عندما تنطق الصورة... جدران عتيقة في شمال لبنان استعادت وجوهاً من الذاكرة

الرسام الغرافيتي انطوني حنا، أيقظ الجدران المتهالكة المهملة والمنسية في عدد من الحارات القديمة في بلدته القبيات العكارية شمال لبنان، وأيقظ معها ذكريات عن أشخاص غابوا ولكن بقيت أطيافهم مطبوعة في البال ومنهم الاب الراحل جوزف، القائد الكشفي الراحل طوني وهيب، العم وهبي، العمة روز، وغيرهم من مخيلة الفنان حنا الذي يتابع مهمته حيث يرى الأمر مناسباً.
هذه الاندفاعة أحدثت ضجة ايجابية كبيرة وتفاعلاً واضحاً على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تناقل عدد كبير من المتابعين هذه اللوحات التي غيرت من نمطية صورة الحيطان العتيقة، على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وعبروا عن اعجابهم بهذه المبادرة الفنية الرائدة، واثنوا على الفن الذي يقدمه انطوني حنا، والذكريات التي احياها من ثباتها على رغم حضورها القوي في الوجدان والذاكرة الجماعية لابناء القبيات.
وقد تحولت هذه الجداريات الغرافيتية مقصداً لأبناء البلدة، السياحية، الغنية بطبيعتها واماكنها الاثرية والتراثية، ولزوارها من مناطق لبنانية ومن دول الاغتراب.
وفي هذا الإطار، يقول الأب نسيم قسطون: "حوّل انطوني حنا حيطاناً بشعة ومتروكة الى لوحات، في قسم منها أناس من تاريخنا وفي قسم آخر لوحات تغني القبيات بجمال اخذ محلّ حيطان ميتة...
مبادرة من شاب واحد غيّرت للأجمل، فكيف إذا كتار حاولوا يغيّرو ويجمّلو كل واحد عا قد قدرتو وحسب موهبتو؟ شكراً انطوني من القلب".