لبنان 18-08-2025 | 05:45

لبنان يودّع اليوم جان لوي مانغي

وُلد في بيروت في 11 تشرين الأول/أكتوبر 1953، ويحمل منذ عام 1994 الجنسيّتَين اللبنانية والفرنسية
لبنان يودّع اليوم جان لوي مانغي
جان لوي مانغي (انترنت).
Smaller Bigger

يودع لبنان جان لوي مانغي اليوم الاثنين، الساعة الثالثة بعد الظهر، في كنيسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين، الأشرفية. قبل ان يوارى في الثرى في مدافن كنيسة القديس أنطونيوس البادواني للاتين، بعبدات، المتن.
وكتب امس الوزير السابق وديع الخازن ان "بعبدات تستعد لاستقبال حبيبها جان لوي مانغي الذي عاش فيها طفولته وشبابه وحتى يوم انتقاله الى بيت الآب الذي نذر كل حياته له قولًا وفعلًا وكما كان المبدع في الهندسة المعمارية وجمال المهرجانات من بعلبك الى بيت الدين، كان المبدع في الإيمان والإنسانيّة وعمل الخير من دون أن تعرف شماله ما صنعت يمينه. (...) نم قرير العين وبعبدات في انتظارك، وكيف تنساك ولا تكرمك وأعمالك في كنيسة القديس أنطونيوس البادواني شاهدة على محبتك لهذه البلدة".
وقد دعت منظمة فرسان مالطا الى وداع "ركن بارز في لبنان الفارس المكرس بالنذور الرسمية في منظمة مالطا ذات السيادة جان لوي مانغي الفرنسي اللبناني، الرئيس السابق لاتحاد الفرنسيين في الخارج، فرع لبنان، في كنيسة مار يوسف للآباء اليسوعيين في مونو في الأشرفية.

 

وبرحيل جان لويس مانغي، يطوي لبنان صفحة رجل استثنائي جمع بين الإبداع الفني والالتزام الإنساني والصفاء الروحي.

 

مهندس الديكور العالمي، ومصمّم فضاءات سينوغرافيا مسرحية وسينمائية، وفارس الثقافة، ونائب رئيس مهرجانات بعلبك الدولية لأكثر من خمسة عشر عاماً، كان ركناً أساسياً في صون روح المهرجان وإشعاعه، حتى في أحلك الظروف.

 

في أمسيتَي "Sound of Resilience" و"Shine on Lebanon" البعلبكيّتَين (2020 و2021)، صاغ لحظات موسيقية ومسرحية رفعت صوت لبنان وأضاءت روحه وسط العتمة. وفي أعقاب الرابع من آب/أغسطس 2020، جسّد الألم والأمل في أمسية "Recollect Beirut" في فيلا سرسق، مؤكداً أن الفن قادر على لملمة الجراح.

 

لم يكن جان لويس صانع مشاهد خلابة وإضاءات ساحرة فحسب؛ كان إنساناً نادراً بشهادة أصدقائه ومن عرفوه، واسع الثقافة، رفيع الذوق، وصاحب نظرة دافئة وابتسامة خجولة لا تفارق محيّاه. كرّس موهبته وخبرته لخدمة قضايا إنسانية ووطنية، واضعاً القيم فوق الماديات، وماضياً في التزامه الإيماني مسؤولاً عن ركيزة الروحانية لدى منظمة "فرسان مالطا" في لبنان.
وجاء في نعي لجنة مهرجانات بعلبك: "سيتذكّر من حالفهم الحظّ بمعرفته، لباقة أدبه، وسعة ثقافته، والتزامه الثابت بلا هوادة. وستتوق عائلتنا الكبيرة إلى نظرته الحانية، وإلى ابتسامته الخفية الودودة، وإلى شغفه المُلهم. يترك جان لوي إرثًا نفيسًا سيستمر في إلهام كلّ مشهد، وكلّ نغمة، وفي كلّ ضوء يسطع في دورات المهرجانات المقبلة. اليوم، نبكي صديقًا، ونودّع شيخًا، وفنانًا، ونحتفل ببصمة خالدة تركها في قلب مهرجانات بعلبك".

 

وُلد في بيروت في 11 تشرين الأول/أكتوبر 1953، ويحمل منذ عام 1994 الجنسيّتَين اللبنانية والفرنسية. رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمكتب الدراسات "Jean-Louis Mainguy Architecture Intérieure SAL" منذ عام 1982، أمضى ما يفوق الـ40 عاماً في الحياة المهنية الناجحة، وفي رصيده أكثر من 500 مشروع منجز محلياً وإقليمياً ودولياً. عُرف جان لويس بأنّه رجل الحوار والفعل، مزج الرؤية بالابتكار، وآمن بأنّ العمل التطوعي لا يقل جدّية عن أيّ مسؤولية مهنية. ترك بصمته في العلاقات الفرنسية - اللبنانية، وفي قلوب كلّ من عرفه عن قرب.

 

تولّى إدارة مدرسة الفنون الزخرفية ومدرسة العمارة الداخلية وتصميم المساحات في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) - جامعة البلمند، إلى جانب منصب نائب رئيس اتحاد الفرنسيين في الخارج (فرنسا). وخلال المرحلة من 2006 إلى 2021، مثّل الراحل الجالية الفرنسية في لبنان وسوريا، منتَخَباً عن دائرة آسيا الوسطى والشرق الأوسط في جمعية الفرنسيين في الخارج.
يرحل الفنان الاستثنائي تاركاً إرثاً من النور والإلهام، سيظلّ يُضيء كلّ مسرح وكلّ مشهد في بعلبك وفي ذاكرة من أحبّوه.

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟