4 مرشّحين يتصدّرون السباق والعيون على زيارة عون السعودية

4 أسماء مرشحة للرئاسة تدور في حلقة المشاورات بين الكتل. ويتولى نواب تسويقها من بينهم غسان سكاف وهم: الوزيران السابقان جهاد أزعور وناصيف حتي، العماد جوزف عون والمصرفي سمير عساف. ولا يعني ذلك أن الاتصالات تقتصر على بورصة هؤلاء فحسب وإقفالها على الآخرين.

ويبقى الرئيس نبيه بري المعني الأول بجلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني (يناير) المقبل حيث ينتظر الجميع هذا الامتحان الذي تتعاطى معه الكتل بجدية عالية حتى لو لم ينتج رئيساً لأنه يمكن البناء على خلاصات هذه الجلسة المنتظرة لرسم جملة من الحسابات الداخلية والخارجية في المستقبل.

ويتعاطى بري معها باهتمام شديد ومن دون أن يدخل في تفاصيل ما يدور مع مراجعيه والرسائل التي يتلقاها من زاوية عدم تخريب ما يعمل عليه. ويكتفي بالقول إن اللبنانيين ينتظرون رئيساً للبلد بعد كل هذا الشغور. ويدعو إلى مراجعة ما ورد في عظات عيد الميلاد في بكركي وغيرها من المرجعيات المسيحية حيث تشدد كلها على الدعوة إلى انتخاب رئيس وتلقف فرصة الجلسة المقبلة وعدم التهاون حيالها. ويرد على سائليه: "لماذا لن تأتي برئيس إذا توفرت الإرادات الوطنية والجدية". ويرجح قدوم الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت قبل نهاية السنة وإن لم يطلب منه موعداً بعد.

في موازة جهود الكتل الرامية للانتخاب يبرز النائب سكاف الناشط على التواصل مع أكثر من كتلة وسفراء المجموعة "الخماسية". وسيلتقي سكاف رئيس المجلس والبطريرك بشارة الراعي قريباً. وتوصّل إلى حصيلة تفيد أولاً أن الثنائي "أمل" و"حزب الله" يعملان بالفعل لانتخاب رئيس قبل تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاتيح البيت الأبيض وإن كانا لا يعلنان هذا الأمر بوضوح ويقولان إنه آن الأوان لإتمام هذا الاستحقاق الدستوري. وأبلغا كل من يهمّه الأمر أن أصواتهما الـ27 زائد من يلتقي معهما ستصبّ لمرشح واحد.

وبعد تبدل المشهد السوري وتلقي محور الممانعة ضربة قاسية أقله على مستوى "حزب الله"، انعكس هذا الأمر على مسرح الرئاسة في لبنان. قبل أقل من أشهر كان نواب ينشطون ومن بينهم سكاف في حمل أسماء ليقبل بها الفريق الشيعي بينما اليوم يجري استبدال هذه الخطة مع التمسك بالوقوف عند رأيه. وثمة أربعة أسماء تحظى بقبول مسيحي بحسب نائب البقاع الغربي يجري الاستعداد لطرحها على "الثنائي" وهم أزعور (حضر إلى بيروت والتقى نواباً وشخصيات بعيداً من الإعلام) وحتي وعون وعساف. ولإنجاح محاولته هذه لم يتوقف شريط اتصالات سكاف مع سفير السعودية وليد بخاري ويتواصل مع السفيرة ليزا جونسون التي تقضي عطلتها في أميركا.

وفي موازاة كل هذه الاتصالات تجري معاينة زيارة قائد الجيش للسعودية وعدم الاقتناع بأنها لن تخرج عن إطار الشؤون العسكرية وسيمضي ليلة في المملكة، التي تصفها مصادر سياسية بغير البعيدة من الشبهة السياسية لا من زاوية الإساءة للرجل ولا للرياض التي بدأت تتعاطى مع ملفي لبنان والرئاسة باهتمام أكبر. ويُترقّب هل سيلتقي عون ولي العهد في المملكة الأمير محمد بن سلمان. ومع عملية الانتخاب يترافق الحديث في دوائر مغلقة إذا وصل عون إلى الرئاسة أم لا عن اسم من سيحلّ مكانه في قيادة الجيش ولن تكون واشنطن بعيدة من هذه التسمية.

في السابق وقبل الزلزال السياسي في سوريا كان الخلاف الرئاسي مارونياً - اًشيعي. ويجري اليوم بحسب رؤية سكاف ونواب آخرين السعي إلى ضرورة التوصّل لانتخاب رئيس بمقاربة عدم تخطي الجميع لإنتاج الرئيس العتيد وفق معادلة توافق مسيحي-سني ودرزي على أساس التوافق على مرشح يكون في الوقت نفسه محلّ قبول عند الشيعة ويمكنه في هذه الحال أن يصل إلى عتبة المئة صوت.

وينطلق سكاف من مسلّمة وهي أنه على أهمية التوافق على اسم المرشح فهو يحتاج إلى مظلة خليجية-أميركية-أوروبية للمساهمة في إنقاذ البلد. ولا تغيب الاتصالات الرئاسية عن موقف باريس من الأسماء المطروحة وإذا تم "تجاوزها في الرئاسة" الأولى فستكون لها كلمتها في رئاسة الحكومة انطلاقاً من الدور الذي يؤديه الفرنسيون في مساعدة لبنان في أكثر من حقل.

وتخلص المساعي إذا كُتب لها النجاح وتجاوبت الكتل الكبرى إلى أن تكون جلسة الانتخاب منتجة وأن لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس وأن لا تقتصر على لعبة ديموقراطية فولكلورية تضر بالبلد والمشهد العام في البلد.

[ النائب سكاف ينشط على أكثر من خط نيابي وديبلوماسي للتوصّل إلى انتخاب رئيس.]