وزيرة الخارجية الألمانية في بيروت لهذه العناوين...

لطالما كان لألمانيا دور في لبنان، ديبلوماسيا وأمنيا، وللتذكير، فإن ألمانيا كانت الوسيط بين "حزب الله" وإسرائيل في تبادل الأسرى والجثث، وكان بعض مسؤولي الحزب يلتقون مسؤولين ألمانا، رغم العلاقة التاريخية بين تل أبيب وبرلين، إذ إن الأخيرة داعمة لإسرائيل لكنها تؤدي دوماً دور الوسيط في الحروب والأزمات، وقد اتخذت موقفاً مناهضاً لـ"حزب الله" في حرب "المساندة والمشاغلة" الأخيرة.
من هنا فإن زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لبيروت تصب وفق المعلومات الديبلوماسية المتقاطعة بين بيروت وبرلين في خانة استطلاع الأجواء وتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بانتخابه، وكذلك رئيس الحكومة نواف سلام بولادة الحكومة، ومن ثم التطرق إلى عناوين أساسية وبارزة تندرج في إطار القرار 1701 وسبل تطبيقه والتركيز على سلاح "حزب الله"، والحرص الألماني على دعم العهد والحكومة والجيش اللبناني، واتخاذ موقف حازم يتماهى مع ما تقدم عليه الإدارة الأميركية لناحية عدم وجود أي سلاح غير سلاح الدولة، والحرص على الأمن واستقرار لبنان ومساعدته في بعض النواحي الاقتصادية، وتطوير العلاقة بين البلدين في كل المجالات.
ماذا عن خفايا الزيارة؟ وفق معلومات لـ"النهار"، فإن رئيس الاستخبارات الألمانية تكون له دائما لقاءات مع بعض قادة الأجهزة والمسؤولين اللبنانيين، بعيداً من الإعلام والأضواء، إذ ينقل التقارير إلى دولته، باعتبار أن ألمانيا على معرفة وثيقة بكل تفاصيل الوضعين السياسي والأمني في لبنان، ولهذه الغاية ربما ثمة تفاصيل أساسية ومعرفة وثيقة في جعبة الوزيرة بيربوك، عن ماهية الوضع اللبناني برمته، ولاسيما ما يتعلق بالقرار 1701، وما ستتناوله خلال لقاءاتها بالمسؤولين اللبنانيين.
ووفق المتابعين للزيارة، تضطلع ألمانيا بالأدوار الأمنية والسياسية، وقد تكون غابت لفترة عن لبنان باعتبار أنه كان هناك انتخابات تشريعية وظروف أملت على برلين الاهتمام بالمعاناة الاقتصادية التي تشهدها، والانكباب على الحرب الروسية-الأوكرانية، إلى أمور كثيرة حصلت في الماضي، إنما المعلومات تشي بأن زيارة وزيرة الخارجية الألمانية تحمل أكثر من دلالة في هذه المرحلة، أمنياً واستخبارياً وسياسياً، ولكن أي دور سينحصر بالتعاون والتنسيق مع الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية المختصة، من دون أن يحصل ذلك مع "حزب الله" كما كانت الحال في المراحل السابقة.