ليلة جليدية قاسية في عكار شمال لبنان... الصقيع يضرب البيوت البلاستيكية ويهدد أرزاق المزارعين

(فيديو وصور لميشال حلاق)
...ذروة المنخفض الجوي آدم الذي يضرب لبنان منذ بضعة ايام، كانت الليلة الماضية الجليدية بامتياز، والتي تدنّت فيها درجات الحرارة في الساحل العكاري الى حدود درجتين تحت الصفر، الأمر الذي تسبب بكارثة زراعية خصوصاً في البيوت الزراعية المحمية التي غطاها الجليد وتجمدت داخلها المزروعات وضرب الاهتراء نحو 30 في المئة من مواسمها، ما يعني خسائر كبيرة جداً ليس بامكان المزارعين تحملها، على ما يقول الناشط والمزارع جمال خضر الذي تضررت زراعاته في سهل عكار على غرار عدد كبير من المزارعين في مختلف قرى المنطقة وبلداتها.
ويقول خضر: "في الوقت الذي ينعم فيه الجميع بالدفء، أمضى مئات مزارعي البيوت البلاستيكية في عكار وربما في لبنان، ليلتهم في العراء يحاولون إنقاذ أرزاقهم التي لفحها الصقيع (الملاح). وهذا الأمر يمكن أن يدمر بشكل نهائي كل المحاصيل المزروعة التى تشكل معظم مدخراتهم وتعبهم لأشهر، والتى كانوا يعقدون آمالاً عليها في مواجهة متطلبات الحياة وخصوصاً على أبواب شهر رمضان وحاجاته".
ولفت الى "أن مقاومة الصقيع في عكار ذات ثلاثة وجوه:
الأول: المياه، إذ يعمد المزارعون الى تشغيل نوافير المياه على شكل رذاذ دائم على سطح البيوت البلاستيكيه لمنع تجمدها، وللاستفادة من حرارة المياه الجوفية التى تبقى مرتفعة أكثر من حرارة السطح، لتحول بذلك دون التجمد خارج البيت البلاستيكي وتمنع الضرر.
الثاني: تشغيل مدافيء كهربائية أو تعمل على بقايا الزيتون وما يسمى الـ"عرجوم " أو نشارة الخشب الناعمة، وتوضع بشكل عبوات تضرم فيها النار كي ترفع من الحرارة داخل البيوت البلاستيكية وتحد من الضرر.
أما الثالث، وهو الأخطر على البيئة والصحة العامة، فيتمثل بإشعال الاطارات في محيط البيوت الزراعية من أجل رفع حرارة المنطقة المحيطة بها لمنع التجمد، وهي طريقة مضرة جداً بالبيئة والصحة العاملة وتتسبب بتلوث الهواء".
ورأى أنه "الى أن تصبح لدينا حكومة تعالج مشاكل الزراعة والمزارعين، تبقى هذه الفئة المعذبة في الارض والتى يطلق عليها أيضاً اسم "المتوكلين على الله" تعاني من وجع الحكومة ووجع البرد ووجع الديون التى تتراكم عاماً بعد عام".
وتسببت موجة الصقيع بقطع كل الطرق الجبلية وفي المناطق الوسطى من عكار، ما أدى الى إقفال غالبية المدارس الرسمية والخاصة لليوم الثاني. كذلك تجمدت مياه الشرب في شبكات التوزيع، وتعمل جرافات وزارة الاشغال العامة والبلديات والاتحادات البلدية ممذ الصباح الباكر على إعادة فتح الطرق الرئيسية والفرعية لتأمين حركة التواصل بين البلدات والقرى وتسهيل وصول صهاريج المحروقات وكميات الخبز والمواد الغذائية .
ويقول خالد ديب رئيس مركز جرف الثلوج في أعالي عكار إن كل الطرق باتت سالكة في الاتجاهين للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، بعد جرف الثلوج عنها والعمل يجري منذ الصباح على رش الطرق بالملح لإذابة الجليد.