أم المعارك في كسروان... وجونية اقترعت لاستعادة الدور
أم المعارك في قضاء كسروان، تنافس ساخن شهدته مدينة جونية في الانتخابات البلدية والاختيارية، وسط تعطش للانتخابات. وقد بان على وجوه المقترعين في صربا وغادير وحارة صخر وساحل علما، الحماس الانتخابي، لا سيما لدى فئة الشباب، الذين نزلوا منذ الصباح الباكر للمشاركة في هذا الاستحقاق المناطقي الذي يعزز الانماء.
"جونية ماتت"، قال أحد المقترعين عند باب ثانوية ساحل علما الرسمية.
وشددت ناخبة، وهي أم لثلاثة أولاد في ثانوية حارة صخر الرسمية: "لماذا لا يسبح أولادي في هذه المنطقة ولا يسهرون هنا، بدل التوجه الى البترون او الى بيروت؟".
وأردفت سيدة بجانبها: "لدينا مدارس وجامعات جيدة جدا، لماذا لا نستثمر أكثر في القطاع العلمي، والصحي والاقتصادي، كما أنه يجب ايجاد حل لازمة النفايات".
خيبة أمل عبر عنها الناخبون، متأملين بأن تحمل هذه الانتخابات في طياتها التغيير والعمل وليس فقط وعودا وشعارات، مؤكدين أهمية مدينتهم التي يمكن استغلالها والاستفادة منها، كموقعها الجغرافي وطبيعتها والاستثمار فيها.
لائحتان تنافستا على بلدية جونية، عروسط تنافس عائلي محتدم خيّم عليها جو سياسي، لائحة "نهضة جونية" برئاسة فيصل افرام، مدعومة من تحالف مميز مؤلف من النائب نعمة افرام والنائب فريد الخازن والنائب السابق منصور البون وحزبي "القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية، ولائحة "جونيتنا" التي تشكل فئة الشباب عمودها الفقري، برئاسة سيلفيو شيحا، مدعومة من رئيس البلدية جوان حبيش و"التيار الوطني الحر".
في جونية ما يقارب الـ17,000 ناخب، موزعين على صربا نحو 6,000 ناخب، وغادير، وحارة صخر نحو 3,500 ناخب، وساحل علما 1,400 ناخب. وتتألف البلدية من 18 مقعدا.
وتجلّى الحماس الانتخابي في هذه المدينة من خلال نسبة الاقتراع فيها، حيث سجلت أكبر نسبة اقتراع في محافظة جبل لبنان.
سياسيا، قال النائب عن كسروان نعمة افرام لـ"النهار" إن "جونية عنوان كبير جدا، هي عاصمة الموارنة في العالم وليس في لبنان فقط، لذلك رمزها كبير ومن المهم أن تتم الانتخابات في هذه الطريقة التي فيها شبه اجماع، ما يدل على أن المنطقة تتوجه نحو التجمعات الكبيرة لأن هناك استحقاقات كبيرة في الشرق الاوسط".
من جهته، أكد حبيش لـ"النهار" أن "أهمية الانتخابات هي في تجديد العناصر في المؤسسات، لكي يتجدد العمل القائم على رؤى جديدة بهدف التطور والانماء. جونية هي من المدن الاساسية في لبنان، ولديها كل المقومات لكي تكون العديد من القطاعات ناشطة فيها".
أكدت الانتخابات البلدية في جونية أن الرغبة في التغيير والإنماء لا تزال حيّة في نفوس أهل القضاء والمدينة، لا سيما لدى الشباب الذين أثبتوا أنهم قلب هذا الحراك الشعبي.
نبض