"الزراعة الأخلاقية للتبغ غير الأخلاقي: الشيعة، سوق التبغ، ومستقبل لبنان"

أصدرت دار النشر الاكاديمية المرموقة Palgrave Macmillan الزراعة الأخلاقية للتبغ غير الأخلاقي: الشيعة، سوق التبغ، ومستقبل لبنان" للكاتب الزميل في "النهار" والاكاديمي في الجامعة اللبنانية الاميركية مازن عبّود. الكتاب المحكّم والمنشور في الإنكليزية والذي بدأت ترجمته الى عدد من اللغات، بات متوفرا في الأسواق العالمية.
يتناول الكتاب التعقيدات الأخلاقية والعملية لإدارة قطاع جدلي في دولة هشة ومنقسمة، مجاورة لسوريا الغارقة في الحرب. ويؤكد أنّه في الدول الضعيفة ذات الحدود المفتوحة والاقتصاد الموازي المزدهر، قد تمثّل الاحتكارات الحكومية للسلع الضارّة خياراً أكثر مسؤولية من الأسواق غير المنظّمة.
يوفّر العمل تحليلاً شاملاً لكيفية تغلغل التبغ في النسيج الاجتماعي، وكيفية تأثيره، وتأثره بتاريخ وثقافة العالم والمنطقة والبلد. يسلط الضوء على كيفية اقترانه بالاحداث واللاعبين وبالأسواق الشرعية وغير الشرعية. يركز على ارتباطه بالهوية الشيعية وجذوره العميقة في ثقافة اهل جبل عامل. يضيء على ادواره في تشكيل المشهد السياسي اللبناني، وكيفية تأثر القطاع بالسياسة والانقسامات في البلد.
يشرح كيفية تحوّل الريجي التي ترعى منتجا ضارا الى مساحة تصالح بين الدولة والمزارعين من جهة، وبين الشيعة والدولة من جهة أخرى.
يبيّن الكتاب كيفية تقاسم السلطة بين الأطراف والهويات اللبنانية بعيد الحرب الأهلية، ويظهر ديناميات تحوّل التبغ إلى رمز مقاومة بالنسبة للجنوبيين وآلية للاستقرار المجتمعي. كما يظهر كيفية استجابات «الريجي» الاستراتيجية للتحديات الإقليمية، كالأزمة السورية وتنامي السوق السوداء، وادوار الاحتكار في المساعدة على تثبيت الدولة والمجتمع وسط انهيار مؤسسات الدولة.
ومن خلال الربط بين الإثنوغرافيا وديناميكيات السوق والسياسة-إخفاق حملات مكافحة التبغ، يقدّم الكتاب منظاراً فريداً لفهم تعقيدات سوق التبغ اللبناني ضمن إطاره الاجتماعي–السياسي. ويزوّد القرّاء بالأدوات النظرية والمؤسسية اللازمة لتقييم التداعيات الأوسع على مستقبل لبنان.