عين "الجماعة" على صيدا ومواجهة في شبعا

"النهار"
خرجت "الجماعة الإسلامية" خاسرة من انتخابات طرابلس وبيروت، ولم تستطع قواعدها أن تتمثل في المجلسين البلديين في أكبر مدينتين سنيتين. في المقابل، تعبّر عن ارتياحها إلى ما حققته في البقاع وإقليم الخروب، وقد استعدت لخوض الانتخابات في صيدا والبلدات السنية في العرقوب حيث تتجه الأنظار إلى شبعا، في ظل كباش مفتوح بين أكثر من جهة في أكبر بلدة سنية في قضاء مرجعيون- حاصبيا.
تعترف قيادة "الجماعة" بخسارتها في بيروت، من دون أن ترجع السبب إلى تراجع شعبيتها في العاصمة، ولا سيما أنها ممثلة بالنائب عماد الحوت. وترى أن تحالف الأضداد في بيروت أدى إلى فوزه بـ23 مقعدا حصدتها لائحة "بيروت بتجمعنا"، وتمكن العميد المتقاعد محمود الجمل من خرقها بفضل قواعد "تيار المستقبل". وتقول "الجماعة" إن "تحالفا طويلا وعريضا بدعم من السلطة وغيرها أدى إلى نجاح اللائحة في العاصمة، تحت شعار الحفاظ على تحقيق المناصفة. ونحن لسنا ضد مشاركة المسلمين والمسيحيين في مجلس بلدية بيروت، التي يعرف أهلها حقيقة من يمثل وجدانها، ولا سيما عند أهل السنة والجماعة".
وتختلف أسباب إخفاق "الجماعة" في بيروت عنها في طرابلس، وستراجع قيادتها آليات العمل في ماكينتها الانتخابية التي اعتمدتها في عاصمة الشمال، "وهي مدينة منكوبة في مختلف القطاعات". هذه الصورة التي تعكسها "الجماعة" تبقى مغايرة بالنسبة إليها في البقاع الغربي والأوسط والشمالي، وهي "راضية"، وتفيد أنها حققت نجاحات كبيرة في أكثر من بلدة، أبرزها بر الياس وكامد اللوز والرفيد وكفريا، حيث تعاونت مع جهات سياسية وعائلات عدة".
وتعبّر "الجماعة" عن ارتياحها الكبير إلى النتائج التي حققتها في إقليم الخروب، وخصوصا في شحيم، وقد أوصلت أكثر من مرشح إلى بلدية برجا بالتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي وبلدات أخرى في القرى السنية في الشوف. وتريد من حصيلة نتيجة الإقليم الممثل بنائبين سنيين أن تشكل قوة رئيسية في القضاء، وستشارك بقوة في الانتخابات النيابية في 2026.
وفي صيدا، شكلت "الجماعة" لائحة في وجه جهات سياسية وحزبية عدة تعمل للفوز ببلديتها، ولم تشأ هذه المرة "تقديم هدايا مجانية" على غرار ما فعلته في دورات بلدية سابقة في عاصمة الجنوب التي تعاني جملة من المشكلات في مقدمها عدم التوصل إلى حل لـ"جبل النفايات". ورغم إعلان "تيار المستقبل" عدم تبنيه أي لائحة في المدينة، تحضّر كوادرها لدعم أكثر من مرشح وانتخابه. وتنشط "الجماعة" لإثبات حضورها في لائحة "صيدا بتستاهل"، وتتعامل مع هذه الانتخابات "من الزاوية التنموية وليس بطريقة إقصائية، على غرار تلك التي ينتهجها البعض".
وفي العرقوب حضور تاريخي لـ"الإخوان المسلمين" الذين يركزون على حجز أكبر عدد من المقاعد في مجلس بلدية شبعا بواسطة اللائحة التي يقودها مجدي عواد وتنافس لائحته لائحتي "ما حدا أكبر من ضيعتنا" برئاسة آدم فرحات و"شبعا هويتي" برئاسة درويش السعدي المدعومة من النائب قاسم هاشم الذي يتهمه كثيرون من أبناء البلدة بأنه عطل التوافق الانتخابي وغلّب مصلحة عائلته على إمكان التوصل إلى لائحة توافقية تفوز بالتزكية بناء على طلب الرئيس نبيه بري الذي لم يتحقق.
وتؤكد مصادر مواكبة أن "قاسم يحاول تثبيت حضوره في شبعا ولو مع جهات لا يلتقي معها سياسيا، من بوابة البلدية، ليتخلص من وطأة الرقم المتواضع الذي حصّله من الناخبين السنّة في العرقوب في الانتخابات النيابية الأخيرة".
وفي اتصال برئيس المكتب السياسي في "الجماعة" علي أبو ياسين لسؤاله هل ممنوع على تنظيمه تحقيق نتائج كبيرة في البلديات؟ أجاب: "الجماعة تخوض كل الاستحقاقات، وقد تعرضت لضغوط واعتقالات إبان سيطرة النظام السوري السابق في لبنان في حالات أبشع مما نواجهه اليوم، ورغم ذلك لم نستسلم. في كل الحالات، نحن نعرف حجم حضورنا ورصيده في البيئة التي نمثلها".
ودعا إلى العمل السياسي بطريقة شفافة واحترام خيارات الناخبين شرط التنبه للمال الانتخابي الذي يستعمله كثيرون في شراء الأصوات وتخريب الانتخابات".