قدرنا نحن اللبنانيين، النضال من أجل الحق، من أجل كلّ حقّ... من أجل مواطنة كاملة للمرأة كما للرجل، من دون لبس أو تحايل. فهذا يقع في صلب نضالنا من أجل الكلمة الحرة، المسؤولة، ومن أجل شعب لا تأخذه الشعارات، ولا تخيفه الهواجس.

قدرنا أن نقف، صفاً واحداً، خلف علمنا اللبناني الذي يحمل في خطيه الأحمرين المتوازيين أبهى صورة للمساواة المأمولة بين أبنائه، من دون تمييز قومي أو طائفي أو جندري. نحمل رسالة "تحريض" إيجابية على ضرورة أن نتحد مع المرأة اللبنانية - الأم والأخت والابنة والشريكة الكاملة في المعاناة والتهجير والحزن والغضب – في يوم المرأة العالمي، كي نؤكد أن علمنا هو خير رمز لمواطنات حرّات مكرّمات في دولةٍ تقيم لهنّ وزناً، فلا تُدخلهنّ في تجارب الفجوات الجندرية في العمل والعلم والحياة الكريمة. العلم هو رمز العدالة والمساواة. 

إن إزالة التمييز عن النساء تعيد إلى المجتمع توازنه وصحّته وتضعه على مسار المساواة. لذا، ليست المساواة الجندرية مطلباً نسوياً فحسب، بل هي شرط لنهضتنا، للبنان الغد، إذ كيف يمكن لمجتمع أن ينهض وهو يُقصي نصفه؟ كيف يمكن لوطن أن يتقدّم إذا انشغلت نساؤه بمواجهة العنف والتمييز والتهميش؟ 

اليوم، خلف هذا العلم، نتذكر نجلاء أبي اللمع ومجلتها "الفجر"، وعفيفة صعب ومجلتها "الخدر"، وناديا التويني وكلمتها الحرّة، ولور مغيزل المناضلة بلا هوادة من أجل حقوق مدنية غير منقوصة، وليندا مطر التي لم تكلّ حتى آخر العمر من مقارعة السيستام الظالم، وغيرهنّ كثيرات. 

ننطلق من قيم أرسينها نحو بذل الجهد الدؤوب لتحقيق المساواة بين الجنسين، بإقرار قوانين للأحوال الشخصية تحمي حقوق النساء وكلّ المواطنين، وقوانين عامّة تعزّز مشاركتهنّ في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتسهم في تغيير الثقافة المجتمعية التي تقف عائقاً أمام تحقيق هذه الأهداف.

في بداية عهد سياسي جديد، ومع الأمل الذي حملته معاني خطاب القسم لرئيس الجمهورية جوزف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، نتطلع إلى تحويل هذه الرؤية الإيجابية إلى أفعال عبر إخراج القوانين النائمة في الأدراج وسلوكها الدرب التشريعي المناسب، وعبر اعتماد استراتيجيات فعّالة لتحسين تمثيل النساء في البرلمان المقبل، إضافة إلى ترجمة النفحة التجديدية في التعيينات الإدارية المرتقبة التي تشكّل عصب المؤسسات وانتظام المؤسسات، فتحضر النساء بكفاءتهنّ كما يجب، عدداً ومضموناً.

"النهار" عازمة على إكمال المسيرة حتى النهاية، وعلى البقاء صوتاً عالياً بنبرة الحق، وستواصل العمل مع كلّ القوى الحيّة في المجتمع اللبناني لإزالة أي شطب من حياتنا اليومية، تكريساً لثقافة العدالة والمساواة.

العلم اللبناني في ساحة الشهداء (تصوير حسام شبارو).