بعد 15 عاماً على توليه مهمات سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، عاد عضو المجلس المركزي الفلسطيني السفير خالد عارف في زيارة للبنان، مشاركاً ضيفاً في أعمال "المؤتمر العام السابع" لحركة "فتح" - إقليم لبنان.

عارف الذي يحمل تجربة ديبلوماسية وسياسية غنية بالعلاقات والمواقف الثابتة، تحدث إلى "النهار".

* عدتم إلى لبنان بعد غياب 15 عاماً، ما انطباعاتكم بعد هذه الغيبة 
الطويلة؟

-  لبنان يبقى الوطن الثاني لكل فلسطيني. بعد 15 عاماً من الغياب، لمستُ تغيّرات كثيرة، لكن روح الأخوّة التي تجمع الشعبين اللبناني والفلسطيني ما زالت كما هي. ما شدّني هو صمود أبناء المُخيمات رغم المُعاناة، وتمسّكهم بحق العودة. لبنان بحضنه الدافئ يعبّر دائماً عن التزامه الأخلاقي والوطني تجاه قضيتنا.

 * شهدت حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية إعادة فصل السلطات داخلها، وعقد "المُؤتمر العام السابع" وانتخاب قيادة جديدة، كيف تنظرون إلى ذلك؟

- هذه الخطوات تُعبّر عن حيوية الحركة وتجذّرها في العمل الديموقراطي. وإعادة ترتيب البيت الداخلي، وفصل السُلطات، وتجديد القيادة من خلال الانتخابات، كلها خطوات ضرورية لتعزيز وحدة الحركة، وتفعيل دورها في مُواجهة التحديات.

عضو المجلس المركزي الفلسطيني السفير خالد عارف (وسائل إعلام فلسطينية).

* منظمة التحرير الفلسطينية سلمت السلاح الثقيل إلى الجيش اللبناني. كيف قرأتم هذه الخطوة في توقيتها ودلالتها؟

- هذه الخطوة تعبّر عن التزام المنظمة مبدأ السيادة اللبنانية وحصرية السلاح بيد الدولة، في هذا التوقيت ذي الدلالات، وهي تأكيد لحرص المُنظمة على الاستقرار في لبنان، والعلاقة الأخوية مع الجيش اللبناني الذي نحترمه ونقدّره.

*  زرتم غالبية المُخيمات الفلسطينية في لبنان، ما الإحساس الذي تكون لديكم خصوصا في مُخيم عين الحلوة؟

-  في عين الحلوة شعرت بعبق التاريخ، فهذا المُخيم كان شاهداً على محطات صعبة ومُشرّفة من تاريخ النضال الفلسطيني في لبنان، في ظروف صعبة وقاسية. واليوم وجدت العزيمة والإصرار على التمسُك بالهوية الفلسطينية وبالعودة إلى فلسطين.

* كيف تنظرون إلى وقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد أكثر من عامين على اندلاعها؟

-  إنّ وقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، جاء نتيجة الصمود الأسطوري الذي أبداه شعبنا الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب والدمار، وإفشال المخطط الإسرائيلي الذي سعى إلى تهجير أبناء شامل واقتلاعهم من أرضهم.
وعلى الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه شعبُنا من دماء، بما يتجاوز 300 ألف بين شهيد وجريح ومفقود، وأكثر من 18 ألف أسير، ومع الدمار الهائل الذي طال البنية التحتية، وكل مقومات الحياة، فإن أبناء شعبنا ثبتوا في وجه العدوان وأفشلوا أهدافه.

لقد استخدم الاحتلال الانقسام الداخلي، الذي بدأ بعد انقلاب حركة "حماس" في حزيران/يونيو 2007، ذريعةً لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية، لذلك فإن إنهاء الانقسام يشكّل اليوم أولوية وطنية قصوى.

*  كيف تنظرون إلى اعتراف المُجتمع الدولي المُتزايد بدولة فلسطين؟

- هذا الإنجاز التاريخي هو ثمرة جهد سياسي وديبلوماسي مُتواصل قاده سيادة الرئيس محمود عباس بحكمة وثبات، وقد اعترفت 160 دولة بدولة فلسطين.