بهية الحريري رعت احتفال "تمدن": صيدا تتشارك واللبنانيين الأمل بعودة انتظام المؤسسات

برعاية وحضور رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" السيدة بهية الحريري، وبالتعاون مع بلدية صيدا، أطلقت جمعية "تمدن" مشروع "دعم ريادة أعمال الحرف والفنون والرياضة " المنفّذ ضمن "مشروع خدمات الدعم الميداني للشرق الأوسط / كووتر انترناشيونال" ، وبتمويل من الشؤون الدولية الكندية، وذلك خلال احتفال أقيم في مبنى القصر البلدي لمدينة صيدا حضره الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري إلى جانب عدد من الفعاليات السياسية والحزبية والدينية والبلدية والأهلية.

في كلمتها، اعتبرت الحريري أنّ "هذا اللقاء هو حول إحدى تجلّيات الإرادة المدنية التي تميّزت بها التّجربة الوطنية اللبنانيّة منذ ما يزيد على المئة عام، حين بادر أبناء لبنان إلى تشكيل جمعياتهم المدنية والخيرية والتربوية والمهنية والرعائية والقطاعية وتحمّلوا المسؤولية جيلاً بعد جيل وان صيدا وجوارها إحدى أعرق المدن بالتّجارب المدنية في كافة المجلات".

وقالت: "نلتقي بدعوة من جمعية (تمدن) بمناسبة إطلاق برنامجها المميز في دعم ريادة الأعمال والحرف والفنون والرياضة... وإنّنا إذ نؤكّد دعمنا لهذه المبادرة الخلاقة والتي تهدف إلى تحمّل المسؤولية المدنية والرعائية لتمكين الأجيال من كلّ أسباب العمل والتقدم والنجاح، والتي لطالما كانت بلدية صيدا حاضنة لكلّ المبادرات الهادفة إلى تعزيز النّهوض والإستقرار والتّقدم والإزدهار".

كما تطرّقت الحريري إلى المستجدات على الصعيد الوطني ، فأكدت أنّ "صيدا تتشارك مع كلّ اللبنانيين الأمل في تجاوز لبنان محنته، بعد انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والذي أدى إلى عودة الأمل بعودة انتظام المؤسسات في  لبنان. وإنّنا نتطلع إلى نجاح دولة الرئيس المكلف نواف سلام بتشكيل الحكومة العتيدة".

وتوجّهت الحريري بالشكر والتقدير إلى رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع ومجلسها البلدي، "الذين تحملوا مسؤولية متابعة العمل البلدي على الرغم من كلّ التّحديات والصعوبات". كما وجهت تحية خاصة إلى "الصّديق الكبير ابن صيدا البار الأستاذ محمد السعودي الذي لن تنسى صيدا إخلاصه وحبه لمدينته وأهلها".

وختمت الحريري بالتعبير عن "خالص التقدير لجمعية تمدن ورئيسها الدكتور زياد ضاهر والهيئة الإدارية، وكلّ الشّكر والتّقدير الى الجهات الدّولية الرّاعية والدّاعمة لهذا البرنامج والمتمثل بمشروع خدمات الشرق الأوسط والمموّل من وكالة الشّؤون الدّولية الكندية على أمل أن نتابع المزيد من المبادرات الخلاقة في خدمة صيدا والجنوب ووطننا الحبيب لبنان".

من جهته، ألقى رئيس جمعية "تمدن" الدكتور زياد ضاهر كلمة استعرض فيها بدايات الجمعية وتطور عملها، فقال: "تعمل (تمدن) منذ العام 2017، والبداية كانت مع مؤسسة رفيق الحريري للتنمية البشرية في برنامج لتمكين الشباب واطلقنا تجربة مجلس وزراء الشباب في العرقوب، وانتقلنا الى شبعا عبر اطلاق مستوصف رفيق الحريري الذي اصبح الان مركزا للرعاية الأولية. توسعت نشاطات "تمدن" لتنتقل الى قرى قضاء حاصبيا في كفرشوبا والهبارية وكفرحمام وكوكبا ومرج الزهو وحاصبيا ومؤخرا كانت تمدن مواكبة لتداعيات الحرب عبر فريقها الطبي حيث تسيير عيادات طبية لخدمة أهلنا النازحين الى قرى البقاع الغربي وراشيا و في حاصبيا وصيدا واليوم نعود الى صيدا".

أضاف: "نلتقي اليوم في صيدا لنطلق معا مبادرة دعم ريادة الاعمال في مجال الفنون والحرف والرياضة... هذا المشروع الذي كنا نحضر له وسط الحرب ، ولم نيأس من اننا سنصل الى نهاية الحرب ونبدأ من جديد، ونسعى لتساهم هذه المبادرة في وضع رواد الاعمال على سكة التعافي  نريدها ريادة للأعمال لا ريادة الحروب، صناعة الأمل لا اليأس، التشارك لا التفكك. معاني لن تبقى حبراً على ورق بل نحولها الى فعلٍ وعمل بدعمكم ومشاركتكم في إطلاق هذا المشروع الذي صمم وتم التحضير له خلال فترة الحرب، لم تُكسر عزيمتُنا ولم نتردد في المضي قدما في تنفيذ هذا المشروع بدعم من الشؤون الدولية الكندية التي حولت الفكرة الى حقيقة".

وختم ضاهر قائلاً: "في هذا الموقف نستذكر من قال في احدى كلماته عام 1995: إن ريادة الأعمال ليست مجرد عمل تجاري، بل هي رسالة سامية، هي بناء مستقبل أفضل لأجيال قادمة، وهي إيمان راسخ بقدرات الإنسان على تحقيق المستحيل... إنّه ابن هذه المدينة العريقة و رائد الاعمال الاكثر تأثيرا في تاريخ التنمية لهذا البلد...إنّه الشهيد رفيق الحريري".