المشاركة في انتخابات "اليسوعية" مرتبطة بالاقساط... "النادي العلماني" يتّهم وإدارة الجامعة تنفي

مع اقتراب الانتخابات الطالبية السنوية في جامعة القديس يوسف، والمقرر إجراؤها في 25 من الشهر الحالي، بدأت الحماوة السياسية تدبّ في أروقة الكليات، فضلا عن أخذ ورد بين بعض الطلاب وإدارة الجامعة حول الآلية المتبعة لتسجيلهم في لوائح الانتخاب، وكل التفاصيل المتعلقة بهذه العملية الديموقراطية التي تضعها الجامعة اليسوعية منذ عقود على رأس اهتماماتها.
آخر التباينات في وجهات النظر بين الجامعة والطلاب تمثل في إصدار "النادي العلماني في الجامعة اليسوعية" بيانا شديد اللهجة أعرب فيه عن رفضه قرار حصر حق التصويت بالطلاب الذين تمكنوا من تسديد دفعات من أقساطهم في مهل اعتبرها النادي غير كافية. وقال البيان: "هذا القرار يحوّل الحقوق الأكاديمية والانتخابية من استحقاق جامع إلى امتياز مرتبط بالقدرة المادية".
في التفاصيل، يقول رئيس النادي إميليو العلية لـ"النهار": "قبل 2019 كانت الجامعة تعتمد هذا الإجراء المتمثل في منع الطالب من الانتخاب في حال عدم تسديد مبلغ محدد من القسط، ولكن في السنوات التي تلت لم تعد تعتمده لكون البلد دخل في أزمة، ونحن أوضحنا في بياننا وفي اجتماعاتنا مع إدارة الجامعة أنه لا يمكن اعتبار الأزمة والحالة الاستثنائية التي شهدها البلد سنة 2019 منتهية الآن".
ويضيف: "لمسنا نية للحلحلة في هذا القرار، إذ إن رئيس جامعتنا الأب الدكتور سليم دكاش والإدارة يضعان الطلاب وهواجسهم قبل المصالح الشخصية".
لكنّ المشكلة بحسب العلية أن "ثمة نية لحل نادينا واتخاذ إجراءات في حقه، وهذا ما لمسناه خلال الأشهر الأخيرة، لكوننا نصدر بيانات ونصرّح للإعلام بأسمائنا وصفاتنا داخل النادي، من دون الرجوع إلى الجامعة، مع أننا واثقون بأن أفعالنا وعملنا لا تتعارض مع سياسة صرح عريق كاليسوعية".
ويستغرب مثل هذا الطرح "لكون الجامعة وافقت على طبيعة عملنا منذ تأسيس النادي سنة 2016، ولا شيء في الأنظمة الداخلية للجامعة يمنع وجودنا".
وبحسب العلية "لطالما كانت اليسوعية معقلا للديموقراطية والحريات، ليس فقط في لبنان، بل في الشرق الأوسط على صعيد كل الجامعات، حتى إنها وسّعت هامش العمل الطالبي في أحلك الظروف، يوم كان السوري في لبنان وخلال انتفاضة 17 تشرين".
أما نائبة رئيس قطاع الشباب والطلاب ومسؤولة ملف الانتخابات الطالبية في الكتلة الوطنية والطالبة في الجامعة إلما شعيا، فتقول: "صحيح أننا لا نزال في الأزمة وقرار الجامعة كان مستغربا، لكننا نثق بأن من الضروري التلاقي في منتصف الطريق، وعلى الطلاب معرفة حقوقهم وواجباتهم على حد سواء".
يُذكر أن "النهار" تواصلت مع عشرات الطلاب المتحمسين للانتخابات في اليسوعية، منهم من عارض القرار ومنهم من تفهمه، لكنهم للمفارقة، أجمعوا على أن إدارة الجامعة كانت ولا تزال مصغية للطلاب وجاهزة للاستماع عبر الاجتماعات التي تنظم دوريا لسماع ملاحظاتهم في ما يخص الانتخابات، وهذا ما لا يحصل في غالبية جامعات لبنان.
الجامعة
في الجهة المقابلة تسأل ادارة الجامعة عما اذا كان يحق لأي منتسب الى جمعية او نقابة ان يترشح او يقترع ما لم يسدد رسومه السنوية، والجامعة تعتمد المبدأ ذاته منذ زمن بعيد، لكنها شعوراً منها بالأزمة تراخت في التطبيق لسنوات خلت، ما أدى الى تأخر في سداد المتوجبات. وهي تطبق القوانين المعمول بها من دون اي اجراءات جديدة او طارئة.
اما لجهة الكلام عن نية لحلّ "النادي العلماني" وفق ما يردد العليّة، فتفضل عدم الاجابة على كلام "النيّة المفترضة" لأن أي اجراء تتخذه الجامعة تبنيه على معايير واضحة وضمن القوانين، وهي لن تدخل في شائعات هدفها الواضح شحذ الهمم وكسب التعاطف قبل الانتخابات.