لقاء إيجابي بين الرئيسين عون وعبّاس... وأوضاع المخيّمات أبرز عناوين البحث

استرعى اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" على هامش قمّة القاهرة العربية، اهتماماً لافتاً في ظلّ الوجود الفلسطيني في لبنان وتحديداً المخيمات، عقب تسليم بعض التنظيمات الفلسطينية سلاحها إلى الجيش اللبناني، وبالتالي السؤال الأبرز: ماذا عن مستقبل هذه العلاقة على ضوء واقع مخيمات كبيرة تضم تنظيمات شتى ومنها أصولية وعلى لائحة العقوبات الدولية، إضافة إلى كثافة السلاح والوجود الفلسطيني المدني وسواه في لبنان؟

في السياق، تشير معلومات مقربة من قصر بعبدا إلى أن اللقاء كان إيجابياً والرئيس الفلسطيني أبدى سروره لانتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، لا سيما أن التعاون بين الجيش اللبناني وحركة فتح في كل المخيمات وعلى مستوى السفارة الفلسطينية من خلال السفير أشرف دبور، لم يتوقف وأثبت إيجابيات كثيرة في إطار حفظ أمن المخيمات، على خط التنسيق بين مخابرات الجيش اللبناني وحركة فتح، والرئيس "أبو مازن" أبدى كل الرغبة في زيارة لبنان في وقت قريب ولقاء رئيس الجمهورية وعدد من المسؤولين اللبنانيين.

أما عن أبرز المواضيع التي بُحثت، فقد جرى التداول في تداعيات الحرب الأخيرة على لبنان وكل ما أصابه، وصولاً إلى غزة والدمار الذي لحق بها، وكذلك ارتداداتها على مستقبل المنطقة وخصوصاً على صعيد لبنان وفلسطين، إلى أمور كثيرة جرى التطرق إليها وأبرزها وضع المخيمات، إذ أشار الرئيس الفلسطيني إلى تجاوب منظمة التحرير، بأن يكون الإشراف على هذه المخيمات من الجيش اللبناني، ويؤكد أن لبنان أعطى الكثير للقضية الفلسطينية، ولا يجوز أن يبقى سلاح خارج سلاح الشرعية اللبنانية، وعلى هذه الخلفية ستُناقش هذه المسألة على أن يسلّم السلاح إلى الجيش اللبناني، وتُنظّم المخيمات، وإذا احتاج ذلك إلى وقت فإنه لا يغفل عن بال أحد أن هناك بعض التنظيمات كحركة حماس والجهاد الإسلامي وسواهما، لها ارتباطات وتحالف مع "حزب الله" وإيران، وهذه المسألة تعالج في نطاق آخر. كذلك تناول البحث الحقوق المدنية للفلسطينيين، وسبق أن أثير هذا الموضوع في كل العهود والحكومات المتعاقبة دون أن يصل إلى نتيجة، لأن تراكم الحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية وغيرها، حال دون التوصّل إلى المعطى المذكور.

وفي سياق متصل، عُلم أن هذه القضية ستُناقش من خلال وزير العمل اللبناني، وقد يكون لرئيس الحكومة نواف سلام دور في هذا الإطار من خلال التواصل مع السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور لكن ضمن ظروف وإمكانيات لبنان الحالية. لكن اللقاء بين الرئيسين عون وعباس كان إيجابياً وثمة تواصل لمتابعة المواضيع الأساسية التي تهم الجانبين، وأبرزها المخيمات والسلاح وتنظيم الوجود الفلسطيني على الأراضي اللبنانية.

وأخيراً، عُلم أن اللقاء قد يستتبع إن كانت هناك زيارة قريبة للرئيس الفلسطيني أو عبر السفير دبور، لكن يمكن القول وفق أجواء الطرفين ولا سيما أحد أبرز المسؤولين في حركة فتح، إن التنسيق الأبرز جارٍ بين حركة فتح والجيش اللبناني في المخيمات ولا سيما عين الحلوة، ويلاحظ أن استتباب الأمن إنما هو بفعل التنسيق، وثمّة خطوات أخرى ستناقش بين الجانبين على ضوء تطور العلاقة والرئيس "أبو مازن"  أبدى كل رغبة لدعم ومساعدة العهد والحكومة اللبنانية.