تصعيد إسرائيلي عشية عيد الأضحى: غارات على الضاحية وعين قانا بصواريخ خارقة... وإدانات لبنانية وأممية
في تصعيدٍ غير مسبوق عشية عيد الأضحى المبارك، شنت مقاتلات حربية إسرائيلية سلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، مستخدمةً صواريخ ارتجاجية خارقة للتحصينات، ما تسبب في هزات عنيفة شعر بها السكان في العاصمة والمناطق المجاورة، وأثار حالة من الهلع والخوف في صفوف المدنيين.

وأفادت مصادر ميدانية أن إحدى الغارات كانت شديدة التدمير، ونفذت بثلاثة صواريخ خارقة تُعرف بـ"المطرقة"، وهي صواريخ ارتجاجية مخصصة لاختراق التحصينات تحت الأرض.

وقبيل الغارات، نفذ الجيش الاسرائيلي 10 غارات تحذيرية لتحديد المباني قيد الاستهداف.
غارات إسرائيلية على عين قانا جنوب لبنان pic.twitter.com/eUfDaWS1Dj
— Annahar النهار (@Annahar) June 5, 2025
كما امتد التصعيد الإسرائيلي إلى بلدة عين قانا في جنوب لبنان، حيث شنت المقاتلات الحربية سلسلة غارات عنيفة. وجاءت الضربات بعد إنذار علني وجهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إلى سكان البلدة.
وأفاد مراسل "النهار" بأن غارة إسرائيلية جديدة استهدفت ليلا عين قانا وأسفرت عن سقوط ثلاثة جرحى.
عين قانا جنوب لبنان عقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة على البلدة pic.twitter.com/ylNdGRQiJI
— Annahar النهار (@Annahar) June 5, 2025

أول تعليق أممي
وفي أول تعليق دولي على الغارات، عبّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جانين هينيس بلاسخارت، عن قلقها البالغ إزاء التصعيد، قائلة عبر منصة "إكس":
"إن الآليات القائمة والأدوات الدبلوماسية متاحة لجميع الأطراف لتسوية أي نزاعات أو تهديدات ولتجنّب أي تصعيد غير ضروري وخطير".
مشاهد للغارات العنيفة التي تشهدها الضاحية الجنوبية لبيروت pic.twitter.com/1E0NDzprQ6
— Annahar النهار (@Annahar) June 5, 2025
وأضافت: "ندعو مرة أخرى إلى وقف أية أعمال من شأنها أن تقوض بشكل أكبر تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701."
وختمت بلاسخارت تعليقها بالقول: "أثارت الغارات التي تعرضت لها الضاحية الجنوبية لبيروت هذه الليلة حالة من الذعر والخوف المتجددين عشية عيد الأضحى المبارك".
لحظة تعرض الضاحية الجنوبية لغارة من مقاتلة إسرائيلية pic.twitter.com/bbHgCu8RG0
— Annahar النهار (@Annahar) June 5, 2025
وأنذر الجيش الاسرائيلي بإخلاء مواقع في الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة.
#عاجل جيش الدفاع سيستهدف على المدى الزمني القريب عدة بنى تحتية تقع تحت الأرض والمخصصة لانتاج مسيرات والتي أقيمت في قلب السكان المدنيين في الضاحية الجنوبية في بيروت
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 5, 2025
🔸رغم تفاهمات الاتفاق بين إسرائيل ولبنان رصد جيش الدفاع قيام الوحدة الجوية في حزب الله الارهابي (127) بالعمل لانتاج… pic.twitter.com/bZfy80iw9g
وشهدت الضاحية الجنوبية حركة نزوح كبيرة وزحمة سير خانقة.
وأشار الجيش الاسرائيلي إلى أنه استهدف بنى تحتية لانتاج المسيرات في الضاحية الجنوبية الامر الذي يرجح استخدام قنابل خارقة للتحصينات.
أعنف موجة في الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية كانت على منطقة الكفاءات بثلاثة صواريخ ثقيلة. وبلغ إجمالي الغارات 17 غارة، 10 منها غارات تحذيرية، و6 غارات مباشرة، وغارة واحدة غير منفجرة
— Annahar النهار (@Annahar) June 5, 2025
تابعوا المزيد عبر موقع "النهار" pic.twitter.com/xJuGcgo5Yw
إدانات رسمية لبنانية
من جهته، دان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الغارات الإسرائيلية، واعتبرها "استباحة سافرة لاتفاق دولي وبديهيات القانون الإنساني"، مؤكداً أن "لبنان لن يرضخ لهذه الرسائل الدموية التي توجه عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها".
وشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن "الموقف حيال الاستباحة الإسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان والقرارات الشرعية الدولية، وآخرها العدوان الجوي الإسرائيلي الغاشم على محيط عاصمة لبنان، كل لبنان، بيروت في خاصرتها الجنوبية، هو موقف متطابق ومتبنٍ لموقف فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بكل المضامين الوطنية والسيادية، والتي يجب أن تكون جامعة لكل اللبنانيين في مواجهة العدوانية الإسرائيلية".
كما أدان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بشدة "التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للبنان، لا سيما في الضاحية الجنوبية"، معتبراً أنها تمثل "استهدافاً ممنهجاً لأمن لبنان واستقراره واقتصاده، خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي".

وطالب سلام المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته لردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها، وإلزامها بتنفيذ القرار 1701 والانكفاء الكامل عن الأراضي اللبنانية".
صدر عن التيار الوطني الحر البيان الاتي: "ان العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت عشية عيد الاضحى المبارك هو قمة الهمجية ضد المدنيين واستهداف لأمنهم، ولاستقرار لبنان، واقتصاده خصوصاً مع اقتراب فصل الصيف مما ينذر بنوايا تصعيدية خطيرة. ان الاعتداءات الإسرائيلية تشكل انتهاكاً للقرار 1701، وعلى رعاة التفاهم تحمل مسؤولياتهم لردع إسرائيل عن الاستمرار في اعتداءاتها، وإجبارها على الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية".
خلفية تقنية
وتُعد القنابل الارتجاجية التي استخدمت في الغارات من أخطر أنواع الأسلحة الجوية، إذ تخترق التحصينات والمخابئ تحت الأرض لعشرات الأمتار قبل أن تنفجر في العمق، محدثةً انفجارات ضخمة وهزات أرضية محسوسة. ويُعتقد أن هذه الأسلحة استُخدمت لاستهداف ما تقول إسرائيل إنها "الوحدة الجوية 127 التابعة لحزب الله" داخل الضاحية.

وحمل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء اليوم الخميس، الحكومة اللبنانية المسؤولية في خرق وقف اطلاق النار، وقال "أصدرت مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات بمهاجمة مبان يستخدمها حزب الله لتصنيع المسيّرات في الضاحية الجنوبية".
وأضاف كاتس، "سنواصل فرض قواعد وقف إطلاق النار في لبنان دون أي تساهل".
بعد التهديد الإسرائيلي عشية عيد الاضحى، استهدفت مقاتلات حربية الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
— Annahar النهار (@Annahar) June 5, 2025
تابعوا المزيد عبر موقع "النهار" pic.twitter.com/sCnKrU3E6U
وأكدت القناة الـ14 الإسرائيلية، أن "الهجمات" على الضاحية الجنوبية وفي العمق اللبناني تنفذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
وفي السياق ذاته، كانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد أعلنت أن "الضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت ستكون الأكبر منذ وقف إطلاق النار".
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن "الجيش وضع منظومات الدفاع الصاروخية في شمال إسرائيل على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ".
اتصالات عشوائية
وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في الجنوب اللبناني وبعلبك موجة اتصالات هاتفية مكثفة من قبل الجيش الإسرائيلي، تطالب السكان بإخلاء منازلهم بشكل فوري. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية بقصف عدد من الأحياء في الضاحية الجنوبية، مع تسجيل تحليق مكثف للطائرات المسيّرة في الأجواء اللبنانية.
وبحسب مصادر محلية، فإن الاتصالات التي ترد إلى السكان لا تقتصر فقط على المناطق التي هُددت بالقصف في الضاحية، بل تشمل أحياء إضافية لم تكن مستهدفة سابقاً، ما يثير مخاوف من توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في العمق اللبناني.
للمزيد إقرأ: تصعيد خطر... موجة اتصالات إسرائيلية تُهدّد سكان الضاحية الجنوبية والجنوب وبعلبك!
نبض