أوّل زيارة لمسؤول سعودي رفيع منذ العام 2010... بن فرحان: المملكة تقف إلى جانب لبنان

منذ سنوات ينتظر لبنان زيارة سعودية تعيد الدفء إلى العلاقات المميزة التي كانت تربط بيروت والرياض. فزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود تفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية في ظلّ متغيرات عصفت بلبنان والمنطقة. الوزير السعودي التقى كبار المسؤولين وسط حفاوة لافتة.

وحملت مواقف الوزير تفاؤلاً بالعهد الرئاسي الجديد والتشديد على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً فجر الاحد المقبل والتي من المفترض أن تشهد الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، وهو ما أشار إليه بن فرحان عندما أكّد على ضرورة "الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية".

"الزيارة التفاؤليّة"

قرابة الرابعة والربع من عصر الخميس حطت طائرة الوزير بن فرحان في مطار رفيق الحريري الدولي لتؤكّد عودة الدفء إلى العلاقات المميزة التي جمعت المملكة العربية السعودية ولبنان منذ قرن من الزمن.

قرب درج الطائرة استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب على رأس وفد من الوزارة، والسفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، الزائر السعودي. وبعد خلوة مع بو حبيب في قاعة كبار الزوار في المطار ، توجّه إلى قصر بعبدا حيث التقى الرئيس العماد جوزف عون في حضور بو حبيب والوفد المرافق، وبعد اللقاء كرّر بن فرحان الدعم السعودي للبنان مؤكداً وقوف المملكة إلى جانب لبنان ، وقال: "بمناسبة انتخاب فخامته رئيساً للجمهورية وتمنياتنا له بالتوفيق في قيادة لبنان بما يتطلع له شعبه من استقرار وتقدم ورخاء". وتابع: "بحثت مع فخامته مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأكّدت له وقوف المملكة إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق ".

وجدد بن فرحان الدعم السعودي للبنان، وأضاف "أعربت (للرئيس عون) عن إيماننا بأهمية الإصلاحات التي تحدث عنها فخامته في سبيل تجاوز لبنان أزماته، وثقتنا كبيرة بفخامة الرئيس، ودولة رئيس الوزراء المكلّف للشروع في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتعزيز أمن واستقرار ووحدة لبنان". وشدد الوزير السعودي على أهمية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار مشدّداً على "الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار بما يشمل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية  من الأراضي اللبنانية، وأكّدت على أهمية تطبيق القرار 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة ".

وختم "بالرغم من التحديات المشتركة  التي تواجهنا في المنطقة إلّا أنّ المملكة تنظر بتفاؤل إلى مستقبل لبنان في ظلّ النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس بعد انتخابه حيث أنّ تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان وإفساح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي، ونحن متفائلون بتكاتف القيادة اللبنانية لاغتنام الفرصة والعمل بجدية لتعزيز أمن لبنان وسيادته والحفاظ على مؤسساته ومكتسباته".

من الواضح أنّ الوزير السعودي بتكراره العبارات التفاؤلية لأكثر من مرة في تصريحه المقتضب وكذلك التشديد على تنفيذ الاصلاحات، يعكس الحرص السعودي على مساعدة لبنان انطلاقاً من أهمية ما حمله خطاب القسم لجهة تنفيذ تلك الإصلاحات وأيضاً ما أكّده الرئيس المكلف في أوّل تصريح له بعد تكليفه الرسمي.

ومن بعبدا توجّه الزائر السعودي إلى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري، وأكمل جولته بلقاء في السرايا الحكومية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، واختتم لقاءاته الرسمية بزيارة إلى دارة الرئيس المكلّف نواف سلام.