضل وضحى لأجل وحدة سوريا ومنع الاقتتال الداخلي بين أبنائها".
وطالب المجلس بوقف فوري ودائم لإطلاق النار واعتماد الحوار كمبدأ أساسي للحل، وبتشكيل لجنة تحقيق لكشف حقيقة ما جرى ومحاسبة المرتكبين، وبفك الحصار عن جبل العرب وضمان أمنه وفتح طريق دمشق – السويداء الآمنة لإعادة ربط الجبل بمحيطه وتأمين جميع المقومات الحياتية والأمن الاجتماعي والغذائي والصحي.
وأكد المجلس على أهمية تثبيت الاتفاق الأخير الذي توصل اليه شيوخ ووجهاء جبل العرب والحكومة السورية وعلى وقف الحملات التحريضية لدرء الفتنة وقطع الطريق على أصحاب المخططات المشبوهة.