بالصور- زياحات الأطفال في وسط بيروت... عودة: صلاتنا أن يكون اللبنانيون تعلموا من دروس الماضي
احتفلت الطوائف المسيحية اليوم بأحد الشعانين في وسط بيروت فأقيمت زياحات الأطفال ورفعت أغصان الزيتون وأنيرت الشموع في أجواء من الفرح.
وترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور حشد كبير من المؤمنين.
وبعد القداس طاف المؤمنون مع أطفالهم حاملين الشموع وغصون الزيتون بزياح في ساحة النجمة. وبعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نحن أيضا نلتئم اليوم لنستقبل المخلص الآتي لينير حياتنا بآلامه الخلاصية. سبت لعازر وأحد الشعانين يشكلان تذوقا مسبقا للفرح الذي يعقب أسبوع الآلام. فبيت عنيا، مكان إقامة لعازر من الموت، هي نقطة انطلاق يسوع في صعوده إلى أورشليم ليقدم نفسه ذبيحة طوعية من أجل خلاص العالم".
وأضاف: "الشعانين دعوة لنا لقبول ملك المسيح كهدف نهائي يعطي معنى لحياتنا، إذ نتخذ هويتنا من المسيح ومن ملكوته. الملكوت هو المسيح نفسه، وقدرته الفائقة الوصف، ورحمته غير المحدودة التي توهب للأنام. الملكوت لا ينحصر في مكان أو زمان، ولا هو موضوع انتظار مستقبلي".
أضاف: "اليوم ذكرى بدء الحرب المشؤومة التي خلفت دمارا وخرابا وحصدت أرواحا بريئة وندوبها لما تندمل بعد. صلاتنا أن يكون اللبنانيون قد تعلموا من دروس الماضي وأن تكون صور الحرب محفورة في ذاكرتهم كي لا تتكرر، وأن يشدوا العزم من أجل بناء دولة قوية موحدة لا تزعزعها رياح حرب أخرى، ولا تقوى عليها يد الشر فتخربها، وتبعثرها وهي لم تنهض بعد".
وختم: "لنضع رجاءنا على ابن الله الذي سيتألم من أجلنا، ويموت ثم يقوم مخلصا إيانا، كي يخلص لبنان ويزرع فرح قيامته في قلوبنا".
الصور للزميل حسام شبارو

وأشار راعي أبرشية بيروت الماروني المطران بولس عبد الساتر في عظته خلال قداس أحد الشعانين في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، الى اننا "نجتمع لنحتفل بقداس وزياح أحد الشعانين في الكاتدرائية بالعاصمة بيروت، نصرخ إيماننا بالرب يسوع، إيماننا به إلهًا ومخلصًا لكل إنسان مهما كان جنسه أو لونه أو دينه، وبعد قليل نسير خلف المصلوب حبًا بالإنسان، وهو المنتصر على كل موت، لنتأمل في حبه الكبير لنا ونتعلم منه كيف نحمل صليب الأمل”.
واستذكر عبد الساتر، الذكرى الخمسين للحرب الأهلية في لبنان، متوجها بالدعاء :"نطلب من الرب أن يعطينا السلام في وطننا لبنان ومنطقة الشرق الأوسط كلها".
وأضاف:"سنسير في مسيرة حج نحو الرب، وهو الذي تنازل ليهبنا، نحن صغار هذا العالم، كرامة أبناء وبنات الله، وليمنحنا الحياة الأبدية التي لا تنتهي، حيث لا ألم ولا حزن، وهو سيلاقينا ليكون معنا في كل حين، ويحمل عنا همومنا، ويسندنا في وقت الشدة والضعف".

وتابع: "نحن نسير نحوه، فيأتي إلينا ماشيًا أمامنا كالراعي الصالح، ليدلنا على الطريق نحو الآب، وهو الطريق، ونأخذ منه رائحة الألوهة. يأتي نحونا ويمشي خلفنا حتى لا نضل، وحتى لا ينقطع فينا الرجاء من الوصول، فنقف، يسمعنا صوته، فنكمل الحج".
ولفت الى "اننا سنسير بعد قليل خلف الصليب ونحن نمسك بأيدي أطفالنا أو نحملهم على أكتافنا. أطفالنا من حقهم علينا أن نحبهم حتى المنتهى، وأن نربيهم بمثلنا ونصائحنا. أطفالنا من حقهم علينا أن نحميهم من كل سوء، نفسيًّا كان أم جسديًّا، فنختار الكلمات التي نقولها لهم وأمامهم، ونبعدهم عن سيئي المعشر، ونحترم حريتهم وأحلامهم وطموحاتهم".

وختم المطران عبد الساتر بالقول: "أحد الشعانين هو يوم فرح، فلنفرح ولنبتَهج، وهو يوم انطلاقة حج، فلنبدأ المسيرة. هو يوم شهادة وإعلان إيمان بالمخلّص الرحيم والعطوف والمتجسّد، فلنَسرِ بعد قليل خلف ربّنا يسوع ولنصرخ بفرح: هوشعنا، يا رب خلّص، آمين





















نبض