هل تتكرر معادلة "عون أو الفوضى" على غرار تجربة 1988؟

أقل من أسبوعين يفصلان عن جلسة التاسع من كانون الثان/ يناير لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا حسم بعد لمواقف الكتل النيابية الأساسية من الاستحقاق الرئاسي.
فهل تصح معادلة "قائد الجيش أو الفوضى" على غرار عبارة "مخايل الضاهر أو الفوضى" التي خبرها لبنان عام 1988؟
لم تعلن القوى السياسية بعد موقفها من الاستحقاق الأهم في 9 كانون الثاني/ يناير الذي حدده رئيس مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من 700 يوم على الفراغ في سدة الرئاسة. وباستثناء كتلة "اللقاء الديموقراطي" التي أعلنت دعمها ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، لم تصدر مواقف معارضة أو داعمة، وسط استمرار المشاورات المعلنة وغير المعلنة لوضع حد للفراغ الرئاسي.
الفرزلي: طرح المعادلة مسيء
عاصر النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي مرحلة 1988 وما قبلها، والتي خلصت إلى معادلة الموفد الأميركي السابق ريتشارد مورفي حينها "انتخاب المرشح مخايل الضاهر أو الفوضى".
ويؤكد لـ"النهار" أنه لا يستطيع أن يتحدث عن معادلة "عون أو الفوضى" على غرار معادلة الأميركي حينها. ويقول: "كان طرح تلك المعادلة مسيئا، ولا أريد أن أسيء إلى العماد عون بهذا الطرح، فهو ركن أساسي من أركان الدولة، وقائد للجيش يعول على دوره المركزي في المرحلة المقبلة".
ويعتقد الفرزلي أن "عون شخصية نظيفة الكف، وبالتالي هناك بعض من يقول إنه يتمنى أن يكون رئيساً للجمهورية، لكن اللعبة الديموقراطية يجب أن تأخذ مداها، والأهم ألا نتحدث كثيراً عما تريده هذه الدولة أو تلك لأن ذلك معيب، وفي الوقت عينه نتحدث عن السيادة".
ويلفت إلى أنه "لو كانت هناك اتصالات فلتتم داخل الغرف المغلقة، وحان الوقت لكي نفكر في بناء دولة تصون نفسها من التدخلات".
عطاالله: الوصاية الأميركية لن تنجح
لم يعلن "التيار الوطني الحر" بعد اسم مرشحه للانتخابات الرئاسية، ويواصل مشاوراته على أكثر من صعيد على قاعدة توافق المسيحيين أو على الأقل توافق القوتين الأساسيتين على مرشح لا يستفز القوى الأخرى. ولكن هل يمكن أن يذهب إلى دعم ترشيح خصمه الأساسي للانتخابات الرئاسية؟
الوزير السابق غسان عطاالله يوضح لـ"النهار" أن "الفوضى انتهت في المنطقة، ولا يمكن العودة إلى عام 1988، والوصاية الأميركية تختلف عن الوصاية السورية، ومجلس النواب اليوم ليس كما في العام 1988 وسط فسيفساء لا يمكن أن تخضع لإرادة خارجية، والأدوات التي كانت في السابق ليست متاحة اليوم".
أما عن مرشح "التيار" للانتخابات فيشير إلى أن "الحديث عن مرشح جدي لن يكون قبل العام المقبل، والمرشح يجب أن يخرج من توافق القوى المسيحية ولا يكون مستفزاً للمكونات الأخرى، والتدخلات الخارجية لا يمكنها حسم اسم الرئيس ما لم تتوافق القوى المسيحية أو على الأقل معظمها على مرشح".
ولكن هل يذهب التيار البرتقالي إلى دعم خصم سياسي للانتخابات؟ يجيب عطاالله: "في حال التحالف مع "القوات اللبنانية" لإيصال مرشح محدد، عندها تتغير المعادلة، ولا شيء ثابتا حتى تاريخه، ودعم مرشح من "القوات" يمكن أن يغير كل ما هو مطروح اليوم، وفي حال توافقنا على مرشح قوي فعندها نكون أمام اسم يخرج من رحم التوافق المسيحي، وهذا الخيار وارد".
كرم: لن نعود إلى الفوضى
على المقلب الآخر، لا ترى "القوات" أن المعادلة عن الفوضى صحيحة. ويؤكد النائب فادي كرم لـ"النهار" أن "لبنان لن يعود إلى الفوضى، والأمور تتجه إلى الأفضل، ولكن يجب انتظار التفاهم على مرشح".
ويلفت إلى أن "ثمة دعما داخليا وخارجيا ليكون في لبنان رئيس حقيقي للجمهورية، ورئيس حكومة، فنسير في مسار الإصلاح والسيادة من دون ربط البلاد بقضايا ونزاعات إقليمية".
ويشير كرم إلى أن "جلسة 9 كانون الثاني قائمة، ولكن في انتظار ما سيحمله الأسبوعان المقبلان".
وفق تلك المواقف، فإن الفوضى مستبعدة في حال عدم انتخاب قائد الجيش رئيساً، وما كان يصح قبل نحو 4 عقود لم يعد صالحاً لأسباب عدة، وبالتالي يبقى التوافق على رئيس للجمهورية هو الطرح المتقدم على الرغم من الرغبات الخارجية المؤثرة عادة في إيصال رئيس للبلاد.