عراقجي في بيروت: نأمل بصفحة جديدة في العلاقات مع لبنان ونحترم شؤونه الداخلية ولا نتدخّل فيها (صور)
جال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على المسؤولين اللبنانيين، في زيارة رسمية إلى بيروت اليوم، وقد استهلّها بلقاء نظيره يوسف رجّي، قبل أن ينتقل إلى قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية جوزف عون.

وأكد عون أنّ "لبنان يتطلّع الى تعزيز العلاقات من دولة الى دولة مع ايران"، مشيراً إلى أنّ "الحوار الداخلي هو المدخل لكل المسائل المختلف عليها، وكذلك الحوار بين الدول بعيداً عن العنف".
وأعلن عون أنّ "إعادة اعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان من الأولويات التي نعمل عليها مع الحكومة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وفق القوانين المرعية الإجراء".
من ناحيته، قال عراقجي إنّ "إيران تدعم استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه والجهود التي يبذلها لانهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً أنّ "دعم ايران للبنان يأتي في اطار العلاقات الجيدة بين البلدين ومبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية".
كما شدّد عراقجي على أنّ "إيران تدعم الحوار الوطني في لبنان بين الطوائف والمجموعات والاتجاهات المختلفة".

وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال عراقجي من عين التينة: "نتطلّع إلى علاقات تُبنى على المصالح المتبادلَة مع لبنان وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية".
كما دان "احتلال إسرائيل لأجزاء من الأراضي اللبنانية"، مؤكداً أنّه "ندعم الحوار والوفاق الوطني في لبنان والوحدة الوطنية".
ولاحقاً، استقبل سلام عراقجي، الذي وجه له دعوة باسم الرئيس الايراني مسعود بزشكيان لزيارة طهران.
وأكّد" حرص بلاده على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع لبنان، تقوم على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم تدخّل أي دولة بشؤون الأخرى".
وشدد عراقجي على "ضرورة تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، والعمل على تذليل العقبات أمام الاستثمارات والتبادل التجاري".
بدوره أكّد سلام أن" لبنان حريص على العلاقات الثنائية مع إيران على قاعدة الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة البلدين، وما يضمن استقلال كل دولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وفيما تفيد معلومات بأن الهدف الرئيسي للزيارة هو مشاركة عراقجي في حفل توقيع كتابه في بيروت، فإن زيارته تكتسب بُعداً سياسياً، خصوصاً أن المسؤول الإيراني، الذي وصل صباح اليوم إلى مطار بيروت، طلب مواعيد للقاء كلّ من رئيس الجمهورية جوزف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس الحكومة نواف سلام، وستكون له لقاءات مع قيادة "حزب الله"، وربما مع قادة الفصائل الفلسطينية الحليفة لطهران.

وقال وزير الخارجية الإيراني من مطار بيروت: "نحترم شؤون لبنان الداخلية ولا نتدخل فيها، وندعم سيادته في الظروف الصعبة مثل السابق، كما نولي أهمية بالغة لاستقلاله ووحدة أراضيه".
وأمل بأن "تكون هناك صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان ترتكز على الاحترام المتبادل".
وفي وزارة الخارجية اللبنانية، تباحث الوزيران اللبناني والإيراني بآخر المستجدّات على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي الايراني. وكانت مناسبة للتداول بالعلاقات الثنائية بين البلدين والسبيل الأمثل لتطويرها في الاتجاه السليم القائم على حسن التعاون والاحترام المتبادل لسيادة الدولتين.
وبحسب بيان للخارجية اللبنانية، فقد ساد اللقاء نقاش صريح ومباشر، فيما أعرب رجّي لنظيره الإيراني عن تعويل لبنان على حرص الجمهورية الإسلامية الايرانية على أمنه واستقراره وسلمه الأهلي تمكيناً له من تجاوز التحديّات الجسام التي يواجهها، بدءاً باستكمال الجهد الديبلوماسي الرامي إلى تحرير الأراضي التي ما زالت تحتلّها إسرائيل ووقف إعتداءاتها المتواصلة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها و حصر السلاح بيدها، وصولاً إلى تأمين الدعم اللازم من الدول الصديقة للبنان من خلال الحكومة اللبنانية والمؤسسات الرسمية حصراً لكي تتمكن من القيام بدورها في إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي المنشود.

من جهته، أكد عراقجي أنّ زيارته تأتي في إطار فتح صفحة جديدة في العلاقة مع لبنان انطلاقا من الظروف المستجدة التي يشهدها لبنان والمنطقة.
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقر وزارة الخارجية اللبنانية (بعدسة حسام شبارو) pic.twitter.com/lliYQmKCr6
— Annahar النهار (@Annahar) June 3, 2025
إلى ذلك، استقبل برّي عراقجي مع الوفد المرافق في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة
لقطات للقاء الذي يجمع عراقجي وبري في عين التنية (تصوير حسام شبارو) pic.twitter.com/ooXF3ZI92A
— Annahar النهار (@Annahar) June 3, 2025
واستقبل عراقجي، في مبنى الطيران العام في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، الوزير السابق وئام وهاب، والنائب أيوب حميد ممثلاً بري، النائبان إبراهيم الموسوي وأمين شري، السفير الإيراني مجتبى أماني ووفد من السفارة، مدير المراسم في وزارة الخارجية السفير أسامة خشاب، وفد من الأحزاب اللبنانية والفلسطينية، والأمين العام لـ"حركة الأمة" الشيخ عبد الله جبري.
نبض