أدوات "التيار" المعارض اضطرارياً للحكومة... وانتقادات تطاوله
انتقل "التيار الوطنيّ الحرّ" تلقائيّاً إلى المعارضة بعد تعثّر مفاوضاته للمشاركة في الحكومة، فإذا به يمسك مذياعاً هجوميّاً ضدّ طريقة التشكيل ثم بدأ يهيِّئ نمط معارضته الاضطرارية للحكومة رغم تخفيضه لاحقاً شراسة هجومه على أن تكون "المعارضة تشجيعيّة إيجابيّة"، عبارة يذكرها "التيار" في مجالسه.
ويضيفها إلى ما اعتبره النائب جبران باسيل "القرار الوطنيّ الحرّ"، على أن يعلي "نبرته السياسية" في معارضة ما يضعها في خانة الأخطاء. ويتفاءل "التيار" نحو خوض تجربة معارضة، يقول إنها "ستكون مغايرة عن السائد سابقاً". فما المسار الذي سيتّخذه بعد سنوات قضاها في الحكم؟ وما أدواته؟ وكيف يستطلع من يشجب أداء "التيار" طيلة سنوات مشاركة الأخير الواسعة في الحكم استطراداته؟
في تعقيب "التيار الوطنيّ الحرّ" الإعلامي الرسميّ لـ"النهار"، حديثٌ عن أنه "مع الإنجازات التي يمكن للحكومة أن تحقّقها لكلّ اللبنانيين. وسيأخذ مسافة بعيداً من الانهماك في الحكم مراهناً على أن ذلك سيعطيه المقدرة على الالتقاء مع قاعدته الشعبية، وعلى أن يخفّف الانتقال إلى المعارضة من كاهله مع قدرة للعمل الحزبيّ، من دون خشيته الضغوط ومع التحرر من أعباء السلطة".
في المعطيات، يعدّ "التيار" برنامجاً تحضيرياً لإدارة خطاب حول كيفية خوض الانتخابات البلدية في مدن التنافس، وسيسرّع تنظيمياً في التحضير للانتخابات النيابية لاحقاً مع عمله داخلياً في سبيل خوض الاستحقاق. وإذ يردّد أنه منفتح على جميع القوى السياسية، يتواصل بطريقة متقطعة مع شخصيات مناطقية من بينها ميريام سكاف في زحلة وحزب الطاشناق والنائب ميشال المر في المتن الشمالي. وسيبحث عن مدّ الجسور السياسية وتجديد بعض قيادييه تحضيراً للانتخابات النيابية.
ثمة ترحيبٌ من "القوات اللبنانية" لانتقال "التيار الوطني الحرّ" إلى المعارضة، ذلك أنّ الحياة الديموقراطية في لبنان لا تستقيم سوى في العمل البرلمانيّ الديموقراطيّ. بحسب "القوات"، يحقّ لـ"التيار" التحوّل إلى المعارضة حكماً، لكن ملاحظات "القوات" أنّ عدم المشاركة في السلطة مسألة طوعية إرادية، فيما لم يشارك "التيار" في الحكومة لأنّه لم يمنح الوزارات التي طلبها، ولقد كان ليشارك لو أنّه أعطي بعض مطالبه. وتالياً، لا تتردّد "القوات" عند تلخيصها وضع "التيار" في التفسير بأنّ الظروف وضعته في المعارضة لأنّ رئيس الحكومة لم يدخله في الحكومة رغم أنّه كان يفضّل المشاركة.
في استنتاج "القوات"، تكمن المشكلة في "فريق سياسيّ يبحث عن المشاركة في السلطة في أيّ ثمن وأن يبقي سيطرته على الدولة. إن بحث بعض القوى عن البقاء في السلطة يشكّل عطباً من الواجب إسقاطه. في المحصلة، لا ترجيحات واسعة من "القوات" على تطوّر "التيار" في المعارضة وعليه أن يبرهن أنها معارضة حقيقية رغم أنها لا إرادية. ولاستقامة النظام اللبناني، يجب أن يكون قوامه من المعارضة والموالاة. وكان من الافضل أن يكون "الثنائي الشيعي" خارج السلطة أيضاً لأنه ليس منسجماً مع نفسه داخل الحكومة".
نبض