عون يؤكد الالتزام بإعلان 27 ت2... توم برّاك: إسرائيل لا تريد احتلال لبنان
اطّلع رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون من الوفد الأميركي الذي زار قصر بعبدا، على نتائج زيارته لإسرائيل والمواقف التي صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين، فأكد الرئيس عون مجدداً التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني/نوفمبر لوقف الأعمال العدائية والذي أقر برعاية أميركية - فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع. وجدد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية - اللبنانية التي أقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء.
بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بعد لقاء الرئيس عون والوفد الأميركي:
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) August 26, 2025
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الوفد الأميركي الذي ضم السيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جون ويلسون في حضور الموفد الأميركي السفير توم براك والسيدة مورغان أورتاغيس في حضور… pic.twitter.com/tbXzC8PI66
عدسة الزميل نبيل إسماعيل واكبت زيارة الوفد الأميركي
وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كافة المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الأمن والاستقرار في لبنان، متمنياً على الجانب الأميركي متابعة الاتصالات مع الجهات المعنية كافة، وخصوصاً مع البلدان العربية والغربية الصديقة للبنان لدعم والإسراع في مساري إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، مثمناً ما صدر من أعضاء الوفد من مواقف عن الرؤية الأميركية لإنقاذ لبنان والمستندة على ثلاث قواعد هي:
1- استتباب الأمن عبر حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها من دون سواها.
2- ضمان الازدهار الاقتصادي في الرهان على قدرة اللبنانيين في الابتكار والاستثمار وصون المبادرة الفردية وإطلاق طاقات القطاع الخاص في لبنان كما في بلاد الانتشار.
3- صون الديموقراطية التوافقية في لبنان التي تحمي كل الجماعات اللبنانية في إطار نظام تعددي حر يجعلها سواسية أمام القانون وشريكة كاملة في إدارة الدولة والبلاد.
واستقبل عون الوفد الأميركي الذي ضم السيناتور جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جون ويلسون في حضور الموفد الأميركي السفير توم برّاك ومورغان أورتاغوس في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون والوفد المرافق.
رئيس الجمهورية جدّد أمام الوفد الأميركي التزام لبنان بالاتفاقات المقرّة برعاية دولية، مؤكداً حصرية السلاح بيد الدولة، وداعياً إلى دعم الجيش والنهوض الاقتصادي على قاعدة الأمن والازدهار والديمقراطية التوافقية pic.twitter.com/BViprUSJ2P
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) August 26, 2025
وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع في لبنان والمنطقة ونتائج الجولة التي قام بها الوفد، إضافة الى المحادثات التي أجراها برّاك وأورتاغوس في إسرائيل وسوريا.

وخلال الاجتماع جدد الرئيس عون أمام الوفد الشكر للإدارة الأميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان والتزامهم مساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واطلع من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم إلى دمشق فأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لإقامة أفضل العلاقات مع لبنان.
وأكد أنها رغبة وإرادة متبادلة بين البلدين، كما جدّد استعداد لبنان العمل فوراً على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الأخوّة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشدّداً على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية.
وبعد اللقاء، أكّد برّاك أنّ ما قام به الرئيس ترامب في المنطقة "يعكس رغبته في أن يكون لبنان بلداً مزدهراً"، مشيراً إلى أنّ إسرائيل "لا تريد احتلال لبنان"، وأن انسحابها سيتمّ "بشكل متناسب مع الخطوات التي تُتخذ لنزع سلاح حزب الله".

وقال برّاك إنّ لبنان سيطرح في 31 آب/أغسطس خطة لإقناع حزب الله بالتخلّي عن سلاحه، وأنّ الحكومة اللبنانية "حددت عدداً من النقاط وتعهدت بالالتزام بها"، مضيفاً أنّ هناك "خطة تمويل لتعويض من يترك سلاحه من حزب الله".

وشدّد الموفد الأميركي على أن الجيش اللبناني "أدّى مهمة جيّدة جنوبي نهر الليطاني"، معلناً أنّ بلاده ستدعم التمديد لقوات اليونيفيل لسنة إضافية، وأنه سيتم "إعداد خطة واضحة بشأن نزع سلاح حزب الله".
كما أشار إلى أن "إسرائيل ستقدم خطتها للانسحاب فور تسلّمها الخطة اللبنانية"، لافتاً إلى مساعٍ لإخراج "المخاوف الإيرانية والسورية من المعادلة".
كما لفت براك إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع "لا يملك أي نية عدوانية تجاه لبنان"، وهو "يريد التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود بين البلدين".

في السياق نفسه، قالت أورتاغوس من بعبدا إن "إسرائيل مستعدة للذهاب خطوة بخطوة مع الحكومة اللبنانية، لكن الأمر الآن يعتمد على الأفعال لا الأقوال، بحيث تقابل كل خطوة لبنانية بخطوة إسرائيلية مقابلة".
إلى ذلك، أكد السيناتور غراهام من بعبدا أنّ الولايات المتحدة "ستواصل المطالبة بدعم لبنان في المسار الذي اختاره"، مشدداً على أنّ "نزع سلاح حزب الله ليس قراراً إسرائيليًاً بل قرار لبناني، وهو لمصلحة لبنان أولاً".

وقال غراهام إنّ "أي نقاش مع إسرائيل بشأن الانسحاب أو الترتيبات الحدودية سيكون بلا جدوى من دون نزع سلاح حزب الله"، مضيفاً أن الحزب "يمتلك أهدافاً خارجية تتجاوز مصلحة لبنان".
وأشار إلى أنّه "بمجرد نزع سلاح حزب الله ستصبح هناك مقاربة مختلفة مع إسرائيل".
من جهتها، شددت شاهين على أن بلادها "ستواصل دعم الجيش اللبناني في جهوده"، مؤكدة التزام واشنطن بـ"الدفاع عن التنوع الديني في لبنان وحمايته".

بعد بعبدا، توجه الوفد الأميركي إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب بري وبعدها إلى السرايا الحكومية حيث التقى رئيس الوزراء نواف سلام.

وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان ونتائج الجولة التي قام بها الوفد في المنطقة. وأشاد الوفد بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة لجهة حصرية السلاح بيد الدولة وقواها الشرعية، منوّهاً بالإصلاحات المالية والمصرفية التي أقرتها الحكومة، ومؤكّداً ضرورة استكمال هذا المسار لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين.
من جهته، شدّد الرئيس سلام على أنّ مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه، لافتاً إلى أنّ الحكومة ثبّتت هذا التوجّه في جلسة 5 آب، حيث اتُّخذ قرار حازم بتكليف الجيش اللبناني وضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها على مجلس الوزراء، وهو ما سيُعرض الأسبوع المقبل. وأكّد أنّ هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر، غير أنّ تطبيقها تأخر لعقود فأضاع على لبنان فرصاً عديدة في السابق.
كما أعاد سلام التأكيد على التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها براك بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 آب، مشدّداً أمام الوفد على أنّ هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية.
وشكر سلام الوفد على دعمه المتواصل للجيش اللبناني، مؤكداً أنّ توسيع هذا الدعم مالياً وعسكرياً هو ضرورة ملحّة ليتمكّن الجيش من القيام بدوره. وأشار إلى أنّ الجيش اللبناني هو جيش لجميع اللبنانيين، ويحظى بثقتهم، وبالتالي فإن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية.
واختتم سلام بالتأكيد أنّ لبنان يسعى إلى التزام دولي واضح، خصوصاً من كبار المانحين، في ما يخصّ التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي المرتقب لإعادة الاعمار والتعافي الاقتصادي للبنان.
نبض