استهدافات إسرائيلية مباشرة للجيش اللبناني: 40 شهيداً منذ بدء العدوان

ينزفُ الجيش اللبناني دماً في سبيل الأرض. يواجه عناصره يوميّاً استهدافاً إسرائيليّاً مباشراً في مراكز ونقاط معروفة، وبتنسيق عمل مع قوات "اليونيفيل".

إلّا أنّ الهمجية الإسرائيلة لم تستثنِ أحداً منذ توسيع العدوان على لبنان في 23 أيلول (سبتمبر) الماضي، ولم تُفرّق بين مدني وعسكري وعنصر إسعاف ودفاع مدني. قَدّم الجيش اللبناني، حتى اليوم، 40 شهيداً باستهدافات عديدة على قرى الشريط الحدودي، كالقصف الذي طاول مركزاً في بلدة الماري- قضاء حاصبيا، وفي مناطق أكثر عُمقاً، كما حصل في الصرفند- قضاء صيدا، بالأمس.

في الساعات الأخيرة، سقط للجيش اللبناني 4 شهداء في استهدافَين منفصلَين لمركز في الصرفند مساء أمس، وآخر لآلية عسكرية على طريق برج الملوك- القليلة اليوم، إضافة إلى إصابة عدد من الجنود.

وقد نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أربعة شهداء هم:

-      المعاون أول الشهيد أيمن عبد اللطيف رحال  من مواليد 1/4/1982 صور. تطوّع في الجيش بصفة جندي متمرّن اعتباراً من 27/2/2008، وهو حائز على عدة أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدّة، وهو متأهّل وله ولدان.

-      الرقيب الشهيد آدم جرجي عون من مواليد 24/11/1997 الغازية صيدا. تطوّع في الجيش بصفة جندي متمرّن اعتباراً من 30/3/2015، وهو حائز على تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدّة.

-      الرقيب الشهيد علي محمد حرب من مواليد 4/8/1994 زوطر الشرقية – النبطية. تطوّع في الجيش بصفة جندي متمرّن اعتباراً من 25/10/2018، وهو حائز على أوسمة عدّة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته.

-      الشهيد عباس علي نحله من مواليد 29/10/1998  جديدة – مرجعيون. تطوّع في الجيش بصفة جندي متمرّن اعتباراً من 1/1/2022، وهو  حائز على تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرّات عدة.

تضليل إسرائيليّ

إلى ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي سرديّته المدّعية بأنّ الغارات العنيفة التي يشنّها على لبنان لا تستهدف "بشكل مباشر" مراكز الجيش اللبناني، وقد زعم اليوم بأنّه "لا يتحرك ضدّ القوات المسلّحة اللبنانية، بل يُنفّذ عمليات محدّدة ضد حزب الله".

وفي بيان له، زعم الجيش الإسرائيلي أنّه "قصف موقعاً للبنية التحتية في منطقة الصرفند كان ينشط فيه عدد من مقاتلي حزب الله"، وهو ما يناقض تماماً الواقع بأنّ القصف طاول مركزاً للجيش الإسرائيلي.

ميقاتي يُحيّي شهداء الجيش اللبناني

وعند استهداف مركزٍ للجيش اللبناني في قرية الماري في قضاء حاصبيا، يوم الأحد في 17 تشرين الثاني (نوفمبر)، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ "شهداء الجيش الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن أرض الوطن هم أمانة في ضمير كل لبناني مخلص"، مؤكّداً أنّه "علينا جميعاً التعاون كي لا تذهب تضحياتهم سدى، من خلال العمل أوّلاً على وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وتمكين الجيش من القيام بكل المهام المطلوبة منه، لبسط سلطة الدولة وحدها على كل الاراضي اللبنانية".

وأكّد ميقاتي أنّ "الحكومة التي لا تدّخر أي جهد لدعم الجيش وتعزيز قدراته، ماضية في العمل مع كل أصدقاء لبنان والدول الفاعلة والمقررة ومع الشرعية الدولية لتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701، وبسط سلطة الجيش على كل الأراضي اللبنانية".

الجيش اللبناني الذي يُقدّم خيرة عناصره وضباطه على مذبح الوطن خلال هذه الحرب، يستعدّ لنشر قوّاته على طول الحدود الجنوبية، وبسط سيطرته بفعالية على كامل الأراضي اللبنانية خلال تطبيق القرار الأممي 1701 في حال التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وكان ميقاتي أجرى اتّصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون، وقدّم له التعازي باستشهاد العسكريين، متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى. كما جرى البحث في الوضع الراهن والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان.