أحمد منتش
في مبادرة لافتة في بلدة جنوبية تواجه التحديات وتتمسك بإرادة الحياة الكريمة، شهدت الزرارية في منطقة الزهراني جنوب لبنان، فسحة واعدة تلقي الضوء على أصالة الانتاج البلدي وتعيد إحياء تراث يكاد أن يتبدد.

نظمت مؤسسة "سعيد وسعدى فخري الانمائية" في الزرارية، معرضها السنوي الأول للمونة البلدية والاشغال اليدوية والحرفية بمشاركة 55 مشاركة ومشاركاً من المناطق اللبنانية ولاسيما منها الزهراني والجنوب.
افتتح "معرض البيدر" في باحة المؤسسة برعاية رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد ممثلا بعضو المجلس عمران وضاح فخري، وحضور النائب هاني قبيسي، الوزير السابق يوسف خليل، رئيسة مصلحة الزراعة في الجنوب سوسن حمزة ممثلة وزير الزراعة، المنسق العام لـ"تيار المستقبل" في الجنوب مازن حشيشو ممثلا النائبة السابقة بهية الحريري، الرئيس الفخري لـ"مؤسسة فخري" القنصل سعيد فخري ورئيسة هيئتها الادارية السفيرة سعدى الأسعد فخري، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس بلدية الزرارية كامل مروة، امام البلدة الشيخ حسين بغدادي، رئيس بلدية الصرفند علي حيدر خليفة، رئيس اتحاد الجنوب الفرعي لكرة القدم ابراهيم دبوق، وفاعليات اقتصادية وصحية وبيئية.

النشيد الوطني ودقيقة صمت عن ارواح الشهداء، ورحبت مديرة المؤسسة ميرا مروة بالحضور، ثم لفتت عضو الهيئة الادراية داليا فخري الى "أن المعرض الأول للمونة البلدية والحرف اليدوية، هو نتاج طبيعي لمسيرة طويلة من دورات تعليم المهن والحرف لمؤسسة سعيد وسعدى فخري الانمائية".
وأشارت الى أنه "كان من الضروري أن ننظم هذا المعرض لكي نقدم الى المشاركين والمشاركات في هذه الدورات، ثمرة انتاجهم اليدوي والحرفي في معرض سيكون بداية في سلسلة مبادرات هدفها تأمين أسواق للمنتجات، مع الحرص على النوعية والجودة في أي منتج أو عمل فني أو مهني ترونه اليوم"، موضحة "أن سبب برامج التمكين هو زيادة دخل الاسر الراغبة وتحسين الظروف المعيشية لها ".

وشدد ممثل رئيس المجلس الاقتصادي على "أن هذا المعرض ليس مجرد سوق، بل هو مساحة لإحياء التراث الريفي، ودعم الإنتاج المحلي، وتمكين النساء والرجال الذين يزرعون ويبدعون ويصنعون من البساطة جمالاً ومن الموارد القليلة كنوزاً".
وحيا "كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، وكل يد تعجن وتحوك وتزرع وتحصد، معاً نبني اقتصاداً مقاوماً، ومعاً نحفظ هويتنا الريفية الأصيلة"، مرحباً بالحضور
"في ريفنا، حيث تنبت الكرامة كما القمح".
وأشاد بالجهد ونوعية البرامج التي تنفذها "مؤسسة فخري"، معتبراً "أن هذا الصرح من خلال وجوده، بساهم في تطوير القدرات الريفية والثقافية لأبناء الجنوب وتنميتها، والتي تساهم أيضاً في تثبيتهم في أرضهم وصمودهم فيها".

وبعد قص الشريط التقليدي لافتتاح المعرض، جال الحضور على أجنحته التي ضمت أصنافاً مختلفة من المنتجات البلدية وزيت الزيتون والزعتر (الصعتر) والمخللات والزهورات وغيرها، إضافة الى مشغولات حرفية وفنية ويدوية ورسومات .

قبيسي
إثر الجولة، قال النائب قبيسي: "نشهد اليوم نشاطاً مميزاً في مؤسسة سعيد وسعدى فخري الانمائية في الزرارية، معرض للمنتجات البلدية. هذه المنتجات التي تعطي اشارة لتعزيز صمود المواطن وتعزز صمود المزارع، وبالتالي هي لحظة تحد في وجه كل الاعتداءات الصهيونية على بلدنا، لكي يتمكن المواطن الجنوبي من الصمود بأرضه والثبات والعيش بكرامة".

أضاف: "من هنا نثني على نشاطات هذه المؤسسة ونشد على أيدي القيمين عليها للاستمرار والتقدم ونقف الى جانبهم. واليوم نحن في معرض منتجات بلدية على مستوى كل قرى منطقة الزهراني، وهذا أمر يشجع اهلنا ويشجع المواطن على الصمود والثبات في أرضه ويؤكد الاستمرار في حياة عزيزة وكريمة في ظل واقع اقتصادي صعب" .
فقيه
كذلك حيا حسن فقيه القيمين على المؤسسة و"سيدات المنازل اللواتي ينتجن المونة البلدية والمحلية ويقمن بالأعمال الحرفية والفنية، وهذا فعل مقاوم يؤكد على تجذر اهل الجنوب في أرضهم. وهذا فعل يؤكد على الصمود في هذه الارض التي فيها أناس يرفعون الرأس. ونحن اهل الجنوب لا ننهزم إطلاقاً، لان ارادة البقاء وارادة الصمود وارادة التألق رأيناها اليوم في هذا المعرض المميز".
نبض