وادي خالد تجمع العشائر اللبنانية والسورية : رسائل تثبيت للأمن الاجتماعي
احتضنت منطقة وادي خالد – عكار شمالي لبنان، لقاءً عشائريًا جامعًا بدعوة من آل الفرج الغنام من عشيرة المشارفة – قبيلة الموالي، حضره حشد من مشايخ ووجهاء العشائر من لبنان وسوريا والأردن، إلى جانب شخصيات سياسية وأمنية ودينية وبلدية، في تجسيد حيّ لرسالة العشائر العربية كركيزة أساسية في بناء الأوطان وصون الاستقرار المجتمعي.

تقدّم الحضور النائبان محمد سليمان ومحمد يحيى،مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المحامي محمد المراد، ورئيس طبابة قضاء عكار الدكتور حسن الأدراع، ومنسق عام تيار المستقبل في عكار عبد الإله زكريا، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات.
كما شارك في اللقاء عدد من الشخصيات العشائرية البارزة، بينهم الشيخ بدر حماد الخالدي، والشيخ علي الدخيل أبو حسين، والشيخ إبراهيم العنيزي، وجاسم العسكر رئيس اتحاد العشائر العربية في لبنان، حيث أكدوا أن العشيرة تبقى خط الدفاع الأول عن الدولة، لا خصمًا لها، وأن المصالحة العربية الشاملة تمرّ من وحدة القبائل والعشائر.
اللقاء استُهِل بكلمة من الشيخ عماد خالد باسم العشائر العربية الداعية، أكّد فيها أن العشائر “كانت وستبقى صمّام أمان في كل استحقاق وطني”، مشيرًا إلى أن “من يستهين بالعباءة العربية لا يدرك معناها، فهي عنوان الحلم المستند إلى القوة، والكيان الجامع الذي يصنع التاريخ لا يلتحق به”.
سليمان
النائب محمد سليمان شدّد على أن “وادي خالد لطالما كانت خط دفاع أول عن السيادة الوطنية والعيش المشترك”، داعيًا إلى أن تُترجم هذه الروح العشائرية إلى مشروع إنمائي متكامل في المنطقة.
وخصّ سليمان بالشكر المملكة العربية السعودية وسمو ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، مثمنًا مواقفه “الداعمة للبنان وللقضايا العربية المحقة”، ولا سيما في ما يتعلق بـ“رفع العقوبات عن سوريا وإعادة وصل ما انقطع بين الأشقاء”، مؤكدًا أن “الاستقرار يبدأ من المصالحة الحقيقية والانفتاح الصادق”.

يحيى
أما النائب محمد يحيى، فرأى في هذا اللقاء رسالة واضحة بأن “وادي خالد لم تكن هامشًا، بل صلة وصل تاريخية بين لبنان وسوريا”، معتبرًا أن “هذا المشهد يفرض على الدولة أن تعيد النظر في تعاطيها مع عكار، التي لم تبخل يومًا في الدفاع عن الوطن وتحمّل الأعباء”.
ودعا إلى تكريس دور العشائر ضمن إطار الدولة، مشيرًا إلى أن “لا تنمية ولا استقرار من دون التوازن الحقيقي بين المركز والأطراف، والتكامل مع العمق العربي الطبيعي”.
المراد
عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المحامي محمد المراد أكد أن المرحلة تتطلب “رؤية وحدوية عروبية جديدة، تتجاوز الطائفية والانقسامات”، داعيًا إلى “الاستفادة من التجارب الخليجية الناجحة، وفتح أبواب التنمية والتكامل العربي بلا تردد أو حسابات ضيقة”.
المفتي زكريا
وفي ختام اللقاء، ألقى مفتي عكار الشيخ الدكتور زيد بكار زكريا كلمة جامعة، جاءت بمثابة تتويج روحي وفكري للمناسبة، فقال:
“ما شاهدناه اليوم في وادي خالد هو أكثر من لقاء عشائري؛ إنه نداء أصيل يخرج من وجدان الأمة، نداء وحدة وأخوة ووفاء، نداء من عباءة الانتماء، لا عباءة الاصطفاف. من هنا، نوجّه الرسائل لمن يهمه الأمر: العشائر ليست ظاهرة عابرة، بل أحد أعمدة الهوية الوطنية والعربية".
وأضاف: “نحن لا نلغي أحدًا ولا نقصي أحدًا، بل ندعو الجميع للجلوس تحت راية الدولة الواحدة، لأن الوطن لا يُبنى بالحقد ولا يُحكم بالشتات، بل تُرفع رايته بالعدل والشراكة والمصالحة الصادقة. عيننا على لبنان، عيننا على سوريا، وقلبنا على غزة الجريحة.”
وكانت خلال اللقاء مداخلات عدة اكد من خلالها المتحدثين عن اهمية الرسائل الجامعة، و أجواء التفاؤل بما تحمله المرحلة المقبلة من آفاق جديدة على مستوى الدولة والمؤسسات، وسط التطلعات الشعبية نحو عهد وطني واعد بقيادة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون، الذي يحظى باحترام واسع ويمثل بارقة أمل لإعادة هيبة الدولة وبناء الثقة بين المواطن والمؤسسات ،وحكومة الرئيس نواف سلام التي يتطلع اللبنانيين اليها بامل كبير.
نبض