لبنان 11-07-2025 | 06:17

إيهاب حمادة لـ"النهار": لن نُسلّم السلاح ونرفض نقاش الإستراتيجية قبل الانسحاب (فيديو)

"إسرائيل هي من يعوق بسط سلطة الدولة. وإذا كان هناك أي خرق، فليقل الجيش اللبناني ذلك"
إيهاب حمادة لـ"النهار": لن نُسلّم السلاح ونرفض نقاش الإستراتيجية قبل الانسحاب (فيديو)
الزميل نادر عز الدين يحاور النائب إيهاب حمادة.
Smaller Bigger

تُعدّ مسألة سلاح "حزب الله" من أكثر القضايا الجدلية تعقيدا في المشهد اللبناني، إذ تُطرح باستمرار على طاولة النقاش الداخلي والدولي، ولا سيما في أعقاب كل مواجهة عسكرية مع إسرائيل. وتعود هذه الجدلية إلى التناقض القائم بين منطق الدولة ومؤسساتها الرسمية، ومنطق "المقاومة" التي يقدّمها الحزب كضرورة وجودية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

 

مع تصاعد الضغوط الدولية بعد الحرب الأخيرة، عاد الحديث بقوة عن ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وخصوصا أن اتفاق وقف النار الذي رعته الولايات المتحدة تضمّن بنداً أساسياً في هذا الشأن. 

 

في المقابل، يرفض "حزب الله" هذا الطرح جملةً وتفصيلاً، متمسكاً بسلاحه بوصفه "هوية"، ويرى أن تجربة العقود الماضية أثبتت أن لا سبيل لمواجهة إسرائيل إلا من خلال "المقاومة"، معتبراً أن الدولة نفسها عاجزة عن أداء هذا الدور في ظل ضعف القرار السياسي والحصار المفروض على تسليح الجيش اللبناني. 

 

 

 

في هذا السياق، يؤكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة أن سلاح "حزب الله" ليس عبئاً على لبنان بل ركيزة لقوته، ملوّحاً بأن أي محاولة لتسليم هذا السلاح تعني تجريد لبنان من آخر أدوات الردع. ويرى في ربط موضوع نزع السلاح باتفاق وقف النار تفسيراً خاطئاً للنصوص، وتوظيفاً سياسياً لا يخدم إلا الطرف المعتدي. ويشدد على أن الاتفاق لم يأتِ على ذكر تسليم سلاحه في كامل الجغرافيا اللبنانية، بل في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني حصراً.

 

وفي حديث إلى "النهار"، يرى أن التمسك بسلاح "حزب الله" هو خيار استراتيجي نابع من اقتناع راسخ بأن هذا السلاح يمثّل "مسألة وجود" في وجه التهديدات الإسرائيلية والمشاريع الصهيو-أميركية. ويقول إن شعار "لن نترك السلاح" لم يكن وليد عاشوراء الأخيرة، بل هو شعار قديم يعبّر عن عقيدة الحزب منذ التأسيس، وكان يسبق خطابات الأمين العام السيد حسن نصرالله دائماً. ويشدد على أنّ "تسليم السلاح لم يكن ذات يوم ولن يكون مطروحا مهما كانت الأثمان والتضحيات".

 

ويضيف حمادة أن "حزب الله لم يطرح يوماً تسليم السلاح"، لكنه كان منفتحاً على الحوار في شأن استراتيجية دفاعية وطنية، شريطة أن تكون داخلية وسيادية وتراعي حماية لبنان أرضاً وشعباً وثروات. وسبق للحزب أن شارك في طاولة الحوار عام 2006 حول هذه الإستراتيجية، ولا يزال منفتحاً على النقاش ضمن هذه الثوابت".

 

لكنه يكشف أنّ "الحزب اليوم يرفض حتى الخوض في نقاش للإستراتيجية الدفاعية قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية وتطبيق القرار 1701 كاملاً"، معتبراً أن "الضامن الأميركي أثبت فشله، وأن المجتمع الدولي غير قادر على كبح الاعتداءات الإسرائيلية".

 

ورداً على سؤال عن حصر السلاح بيد الدولة، يؤكد حمادة أن "الحزب جزء من الدولة بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية"، نافياً وجود جناح عسكري منفصل عن السياسي. ويقول: "لا جناحين لحزب الله. الحزب واحد وقيادته واحدة".
ويتساءل عن القرارات التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة للدفاع عن لبنان، مشدداً على أن الجيش "لم يُقصّر، لكن غياب القرار السياسي حال دون قيامه بدوره الكامل"، ومستشهداً بمعركة جرود عرسال التي أظهر فيها الجيش أداءً بطولياً عندما توافر الغطاء السياسي.

 

ويوضح حمادة أن "الانسحاب الإسرائيلي من بعض الأراضي اللبنانية لم يكتمل، وأن هناك خروقاً يومية للقرار 1701 الذي وافق عليه الحزب كما أقرته الدولة اللبنانية، لكن إسرائيل لم تلتزم، وسجل أكثر من 3700 خرق".

 

ورداً على سؤال عن التزام الحزب القرار 1701، يقول إن "الجيش اللبناني هو المخوّل تنفيذ القرار جنوب الليطاني، وهو من أعلن أن "حزب الله" لم يخرق الاتفاق، وأن إسرائيل هي من يعوق بسط سلطة الدولة. وإذا كان هناك أي خرق، فليقل الجيش اللبناني ذلك، لم نسمع أي شكوى منه أو من اليونيفيل".
ويرى أن "السلاح لا يرتبط بجنوب الليطاني فحسب، بل يشمل كامل الأراضي اللبنانية، في ظل وجود تهديدات على الحدود الشرقية حيث تنتشر إسرائيل داخل الأراضي السورية، ما يجعل السلاح ضرورة لحماية البقاع الغربي والشمالي".

 

وفي معرض الحديث عن الحرب الأخيرة، يشير حمادة إلى أنها "أثبتت توازن الردع"، مستشهداً بـ"اليوم الثالث والستين" الذي شهد إطلاق 400 صاروخ على إسرائيل رغم مزاعمها بتدمير الترسانة. ويعتبر أن "الانتصارات التي تحققت منذ 1982 وحتى 2006 لم تكن ممكنة إلا بالمقاومة، ولولا المقاومة لكان العدو في بيروت".

 

ويشدد حمادة على أن "المقاومة قاتلت التنظيم في سوريا ودفعت آلاف الشهداء لحماية لبنان"، مشيراً إلى أن "خطر التنظيم لا يستهدف الشيعة وحدهم، بل السنّة والمسيحيين والدروز وكل مكونات المجتمع اللبناني، ومن يهوّن هذا الخطر يطعن بالجيش ومخابراته التي كشفت أخيراً خلايا داعشية".
وفي ما يخص قدرة البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" على تحمّل حرب جديدة، يستشهد  بـ"المشاركة الكثيفة في مجالس عاشوراء، والشعارات التي رفعت". ويقول: "في ثقافتنا لا فصل بين الدين والسياسة. شعار هيهات منا الذلة اليوم يُقال للإسرائيلي والأميركي".

 

ويختم بأن "المقاومة مستعدة دائماً لأي مواجهة، ولن تتخلى عن سلاحها ما دام الاحتلال قائماً والتهديد مستمرا"، معتبراً أنّ البديل هو "الذل والاستسلام".

 

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/15/2025 8:43:00 PM
 خلف الحبتور: في موقف يعكس غطرسة لا حدود لها، يخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليأمر سكان غزة بإخلاء مدينتهم، وكأنها ملك له يوزع أهلها كما يشاء
المشرق-العربي 9/12/2025 12:25:00 PM
إقفال منتجع "إكس بيتش" في منطقة وادي قنديل في محافظة اللاذقية.
شمال إفريقيا 9/15/2025 11:56:00 AM
محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
لبنان 9/14/2025 2:53:00 PM
 تغيير مسار طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة من بيروت إلى مطار هيثرو في لندن بسبب عارض صحي أصاب أحد الأطفال