الحديث مع الدكتور جورج نصر، الوكيل الأكاديمي في الجامعة اللبنانية الأميركية - LAU، يفتح على مستقبل التعليم العالي، حيث تتلاقى التكنولوجيا والعلوم والإنسانية في رؤية تعليمية حديثة، تسعى لتحويل الجامعة إلى مساحة ديناميكية تتفاعل مع التحولات السريعة في سوق العمل العالمي، وتُعيد تعريف مفاهيم التخصصات الأكاديمية التقليدية.

ماذا عن دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في صلب المناهج؟
تلتزم LAU إدخال التعليم المبتكر في جميع برامجها، من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الممتد (XR)  في المناهج الدراسية، وإنشاء بيئات تعلم جديدة، وتنظيم تدريبات وورش عمل سنوية لأعضاء الهيئة التعليمية.

لذا أنشأنا فرق عمل متخصصة بالذكاء الاصطناعي والواقع الممتد لضمان دمج هذه التقنيات في البرامج الأكاديمية بشكل استراتيجي. كما أطلقنا برامج جديدة على مستوى الماجستير تشمل الذكاء الاصطناعي التطبيقي، وعلوم البيانات، وتحليل البيانات، إلى جانب برامج شهادات مهنية جديدة وشهادات فرعية في الهندسة تتناول مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

أما على صعيد البيوتكنولوجيا، تركز الجامعة على المبادئ البيولوجية التي تشكل أساس الهندسة الوراثية وعلوم الجينات، إلى جانب معالجة الأبعاد الأخلاقية والقانونية المرتبطة بها. مثلا نظّم قسم الوراثة البشرية في كلية الطب في LAU النسخة الثالثة من يوم الأمراض النادرة في ربيع 2025، حيث عُرضت أبحاث رائدة مثل ربط جين POLD3 بفقدان السمع واكتشاف دور جين SH3GL1 في نقص المناعة الأولي. هذه الاكتشافات تضع LAU في طليعة الأبحاث الوراثية في لبنان.

وفي سياق متصل، أنشأت الجامعة مكتبًا خاصًا للاستدامة في ربيع 2024 لتطبيق استراتيجية شاملة تعزز المسؤولية البيئية، الأثر المجتمعي، والحوكمة المستدامة في التدريس والبحث والبنية التحتية.

الدكتور جورج نصر، وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة اللبنانية الأميركية - LAU (النهار)

كيف تعاملت الجامعة مع إدماج الذكاء الاصطناعي وريادة الاعمال؟ 
يلعب مركز التعليم المبتكر (CIL) دورًا محوريًا في دعم الأساتذة لإدخال هذه التقنيات إلى الصفوف الجامعية، مع تقديم إرشادات لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وفعّال، مما يمكّن الطلاب من اكتساب مهارات تقنية ومهنية عالية تؤهلهم للانخراط في سوق العمل.ونعمل باستمرار على دمج الخبرات التطبيقية داخل البرامج من خلال دورات تدريب مهني، وورش العمل، والمسابقات. استضفنا خلال السنوات الأخيرة فعاليات مثل أولمبياد الروبوتات الدولية، هاكاثون BMW، ومؤتمر IEEE للجامعات اللبنانية. 

في ما يتعلق بريادة الأعمال، أسسنا في الجامعة "LAU Industrial Hub"، وهو مركز فريد للتعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي. كما أُنشئ مركز فؤاد مخزومي للابتكار لاحتضان المشاريع الناشئة وتوفير التوجيه والتدريب العملي للطلاب. وأطلقنا مؤخرًا أيضًا حاضنة LaunchX المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي عبارة عن برنامج دراسي يتيح لطلاب الجامعة من مختلف التخصصات تطوير مشاريعهم الناشئة باستخدام أدوات رقمية حديثة، في إطار ورش عمل تدريبية ومتابعة من قبل مرشدين متخصصين.