باسيل: أصبحنا ضد حزب الله عندما جرّنا إلى حرب لا دخل لنا بها

أطلق رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل سلسلة مواقف متعلقة بالتحديات التي تواجه لبنان وموقع زحلة منها، مؤكداً "تمسك التيار بمشروع لبنان الكبير المنفتح على محيطه".
كلام باسيل جاء خلال العشاء السنوي لهيئة التيار في قضاء زحلة، في حضور الرئيس العماد ميشال عون.
وأكد باسيل أن زحلة "دار السلام" ليست مدينة يُمنع أحد من دخولها، وذكّر بـ"أن التيار الوطني الحر في عهد الرئيس ميشال عون أطلق مشروع أوتوستراد من زحلة حتى بعبدات وأنه تم تلزيمه، لكنه توقّف بسبب 17 تشرين وما سببته من خراب". ولفت إلى "أن هدف هذا الأوتوستراد كان ربط زحلة بالعمق اللبناني بشكل أفضل"، مضيفاً أن زحلة "يجب أن تكون مرفأ لبنان الجاف وهي مدينة الترانزيت والصلة بين السهل والجبل والساحل".
وأشار إلى "أن زحلة مدينة تمثل الواقع والتنوع اللبناني فلا تستطيع العيش في عزلة عن محيطها"، مشدداً على "أن خطاب الفتنة والعزلة يخربها ولا بينيها". وأضاف أن "زحلة يجب أن تكون مترابطة مع جيرانها وأهلها كي تستطيع لعب دورها، عدا أن المسيحيين يحملون هذه الرسالة وهذه طبيعتنا ودورنا". وأكد أن "ما من أحد يستطيع عزل زحلة عن محيطها وأن يمنع أحداً من الدخول إليها وكيف لو كانوا أهلها، فهذا الكلام يقال للسوري أو للإسرائيلي إذا كانا يحاولان الاحتلال ولكن ليس لإبن زحلة الذي ترشح للانتخابات البلدية وخسر".
وفي ملف الانتخابات البلدية في زحلة، أوضح أن "التيار لم يشارك في المعركة الانتخابية لأنه لم يجد نفسه فيها ولم يكن باستطاعته الفوز بها منفرداً، كما أن التيار لم يرَ نفسه مع الفريق الأول وخطابه الاستفزازي والرفضي للآخر، ولا مع الفريق الثاني الذي لم يحرز أي نجاح في زحلة رغم سعي الفريقين الى مشاركة التيار". وشدد على أن "هذا الأمر لا يضع التيار الوطني الحر خارج الواقع الزحليّ بل على العكس، فقد آثر عدم الدخول في الانتخابات البلدية تحضيراً للانتخابات النيابية بشكل أفضل".
وأضاف أن "انتخابات 2026 ليست انتخابات عادية بل هي انتخابات تطرح علينا أسئلة كبيرة".
وأوضح أن "السؤال الأول الذي تعنى به زحلة بشكل خاص هو هل أن خيارنا هو لبنان الكبير أم لبنان الصغير المقسم والمجزّء والمنقسم على نفسه؟". وقال: "من الواضح أن هناك مشروعين في البلد، فهناك من يريد الدولة الواحدة والقوية بجيش واحد وسلاح واحد تجمع اللبنانيين في تنوّعاتهم"، بينما "هناك من هو سعيد بما يحصل حولنا وخصوصاً في سوريا، فهم يرون أن عدوى الدويلات والتقسيم تنتقل إلى لبنان وهمّهم لبنانهم وأن يحكموا حيّهم".
وتابع : "نحن التيار الوطني الحر من زحلة التي استشهد فيها أبطال كثر، فالمقاومة في زحلة لم تقتصر على فريق واحد، والجيش اللبناني هو أول من دافع عن زحلة ولاحقاً القوات والكتائب والأحرار وحراس الأرز وكل شاب أكان من زحلة أو خارجها قاوم وقاتل ودافع عنها للحفاظ على لبنان بشير الجميل الـ10452 كلم2. فالذي يحب بشير الجميل لا يتكلّم بمبدأ لبنان المجزأ من دون العيش مع الآخر، ولبنان من دون الآخر ليس لبنان وهذا هو الخيار الواضح للتيار الوطني الحرّ، وزحلة لا تعيش سوى كذلك والا ستتقوقع وتنعزل".
وأشار إلى أن "التحديات اليوم كبيرة جدّاً وهي تبدأ بإسرائيل التي تحتل أرضنا"، مضيفاً: "السؤال المطروح علينا كيف سنحمي بلدنا؟". ولفت الى "أننا في التيار عندما وقعنا وثيقة التفاهم اعتبرنا أننا نلبنن سلاح حزب الله عندما حدّدنا له مهمة واحدة هي الدفاع عن لبنان من خلال استراتيجية دفاعية تقرّها الدولة اللبنانية، ويكون هذا السلاح من ضمنها ولهذا كنا معه عندما حمى لبنان لمدة 17 عاما".
وأضاف: "أصبحنا ضده عندما جرّنا إلى حرب لا دخل لنا بها وأصبح في محور إقليمي لا دخل لنا به أيضاً".
وأكد أن "الهدف هو حماية لبنان وعندما لم تعد لهذا السلاح قوة ردعية تمنع إسرائيل من الاعتداء علينا صرّحنا بحصرية السلاح بيد الدولة، وكي لا نخسر هذا السلاح بل أن يبقى بيد الدولة اللبنانية ويستخدم في الدفاع عن لبنان وحمايته".
ورأى أن هذا الموضوع "ليس سهلًا في ظلّ المعادلة العسكرية الجديدة، ولهذا فنحن نطالب بثمن لهذا السلاح ولكل لبنان. وهذا الثمن ليس لحزب الله أو للشيعة بل للبنان ولنحميه كي نستطيع تحييده عن صراعات المنطقة والخارج، ولكي نستطيع أن نحميه وأن نزاوج بين مفهومي الحماية والسيادة.
فسيادة لبنان ليست مجزّأة، ولكي نحفظها يجب أن يمارسها جيشه على أرضه من دون قرار ثان. والتحدي الكبير هو كيف سنجمع بين حماية لبنان والحفاظ على سيادته؟ وهذا ليس بالأمر البسيط ولا يتحقق بالشعبوية ولا بجر لبنان إلى فتنة داخلية تجعلنا نخسر الحماية والسيادة والوحدة الوطنية".
وذكر أن "الهدف من لقاء قائد الجيش هو أن نقول للجيش نحن معك وخلفك مثلما كنا معك في 1984 وفي 1988 و1989". وتابع: "أنت تعلم ما الذي تقدر أن تفعله وما الذي لا تقدر على فعله، ولا تسمح لأحد أن يحمّلك أكثر مما تستطيع ولا أن يخفف عنك الحمل إذا كنت قادراً عليه، فالقرار يعود لك ونحن معك، فلا نخضع لإرادة أو فرض خارجيين لأننا أحرار ولا يفرض علينا أحد أي شيء".
وأضاف: "هذا الموضوع بحاجة إلى كثير من المسؤولية لنصل إلى الهدف المرجو وهو حصرية السلاح في يد الجيش اللبناني، وهو سلاح يمنع الاعتداء علينا وليس أن نجرد جيشنا من قوته وسلاحه وقراره ونطلب منه الحماية فنعرّضه للانقسام، فالتحدي الكبير هو أن نمنع عن لبنان الانقسام والتقسيم".
وذكَّر بـ"أن التيار الوطني الحر عندما عاد العماد عون في عام 2005 لم يكن هو من أعطى الشرعية لحزب الله وسلاحه. فالأخير كان قد أخذ شرعيته منذ 1990 من الدولة التي ارتضاها كل اللبنانيين وكنا الوحيدين خارجها".
ولفتَ إلى "أن التيار ليس هو من دخل في الحكومة فى الـ2005 وأعطى الشرعية بل القوات والكتائب وكل من كان في تلك الحكومة، والجميع كانوا مشاركين فيها الا التيار الوطني الحر.
إن من أعطى الشرعية لسلاح الحزب دخل معه في الحكومة عام 1992 و2005 و2008 و2016، وليتحمّلوا المسؤولية إذن بدلاً من رميها على غيرهم".
وأشار إلى أنه "بالنسبة الى التحدي الثاني فهو يتمثّل بسوريا وأخطارها الكبيرة على لبنان. إننا نريد علاقات جيدة مع سوريا ويجب الخروج من فكرة إما العداء لسوريا وإما الاستزلام لها".
وأضاف: "لأن أي تقسيم في سوريا ينقل العدوى إلى لبنان، فالدولة اللبنانية مطالبة باتخاذ موقف واضح بالعلاقة مع سوريا وأولاً في موضوع النزوح وخطره الكبير على لبنان والزحليون أكثر من يعي ذلك".
وسأل: "هل سألتم النظام السوري الحالي عن الموقوفين في سجونكم بينما يطالب هو بموقوفين سوريين في السجون اللبنانية ومنهم من قتل جيشنا؟ بالطبع لا، وهذا الملف يتم حله بالتساوي بين الدولتين".
وطالب "حرصاً على العلاقات الجيدة مع الدولة السورية الجديدة بتعيين سفير جديد لسوريا في لبنان اعترافاً منها بالدولة اللبنانية".
وانتقل إلى موضوع الإرهاب وضبط الحدود، مضيفاً: "نحن لا نريد لسوريا إلا السلام وحدوداً مضبوطة ومرسّمة". وقال: "عندما كنت وزيراً للطاقة، كنت أول من وجّه كتاباً رسميّاً الى سوريا طالبها فيه بترسيم الحدود البحرية معها ولم يكن أحد قد سمع بالحدود البحرية قبل ذلك".