تنطلق القمة العربية الـ34 ، وهي الرابعة في تاريخ العراق، غداً السبت في ظل تحولات إقليمية مصيرية، حيث أشارت الخارجية العراقية إلى أن حجم المشاركة ستكون "نوعية ومكثفة وقراراتها استثنائية ".

ومن مطار بغداد، ثمّن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الدور التاريخي للعراق في لمّ الشمل العربي وبناء جسور التعاون بين الأشقاء، مؤكداً على أهمية تعزيز التنسيق العربي لمواجهة القضايا الراهنة والتحديات المشتركة.

وكان نائب رئيس الحكومة العراقية وزير الخارجية فؤاد حسين في استقبال الرئيس سلام والوفد المرافق.

كما شارك في مراسم الاستقبال الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي.

ورحب الوزير حسين بالرئيس سلام، مؤكدا "أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق ولبنان"، ومشيرا إلى "الدور الحيوي الذي تؤديه القمة العربية في تعزيز التضامن والعمل المشترك بين الدول الأعضاء".

وأوضح أن "انعقاد القمة في بغداد يأتي، في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية، مما يستدعي تعزيز التشاور العربي وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة".

من جهته، عبر الرئيس سلام عن شكره وامتنانه لـ"حكومة العراق وشعبه على حفاوة الاستقبال والجهود الكبيرة المبذولة لتنظيم القمة"، مشيدا بـ"دور بغداد التاريخي في لم الشمل العربي وبناء جسور التعاون بين الأشقاء"، مؤكدا "أهمية تعزيز التنسيق العربي لمواجهة القضايا الراهنة والتحديات المشتركة".

سلام والسوداني (وكالات).

كما التقى سلام نظيره العراقي محمد شياع السوداني، حيث تم التباحث في سبل توسيع مجالات التعاون الثنائي، لاسيما في ميادين الطاقة، الاقتصاد، والتبادل الثقافي، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة.

والتقى سلام أيضاً يرافقه وزيرا الخارجية يوسف رجي والاقتصاد عامر البساط الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع الراهنة في فلسطين، ولا سيما في قطاع غزة، في ظل التصعيد العسكري المستمر.

إلى ذلك، وصل وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، إلى العاصمة بغداد.

الشيباني في بغداد (وكالات).

ونفى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي انسحاب دولة الإمارات العربية أو أي دولة أخرى من القمة العربية التي تستضيفها بغداد غداً السبت.


ورداً على سؤال في مؤتمر صحافي بشأن تقارير عن انسحاب الإمارات بسبب الخلاف مع السودان، قال زكي "أنفي تماماً انسحاب أي دولة، بل إن التمثيل الإماراتي سيكون على مستوى عال، بل عال جداً".

وفي معلومات خاصة لـ"النهار"، بذل زكي عشية الأربعاء – الخميس جهوداً مضنية حتى ساعات ما بعد منتصف الليل أثناء اجتماع مجلس المندوبين، لتقليص الخلافات بين الوفدين السوداني والإماراتي، وشوهد مع أعضاء من الوفد الإماراتي خارج قاعة الاجتماع أثناء انعقاده، في ظل رفض قاطع من الوفد للطروحات السودانية التي ترمي مسؤولية الحرب على أطراف خارجية بدل أن يتحمل طرفاها هذه المسؤولية.

وتدعو الإمارات إلى حلّ للأزمة السودانية عبر الحوار والمفاوضات، نافية اتهامات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان لأبوظبي بدعم "قوات الدعم السريع".


وقال زكي إن الجامعة العربية تأمل في اتجاه الأمور نحو الأفضل في ما يتعلق بالخلاف الإماراتي – السوداني، مضيفاً أن ذلك سيحتاج وقتاً بسبب تعقيداته.

وقال زكي إن "العراق قدم مقترحا لإنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار الدول العربية المتضررة جراء الحروب".

وذكر أن "العراق قدم مقترحات وأفكارا لتعزيز التعاون العربي لمصلحة شعوبها، فضلا عن تقديمه أمثلة رائعة عن التضامن العربي، مشيرا إلى أن "التحضيرات العراقية للقمة كانت على مستوى رفيع، اذ لمسنا اهتماما كبيرا بتحضيراتها من أعلى مستويات في الدولة لإنجاحها".

يُذكر أن القمة العربية الرابعة والثلاثين ستبحث عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، لترسيخ دعائم الاستقرار والتنمية في المنطقة.