سقوط نظام الأسد في ميزان الشمال... إبتهاج وشماتة ورصاص في مقابل حذر وترقب

أرخت التطورات السياسية والأمنية في سوريا بثقلها على شمال لبنان منذ اللحظة الأولى لاندفاع المجموعات المعارضة في اتجاه المحافظات السورية، وصولاً الى دمشق التي ما إن أعلنت السيطرة عليها حتى انطلقت الاحتفالات بسقوط النظام، فالتهبت طرابلس ومناطق المنية والضنية والقلمون باطلاق النار العشوائي والمسيرات السيارة رافعة أعلام الثورة ومرددة هتافات النصر على النظام، في ظل تساؤلات عمن سيحكم سوريا بعد لجوء الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الى روسيا.
كذلك طرحت أسئلة عن تأثير سقوط نظام الأسد على لبنان وعلى قوى الممانعة فيه وعلى دول الجوار؟
ردات الفعل شمالاً عما جرى في سوريا كانت متفاوتة بين مناطق يعمّها الفرح والابتهاج ومناطق أخرى يسودها الترقب والحذر، ليصاب المواطنون بالذهول في أماكن أخرى جراء سرعة انهيار الجيش السوري وتقدم المعارضة المسلحة الى دمشق مباشرة بعد سقوط حلب وحمص ومحافظات أخرى "من دون ضربة كف".
في طرابلس لم يتوقف اطلاق النار ابتهاجاً منذ لحظة سقوط دمشق مترافقاً مع المواكب السيارة والأغاني الثورية، وكذلك فعلت الضنية والمنية ومعهما عكار، فيما عم الذهول زغرتا بفعل سرعة التطورات. أما في بشري، فهناك فرح وشماتة. وفي البترون كانت احتفالات لـ"القوات اللبنانية"، وفي الكورة ترقب فيما التزم القوميون الصمت وأزالوا الشعارات الحزبية عن مكتبهم في محلة الجميزات في طرابلس، بناء لطلب منظمي احتفالات "انكسار الاسد في سوريا". وفي جبل محسن حيث الغالبية العلوية، يسود حذر شديد وحبس أنفاس لمعرفة ما ستؤول اليه أمورهم بعد رحيل الأسد، خصوصاً في أعقاب تساقظ رصاص الابتهاج الطائش والعشوائي على بيوتهم.
اللافت أن كمية الرصاص التي أطلقت عشوائياً في طرابلس والتي أدت الى أضرار جسيمة في السيارات وألواح الطاقة الشمسية وبعض المنازل، إضافة الى عدد من الاصابات في صفوف المواطنين، استدعت مناشدة القوى الأمنية التدخل ومعالجة الأمر فوراً، مع التمني على من يريد الابتهاج استخدام المفرقعات.
هذا في الوقائع على الأرض، أما في السياسة، فيعتبر المحلّلون أنه يجب الانتظار لمعرفة ما ستؤول اليه الأمور في سوريا، وهل ستتوحد المعارضة أم ستختلف في ما بينها وستتصارع على السلطة، إضافة الى أي نظام سيجري اعتماده ليبنى لاحقاً على الشيء مقتضاه.