"ياسمينا بارك" في عندقت... مساحة رياضية ترفيهية "تُزرع بالحبّ وتُثمرفرحاً"

على رغم ما تمثل عكار من غابات ساحرة وتنوع بيولوجي لافت، فإن الحرص على صون هذه الثروة وتنمية الروح البيئية والرياضية يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية التي تتميز بها، والتي كانت في الأعوام الأخيرة هدفاً للإجرام البيئي، حرائق مفتعلة وقطعاً جائراً لأشجار نادرة ومعمرة، وتعدياً على الحيوانات البرية والطيور المحلية والمهاجرة.
من الأدوات التي ينبغي اعتمادها جنباً الى جنب مع التوعية البيئية وتعزيز الرقابة وتشديد القبضة الأمنية، إنشاء مساحات طبيعية خضراء من شأنها توفير متنفس للمواطنين على اختلاف أعمارهم، وتقليص الضرر الناتج من النزهات العشوائية في الطبيعة.
هذه المفاهيم، إضافة الى تعزيز التنمية المحلية، كانت الأساس في مشروع "ياسمينا بارك" في بلدة عندقت، أكبر حديقة عامة ترفيهية رياضية في شمال لبنان تضم مساحات خضراء وألعاباً ومنشآت رياضية محدّثة، أنشأتها جمعية "تدبير" الرائدة، والتي افتتحتها وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان.
تزامن الافتتاح مع سمبوزيوم بعنوان: "بين الريشة والياسمينة" نظمه "منتدى الفن التشكيلي" بمشاركة 45 رساماً ورسامة من مختلف المناطق اللبنانية، باشراف الرسامين ماجد عبدالله وميشال عيد.
وحضر جمع من المدعوين يتقدمهم نواب حاليون وسابقون وممثلون عن قيادة الجيش والقوى الأمنية ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات وفاعليات دينية ورياضية واجتماعية.
ولفت رئيس بلدية عندقت رئيس جمعية "تدبير" تاني حنا في كلمة الى "أننا لا نحتفل بمشروع عمراني جديد فحسب، بل بفكرةٍ من ايام الشباب تحوّلت اليوم إلى واقع".
ومما قال: "أطلقنا على الحديقة اسم ابنتي ياسمينا، رمزاً للأمل والاستمرارية، ولتكون شاهدة على أن كلّ مشروع يُزرع بالحبّ، يُثمرفرحاً".
وأوضح "أن "ياسمينا بارك" ليست حديقةً عادية، بل مساحة متكاملة تعتمد على الطاقة المستدامة في إنارتها وتشغيل مرافقها، لتكون نموذجاً حديثاً وصديقاً للبيئة في قلب عكار".
الألعاب في الحديقة مُصمَّمة وفق أعلى المواصفات العالمية من حيث السلامة والجودة، تشمل تجهيزات تناسب الفئات العمرية المختلفة، والأرضيات مصنوعة من مواد كاوتشوك مرنة تمتصّ الصدمات لتوفير أعلى درجات الأمان للأطفال، فضلاً عن أماكن استراحة مخصصة لكبار السّن.
وإلى جانبها، مجموعة من الملاعب المتنوّعة: البادل والتنس والفوتبول والباسكيت والـFutsal، إضافة إلى أجهزة رياضية Gym Instruments موزّعة في أرجاء المكان ليستفيد منها الكبار.
مذلك القت ياسمينا حنا كلمة شكر عبرت فيها عن فخرها بما يقوم به والدها من انجازات في عندقت لأنها تستحق.
بيرقدريان: عكار لم تحظ بما تستحق
بيرقداريان، رأت "أننا حين نوفّر للشباب مشاريع آمنة، نبعد عنهم فكرة الرحيل"، مشيرة الى "أن وزارة الشباب والرياضة تعتبر أن إنشاء الملاعب يساهم في تثبيت الناس في أرضهم، هذه الملاعب مساحة للتلاقي ورسالة بيئية وثقافية تحترم الطبيعة وقيم العيش المشترك".
وأسفت لكون عكار "لم تحظ بما تستحق من الإنصاف في مشاريع التنمية"، معتبرة ما تحقق في عندقت "نموذجاً يحتذى ويؤكد أن التنمية لا تكون بقرارات مركزية فحسب، بل بشراكة محلية بين البلدية وفئات المجتمع المختلفة".
ثم تسلّمت درعاً تقديرية من حنا، قبل قص شريط الافتتاح وجولة في قطار الحديقة الذي قاده رئيس البلدية.
كذلك تفقد الحضور اقسام الحديقة، وعرّجوا على السمبوزيوم حيث قدم ميشال عيد لوحتين من رسوماته الى بيرقداريان وحنا، فيما قدم الرسام ماجد عبدالله لوحة الى ياسميا حنا.