الضاحية الجنوبية لبيروت تحت وطأة الاستهداف الإسرائيلي الأول بعد اتفاق وقف النار... طيران استطلاعي في الأجواء

تعيش الضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم السبت، هدوءاً حذراً بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفتها يوم أمس للمرّة الأولى بعد اتفاق وقف النار.
الهدوء الحذر خرقه دخول الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي على علو منخفض جدّاً فوق العاصمة اللبنانية بيروت وضواحيها، وفوق مناطق بشامون/عرمون/خلدة/الشويفات والجوار.
واستهدفت غارة بصاروخَين شارع الجاموس في منطقة الحدث بالضاحية، قرب مقهة الديوان السيد، ظهر أمس الجمعة.
وعقب الاستهداف، استقدم الجيش اللبناني تعزيزات إلى محيط المكان المستهدَف.
كلمة مرتقبة لنعيم قاسم:
وبعد إلغاء الحفل الذي كان مقرّراً بالأمس لمناسبة "يوم القدس العالمي"، على إثر التطورات الأمنية في الضاحية، أعلنت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" عن كلمة مرتقبة للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم مساء اليوم السبت.
إسرائيل: على الحكومة اللبنانية فرض تطبيق وقف إطلاق النار وإلا سنفرضه نحن
هذا الاستهداف الأول من نوعه منذ وقف إطلاق النار في لبنان، سبقه تهديد لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، الذي اعتبر أنّه "على الحكومة اللبنانية فرض تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" على جانبها من الحدود، وإلا ستواصل إسرائيل شن الهجمات".
وأضاف في بيان: "أوجه رسالة واضحة للحكومة اللبنانية: إذا لم تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، سنفرضه نحن".
كما صرّح مسؤول أميركي كبير أن نائبة مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أجرت أمس محادثات صعبة مع مسؤولين في لبنان، وشدّدت على أن خرق وقف إطلاق النار جاء من الجانب اللبناني وليس من إسرائيل.
وأجرت أورتاغوس محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، وأكّدت أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، لكنها ترغب في تجنّب المزيد من التصعيد على الحدود الشمالية.
"اتفاق وقف النار تم خرقه من قبل لبنان"
وأكدت أورتاغوس لقناة "الحدث" أن لبنان لم يكن ليدخل الحرب لولا إيران وحزب الله.
وقالت: " اتفاق وقف النار تم خرقه من قبل لبنان، وعلى الحكومة اللبنانية لجم المجموعات التي تطلق الصواريخ".
كما رأت أورتاغوس أن "الجيش اللبناني الذي ندعمه لا يعمل بشكل كاف بمواجهة المجموعات التي تطلق الصواريخ".
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية القادمة من لبنان، وأن من واجب الحكومة اللبنانية نزع سلاح الجماعات المسلحة مثل "حزب الله".
وحول العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، قال النائب محمد رعد: "تدين المقاومة بشدة العدوان الصهيوني اليوم على الضاحية وأهلها، وتشجب كل ذرائعه المرتجلة والمختلقة، وتؤكد التزامها بإحباط سياسات هذا العدو، وكل محاولاته لجرّ لبنان من أجل التطبيع معه"، مضيفاً: "ولأن المقاومة معنية بتحمل المسؤولية، فإنها تدعو الحكومة إلى تعزيز التضامن الوطني ضد العدو الصهيوني، وإلى أداء عملي لدرء المخاطر، ودفع العدو إلى الانسحاب من أرضنا المحتلة دون قيد أو شرط، ووقف العدوان على لبنان".
وشدد رعد على أن "المقاومة التي وافقت على إعلان وقف إطلاق النار ملتزمة به ولا تخرقه، وعلى الدولة أن تقوم بواجبها في ردع العدو وإجباره على وقف العدوان وإنهاء الاحتلال بكل الوسائل المتاحة لديها، بدل الاكتفاء بتبرير تقصيرها وعجزها ورهانها".
وتابع: "من يسوقه وهمه لافتراض أن المقاومة قد صارت من الماضي، وأن معادلتها المثلثة الأضلاع قد انتهت إلى غير رجعة، عليه– من موقع النصح– أن يُحاذر سكرة السلطة المؤقتة، فالحكومات عادة هي ما تصير من الماضي، أما المعادلات التي يرسمها الشهداء بدمائهم الزكية، وبسمو تضحياتهم، فتخلد إلى ما بعد التاريخ".