وضع حرج للنازحين السوريين العلويين في جبل محسن شمال لبنان

إلى منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية في طرابلس شمال لبنان، نزحت مئات العائلات السورية من الطائفة العلوية بعد الحوادث الدامية التي حصلت في مدن الساحل السوري.
النازحون في جبل محسن متخوفون على مصيرهم ومستقبلهم بعد التهديدات التي طاولتهم والتي أوقعت ضحايا منهم. وقال نازح لـ"النهار" إن المسلحين يريدون ذبحهم في سوريا وخصوصاً الطائفة العلوية ولا أحد يقدم المساعدة إليهم. وعبّر نازح آخر عن الخوف الذي عاشه وعائلته بعد دخول المسلحين الى ضيعتهم وأطلقوا النار على الأهالي الذين لاذوا بالفرار من منازلهم.
وقالت نازحة سورية إن ابنها أوقف على أحد الحواجز وسئل الى أي طائفة تنتمي؟ ولم يتمكن من أن يقول إنه علوي وإلا كانوا قتلوه وجعلوه "يركع كالكلاب ويعوي مثلها". وبكت بسبب حرقتها على ابنتها التي لم تستطع الوصول إليها لتفرّ معها الى لبنان، معتبرة أنها متخوفة من أن تكون من ضمن "السبايا التي يجري إرسالها الى إدلب وخصوصاً إلى جرد بانياس".
أهالي منطقة جبل محسن يحاولون مساعدة النازحين عبر مبادرات فردية لتأمين حاجاتهم الأساسية، خصوصاً أنهم نزحوا بما حملت أيديهم وعبروا مجرى النهر الكبير في الشمال للوصول الى لبنان.
في السياق، أعرب الناشط الاجتماعي علي عبد الخالق لـ"النهار" عن صدمته من عدد النازحين الذين وصلوا الى المنطقة. ومع وصولهم، طلب من العائلات تقديم المساعدة إليهم ووضع تلك المساعدات أمام صالون الحلاقة الخاص به، وإذ به يجد كميات هائلة من الملابس والفرش والأغطية والمستلزمات الأساسية لهم، ومنهم أيضاً من تبرّع بالمال، فاعتمد على "مجموعة الضيعة" عبر واتساب لتوثيق هذه المساعدات التي تصله. وطلب تأمين مزيد من المساعدات لأن وضعهم حرج ولا يملكون أي شيء.
أما عن الوضع الأمني في طرابلس فهو مستقر رغم محاولة البعض زعزعته. إذ يؤكد المعنيون أن لا نية لأحد لإثارة النعرات الطائفية في المنطقة التي شهدت على مر أربعة عقود، اشتباكات مسلحة بين الطائفتين السنية والعلوية لأسباب طائفية، وأخرى سياسية امتداداً للحوادث التي دارت في سوريا.
وتعهد مختار جبل محسن عبد اللطيف صالح عبر "النهار" لأهل طرابلس أن العيش المشترك في طرابلس هو خط أحمر، وأن لا عودة إلى 23 جولة عنف التي حصلت في السابق ولن تدفع طرابلس الثمن مجدداً.
وبعد حوادث مدن الساحل السوري، أثيرت نعرات مجدداً في طرابلس إثر الحديث عن قاصر تعرض لاعتداء في محلة جبل محسن، وتبين لاحقاً أنه من سكان محلة العيرونية ومكتوم القيد، ولم يُعتدَ عليه في جبل محسن وليس سورياً من إدلب كما ذُكر.
توضيح حول حادثة القاصر في طرابلس والجيش ينتشر لضبط الأمن
ويسعى الجيش اللبناني الى ضبط الوضع ومنع أي توتر إضافي بين المناطق المجاورة خصوصاً في ظل حساسية الوضع الأمني في طرابلس وتحديداً بين جبل محسن والتبانة.