بالصور- دوما تحتفل بافتتاح متحف المتروبوليت أنطونيوس بشير.. إرثٌ ديني وثقافي يروي التاريخ الأرثوذكسي في المهجر

يحتوي متحف المتروبوليت أنطونيوس بشير في دوما – وهو منزله الخاص – على مآثره المتميّزة الأصليّة من مؤلّفات وترجمات باللغتين العربيّة والإنكليزية الخالدة التي سبقت الإشارة إليها، بالإضافة إلى أعداد من مجلّة "الخالدات" باللغة العربيّة التي أسّسها عام 1926.
ويحوي المتحف دفاتره التي كتب فيها خلال دراسته في دير سيّدة البلمند البطريركي، ومراسلاته مع الأديب جبران خليل جبران، إضافةً إلى أدوات ليتورجيّة وثياب كهنوتيّة كان يستعملها. كما يضمّ مجموعة لوحات زيتيّة له من أعمال فنّانين معروفين مثل سمير أبي راشد، وتمثالًا نصفيًّا من أعمال النحّات رودي رحمه.
وقد احتفلت بلدة دوما يوم الأحد بتدشين المتحف، برعاية بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وحضور حشد كبير توافد إلى البلدة للمشاركة في الاحتفال.
وبشير هو شخصيّة قياديّة من أبناء دوما في قضاء البترون (لبنان) لمعت في القرن العشرين وأسهمت في نشر الإيمان والثقافة العربيّة. وهو عالِم لاهوتيّ، وأديب وخطيب مفوّه، شغل منصب رئيس أساقفة أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة للكنيسة الأنطاكيّة على مدى ثلاثة عقود (1936-1966). في عهده، تأسّست أكثر من 63 كنيسة، كما نجح في جعل الإدارة الأميركيّة تعترف بالكنيسة الأرثوذكسيّة في الولايات المتحدة. وبفضله، تمّ بناء معهد القدّيس يوحنّا الدمشقي اللاهوتي في البلمند.
وُلد أنطونيوس بشير في دوما في 15 آذار/مارس 1898، وتلقّى علومه الأولى في المدرسة المسكوبيّة الابتدائيّة، ثم تابع دراسته في مدرسة البلمند (1911-1916). درس الحقوق في بعبدا والجامعة الأميركيّة في بيروت حيث تخرّج ودرّس الأدب العربيّ، ومارس المحاماة في بيروت.
رُسم شمّاسًا عام 1916، ثم كاهنًا عام 1922 في أتلانتيك – نيوجرسي. خدم الرعايا الأنطاكيّة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إلى أن انتُخب متروبوليتًا عام 1935 ونُصّب عام 1936 في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس – بروكلين. مثّل الكنيسة الأنطاكيّة في مؤتمرات مسكونيّة في أوروبا، وأسّس "رابطة الكنائس الأرثوذكسيّة في أميركا" عام 1942، وكان نائب رئيس "المجلس الوطني لكنائس المسيح" عام 1960.
أسّس الجمعيّة السوريّة الأرثوذكسيّة للشباب (SOYO) عام 1951، وأنشأ الطبعة الإنكليزية لمجلّة "الكلمة". وفي أواخر حياته، وضع الترتيبات لإنشاء معهد القدّيس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند.
توفي في بوسطن بتاريخ 15 شباط/فبراير 1966، تاركًا وراءه 75 رعيّة في أرجاء الأبرشيّة.