سحر بعاصيري: لا خيار لنا غير الإصرار على إعادة بناء الدولة ولبنان الحرية والتنوع

أكدت سحر بعاصيري، عقيلة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خلال رعايتها مأدبة غداء أقامها "تجمع السيدات" التابع للجمعية الخيرية العمومية الأرمنية الثلثاء في فندق فينيسيا أن "لا خيار" أمام اللبنانيين "غير الإصرار على مشروع إعادة بناء الدولة".
ولاحظت في كلمتها أن "المجتمع اللبناني الأرمني نجح في الحفاظ على ثقافته الفريدة وهو يساهم في تشكيل الثقافة اللبنانية وحماية لبنان"، واصفةً إياه بأنه "مكوّن أساسي من نسيج الوطن، حمل لبنان في قلبه كما يحمل أرمينيا في ذاكرته ووجدانه. وهو يشارك اليوم في نهضة لبنان وبناء مستقبله".
وذكّرت بعاصيري بأن الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية "تحمل مسؤولية إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، ففي صلب عملها يكمن إيمان عميق بالإنسان، وبحقّه في العيش الكريم والتعلّم وصون هويته وتراثه".
وإذ أبرزت أهمية التعليم والثقافة في بناء الأوطان، رأت أن "التعليم ليس مجرّد وسيلة لتحقيق النجاح أو ضمان وظيفة، بل هو الركيزة الأساسية لبناء الإنسان: بناء ثقته بنفسه وبقدراته، وفهمه لكرامته الإنسانية، ولمعاني الحرية والتواصل الإنساني القائم على الاحترام والمسؤولية".
وقالت بعاصيري: "في دولة متنوعة ولكن هشة أيضاً مثل لبنان، فإن التعليم هو نافذتنا الأوسع للتعرف إلى الآخر، ولرؤية جوهر الإنسانية في اختلافاتنا ومصدر القوة في ما نتشارك به. أما الثقافة فهي التي تعطي التعليم روحا. الثقافة ليست مجرد إرث نتناقله من جيل إلى جيل. الثقافة هي ما نختار من هذا الإرث لنصونه ونحميه ونعبّر به عن أنفسنا وننقله إلى الأجيال، مثل الأغاني والموسيقى والطعام والقصص التي تشكل ذاكرتنا الجماعية. وهي كنوز لنا كلنا الى أي جماعة انتمينا".
وأضافت: "اليوم، فيما يقف لبنان على تقاطع صعب بين الامل ببناء دولة وغد أفضل من جهة ومواجهة تحديات عميقة وكبيره بل خطيرة من جهة ثانية، لا خيار لنا غير الإصرار على مشروع إعادة بناء الدولة. بناء لبنان الذي يتمسك بالحرية والتنوع. لبنان الذي يحتضن الجميع رغم اختلافهم. لبنان سيد نفسه وقراره.لبنان دولة المؤسسات والمواطنة الجامعة. لبنان الدولة المدنية الحديثة التي تتسع لأحلام وطموحات شاباتنا وشبابنا. هذه ليست رؤية ساذجة بل هي ضرورة وجودية".
بدورها، ذكّرت رئيسة "تجمع السيدات" كالين هالادجيان في كلمتها أن "الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية التي تأسست عام 1906 ملتزمة الحفاظ على هوية الأرمن وتراثهم وتعزيزهما في مختلف أنحاء العالم من خلال برامجها التعليمية والثقافية والإنسانية".
وأشارت إلى أن الجمعية ساعدت العام الفائت "أكثر من عشرة آلاف شخص في لبنان، من خلال تلبية احتياجاتهم في مختلف المجالات". وأضافت: "نحن نشهد هذه السنة مرحلة نهضة وتجدُّد لبلدنا الحبيب"، و"رغم الأزمات الأخيرة التي واجهناها جميعاً في المجالات كافة".