مولد العذراء في مغدوشة جنوب لبنان... مساحة روحية وتقليد ديني وفني

أحمد منتش
احتفلت بلدة مغدوشة في جنوب لبنان بعيد مولد السيدة العذراء، شفيعة رعيتها، بسلسلة قداديس وأنشطة دينية وفنية، خصوصاً في مقام سيدة المنطرة حيث المغارة التاريخية التي كانت السيدة العذراء تنتظر فيها السيد المسيح في زيارته التبشيرية لصيدا.
مقام سيّدة المنطرة مزار روماني كاثوليكي تُقامُ فيه الصلوات والقداديس. يقع على مشارف البلدة من الجهة الغربية. كان مجرد مغارة صغيرة تعلوها فتحة سمحت باكتشافها من أحدِ الرعاة مع مطلع القرن 18.
ويرتفع قربه منذ عام 1964 برجٌ يبلغُ ارتفاعه 28 متراً، يعلوه تمثالٌ برونزي يبلغُ ارتفاعه ثمانية أمتار ونصف متر، يمثل مريم العذراء وهي تحمل طفلَها يسوع.
يُذكر في إنجيل (مرقس / ومتى /- 29) أن السيد المسيح قصد مدينتي صيدا وصور مصطحباً معه تلامذته ومن آمن به، ويعرف عن هاتين المدينتين بأنهما كانتا من المدن الوثنية التي يُحظر على النساء دخولها، من هنا رجَّح المؤرخون أن تكون العذراء مريم قد إنتظرت إبنها في مغدوشة كونها الأقرب إلى مدينتي صيدا وصور.
هذه المناسبة الدينية، تحييها البلدة عيداً سنوياً يقصده أبناؤها المقيمون والمغتربون، إضافة الى المؤمنين والزوار من شتى أرجاء البلاد.
وبدأت فعالياتها واستمرت طوال أسبوع من الصلوات والقداديس والرسيتال والنشاطات الكنسية، وصولاً الى الأحد السابع من أيلولسبتمبر عشية العيد، إذ تلت صلاة الغروب في كنيسة الرعية وسط البلدة برعاية راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد، مسيرة حاشدة يتقدمها مجسم رمزي للسيدة العذراء وسيارة بثت بمكبرات للصوت تراتيل تمجدها، وصولاً الى مقام سيدة المنطرة حيث أستقبلت بالمفرقعات النارية وتوجت بقداس ترأسه الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت طوني رزق وخدمته جوقة مغدوشة.
ورافق المناسبة مهرجان فني وقروي حاشد تخللته ألعاب نارية، على ملعب البلدة.
وصبيحة يوم العيد، ترأس الأب عيد بوراشد قداساً مارونياً في المزار، فيما ترأس المطران حداد قداساً احتفالياً قبل الظهر.