إسرائيل تُصعّد اعتداءاتها قُبيل انسحابها المرتقب من لبنان... اغتيال مسؤول بـ"حماس" باستهداف سيارة في صيدا (فيديو)
لا تشي الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان منذ ساعات الصباح بالتزام إسرائيل بمهلة وقف إطلاق النار الممدّة والتي تنتهي غداً الثلاثاء في 18 شباط / فبراير.
وفيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات التفجير في جنوب لبنان ويُمعن في جرف المنازل والتوغّل في داخل الأحياء السكنية، دوّى انفجار في بوابة الجنوب صيدا، قبل ظهر اليوم، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على المدخل الشمالي للمدينة، قُبالة الملعب البلدي، ممّا أدّى إلى اشتعالها على الفور.
مشاهد أولية من مكان الاستهداف الإسرائيلي في صيدا pic.twitter.com/7MdW0DPKyb
— Annahar النهار (@Annahar) February 17, 2025
ووقع الاستهداف الإسرائيلي على الطريق البحرية لمدينة صيدا، قُبالة مبنى نقابة المهندسين، وبالقرب من مركز للجيش اللبناني.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن" غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في صيدا أدى في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد".
وبحسب المعلومات، القتيل هو محمد شاهين، مسؤول عسكري كبير في "حماس"، وهو مقيم منذ مدة في لبنان ويعتبر من المقربين من صالح العاروري الذي اغتيل في قصف في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى صلة وتنسيق مع "حزب الله".
يُذكر أنّ العدوان الإسرائيلي الأخير على مدينة صيدا كان في 7 تشرين الثاني / نوفمبر 2024، خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، حيث استهدفت مسيّرة سيارة تقلّ عائلة من آل شومر، ممّا أدّى إلى سقوط شهيدين، وإصابة أفراد من قوات الكتيبة الماليزية في "اليوينفيل"، حينما صودف مرور قافلتهم على حاجز الجيش اللبناني لحظة استهداف السيارة المدنية. كما أصيب ثلاثة عناصر أيضاً من الجيش اللبناني حينها.

مَن هي الشخصية المستهدَفة بغارة صيدا؟
في أول تعليق إسرائيلي على استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة على الطريق البحري في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ "الهجوم في صيدا جنوبي لبنان استهدف شخصية مهمة".
كما ذكرت "القناة 12 الإسرائيلية" أنّ "الهجوم الإسرائيلي في لبنان هو لاغتيال شخصية بارزة".
وفيما لم يعلن الإعلام الإسرائيلي عن اسم الشخصية المستهدَفة حتى الآن، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنّ "المستهدف في الغارة الإسرائيلية على صيدا هو شخصية عسكرية في الجناح العسكري لحماس".
ورجّحت مصادر بأن يكون المستهدَف هو محمد شاهين، المسؤول العسكري لـ"حماس" في لبنان.
إلى ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّ رئيس الوزراء اللإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خرج من جلسة محاكمته للمصادقة على عملية الاغتيال في لبنان".
من جهتها، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، بأنّه "جرى انتشال جثمان من السيارة التي استهدفتها غارة اسرائيلية على طريق الأولي عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا بعدما اخمدت فرق الإطفاء النيران المشتعلة فيها.
موقف الرئاسة اللبنانية
إلى ذلك، يترقّب لبنان الرسمي ما ستؤول إليه الأمور في الساعات المقبلة حيال قرار إسرائيل في الانسحاب الكامل أو البقاء في 5 نقاط استراتيجية جنوبي لبنان، في وقت أكد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون أنّه "نتابع الاتصالات على مختلف المستويات لدفع إسرائيل إلى الالتزام بالاتّفاق والانسحاب في الموعد المحدّد، وإعادة الأسرى"، مشيراً إلى أنّه "على رُعاة الاتّفاق أن يتحمّلوا مسؤوليتهم في مساعدتنا".
وقال عون خلال لقائه وفد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي: "لبنان لا يقوم على مكوِّنٍ واحد، ويجب تضافر كلّ الجهود لإعادة بناء الثقة بين الدولة والشعب، وبين لبنان والعالم الخارجيّ". للمزيد اضغط هنا.
في السياق، أفادت "يسرائيل هيوم" نقلاً عن مسؤول سياسي بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى في 5 نقاط داخل لبنان.
المشهد الميداني في جنوب لبنان
في جديد الميدان على الحدود الجنوبية، توغّلت دبابتان إسرائيليّتان في بلدة كفرشوبا المأهولة بالسكان، في قرى العرقوب قضاء حاصبيا، صباح اليوم الاثنين، للمرة الأولى منذ انتشار الجيش اللبناني في داخلها.للمزيد اضغط هنا.
وأفادت معلومات صحافية بأنّ القوّة الإسرائيلية توغلت نحو الأحياء السكنية المأهولة في وسط كفرشوبا، وقامت بأعمال تتمشيط بالأسلحة الرشاشة خلال تقدمها نحو الواجهة الغربية للبلدة في محيط الجبانة. كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة يدوية على ساحة كفرشوبا بالقرب من المدرسة.
دبابتان إسرائيليّتان تتوغّلان في بلدة كفرشوبا للمرة الأولى منذ انتشار الجيش اللبناني في داخلها pic.twitter.com/zsk7eKGE1O
— Annahar النهار (@Annahar) February 17, 2025
يأتي هذا التوغّل بعدما شقّت القوات الإسرائيلية طريقاً في حرج سدانة في شمال كفرشوبا، في اتجاه كفرحمام والهباري، أمس الأحد.
كما تقدّمت قوّة إسرائيلية نحو تلة سدانة في كفرشوبا وتمركزت بدبابتَي ميركافا على بُعد أمتار من تمركز الجيش اللبناني.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، ينتظر أهالي بلدة حولا وصول قوّة من الجيش اللبناني والصليب الاحمر للدخول إلى وسط البلدة لسحب جثمان الشهيدة خذيجة حسين عطوي، إضافة إلى إجلاء عدد من المحاصرين داخل البلدة منذ ليل أمس، ومن بينهم أطفال.
وفي الاعتداءات الإسرائيلية أيضاً، نفّذ الجيش الإسرائيلي تفجيراً في بلدة يارون وعمد إلى حرق منازل في العديسة، فيما أفيد عن تحليق متواصل للطيران المسيّر الإسرائيلي في أجواء جنوب لبنان وبعلبك.
أهالي بلدة حولا ينتظرون وصول قوّة من الجيش اللبناني والصليب الأحمر للدخول إلى وسط البلدة لسحب جثمان الشهيدة خذيجة عطوي وعدد من الأهالي المحاصرين منذ ليل الأمس pic.twitter.com/BOHv6CeyDR
— Annahar النهار (@Annahar) February 17, 2025
بلدية ميس الجبل
من جهتها، أعلنت بلدية ميس الجبل، في بيان، أنّ "الاحتلال الاسرائيلي انسحب من إحدى النقاط التي كان متمركزاً فيها، ضمن منطقة المفيلحة، وما زال حتى الآن يحتلّ الاحياء الداخلية لبلدة ميس الجبل وعدداً من التلال، ونحن بانتظار دخول الجيش اللبناني وانتشاره في بلدتنا مع فرق الهندسة، لنكون خلفه لا امامه، ونحترم التوصيات التي تهدف الى حمايتكم وسلامتكم".
وتوجّهت البلدية للأهالي بالقول: "عهدناك دوماً أهل مسؤولية والتزام، فالأحياء التي توغّل فيها العدو بعضها مفخخ وبعضها تحتوي على أجسام غير منفجرة، مما تشكل خطورة وتهديد لسلامتكم.نناشدكم ان نكون جميعاً خلف الجيش اللبناني في الدخول الى البلدة، وسيكون ذلك عندما نتبلغ من الجيش، حيث سنعلمكم فور تبلغنا بالوقت المحدد للدخول".
نبض