الحركة الكشفية في لبنان: إرث بادن باول ورسالة مستمرّة لتنمية الشباب وخدمة المجتمع

لبنان 22-02-2025 | 20:39

الحركة الكشفية في لبنان: إرث بادن باول ورسالة مستمرّة لتنمية الشباب وخدمة المجتمع

يُعدّ اللورد بادن باول المؤسّس الأول للحركة الكشفية عام 1907، حيث أطلق أول مخيم كشفي في جزيرة براونسي بإنكلترا
الحركة الكشفية في لبنان: إرث بادن باول ورسالة مستمرّة لتنمية الشباب وخدمة المجتمع
اللورد بادن باول
Smaller Bigger

في عيد مؤسّس الحركة الكشفية اللورد بادن باول، نسلّط الضوء على الحركة الكشفية في لبنان، إحدى أهمّ المؤسسات التربوية التي تسهم في تنشئة الأجيال الصاعدة على مبادئ المواطنة الصالحة، والعمل التطوّعي، والانتماء الوطني. فمنذ تأسيسها قبل أكثر من قرن، أدّت الكشافة دوراً محورياً في بناء شخصيّة الشباب اللبناني، من خلال غرس القيم الأخلاقية، وتعزيز روح التعاون، وتنمية المهارات القيادية لديهم. واليوم، تضم الكشافة اللبنانية آلاف الفتية والفتيات الذين يشاركون في أنشطة مختلفة تهدف إلى خدمة المجتمع، وحماية البيئة، وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.

يُعدّ اللورد بادن باول المؤسّس الأول للحركة الكشفية عام 1907، حيث أطلق أول مخيم كشفي في جزيرة براونسي بإنكلترا، واضعاً الأسس التي تحوّلت لاحقاً إلى أكبر حركة شبابية تطوعية في العالم. وعلى مدار أكثر من 118 عاماً، استمرت هذه الحركة في تحقيق رسالتها التربوية، وانتشرت في مختلف الدول، لتجمع تحت رايتها ملايين الشباب من مختلف الثقافات والجنسيات.

في لبنان، تشكل ذكرى بادن باول فرصة للاحتفاء بالمبادئ التي أرساها، وإعادة تأكيد أهمية الكشاف كمنصّة لتطوير القادة الشباب، وتعزيز روح المسؤولية والمبادرة لديهم. كما أنها مناسبة لتعزيز الانتماء لهذه الحركة العريقة، التي لم تزل تؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات، وتغرس في الأجيال القادمة حبّ الخدمة العامّة والعمل الجماعي.

في السياق، أكّد رئيس اتحاد كشاف لبنان القائد وسيم الزين أنّ "الاتحاد يحرص دائماً على تدريب القادة وتطويرهم، ولدينا سياسة واضحة لتنمية القيادات. كل عام، يقوم اتحاد كشاف لبنان بتدريب ما يقارب ألف قائد وقائدة ضمن 41 جمعية كشفية منضوية تحت الاتحاد. وخلال هذا التدريب، نحرص على تعليم القيم والمبادئ التي تأسست عليها الحركة الكشفية العالمية".

أوضح: "نحن نسعى إلى تعزيز الانصهار الوطني بين الشباب اللبناني، ليصبحوا مواطنين صالحين قادرين على بناء مجتمع أفضل"، مضيفاً أن "لدينا مشاركة مجتمعية فعّالة، ونعمل بشكل وثيق مع المدارس والجامعات والشركات، إضافة إلى القطاعين العام والخاص، وحتى الوزارات. ومن خلال تعاملنا مع هذه الجهات، نحرص على غرس القيم والمبادئ التي تعلمناها من بادن باول".

أضاف: "نحن نتعاون مع عدة جمعيات ومؤسسات محلية ودولية، حيث نشارك في نحو ثمانية مشاريع تعتمد في جوهرها على القيم التي أسّسها بادن باول".


ما أبرز الإنجازات التي حققها الكشاف في لبنان في السنوات الأخيرة؟

* المحافظة على منظومة القِيَم من خلال الطريقة الكشفية التي تمتاز بها وهذا كان شعارنا في لبنان والإقليم العربي خلال المرحلة الماضية "قيمنا تجمعنا".
*
 تفعيل مشاركة الشباب من خلال تأسيس منتدى الشباب الوطني وإعلان لجنة مستشاري الشباب في اتحاد كشاف لبنان. 
*
 الحضور المجتمعي الكبير والأقوى أثناء الكوارث والأزمات الكبرى (كورونا - انفجار مرفأ بيروت - العدوان الأخير على لبنان).
*
 إقرار جميع السياسات العالمية وتفعيلها (الحماية من الأذى - المناهج الموحدة - المسار التدريبيالخ...).
*
 أول اتحاد كشفي في العالم يحصل على شهادة معايير الجودة العالمية GSAT وأعلى تقييم عربي.
*
 الحضور القويّ والمؤثر في لجان القرار الكشفي العالمي والعربي وبكافة المستويات. 
*
 تأسيس هيئات جديدة في الاتحاد تدعم جهود التنمية المستدامة الشاملة وبرامج عالم أفضل.
*
 تنفيذ وتنظيم اللقاءات والمخيمات الوطنية الكبرى التي تفعّل الوحدة الوطنية. 
*
 تفعيل دور الاتحاد مع المجلس الأعلى للطفولة. 
*
 الحصول على أعلى وسام في الجمهورية اللبنانية.

كيف يمكن جذب الشباب اللبناني للانضمام إلى الحركة الكشفية؟
أكّد القائد وسيم الزين أنّ "المدارس هي المصدر الأساس لاجتذاب الفتية والفتيات إلى الحركة الكشفية. أما الجامعات، فهي توفر القادة والقائدات الذين سيتولون مسؤولية إدارة الوحدات الكشفية والإشراف على الأنشطة.
لذلك، لا بد من تعزيز الشراكة والتعاون مع المدارس والجامعات، وهو أمر يُطبَّق بالفعل، حيث تعمل كل جمعية كشفية في لبنان على التعاون مع المؤسسات التعليمية لنشر ثقافة الكشافة بشكل أوسع".

واعتبر الزين أنّ "الحركة الكشفية في لبنان تعاني من ضعف التغطية الإعلامية، وهذا يؤدي إلى تقليل فرص انضمام الشباب إليها. لذا، فإن تعزيز الظهور الإعلامي للحركة الكشفية يُعد أمراً ضرورياً، وهنا أود أن أشكر جريدة النهار على هذه المبادرة الكريمة التي تسلط الضوء على دور الكشافة، خصوصاً في ذكرى ميلاد اللورد بادن باول في 22 شباط".

وأكّد أن "الكشافة لا تحظى بالتغطية الإعلامية الكافية لأنها تُعدّ نظاماً تربوياً، على عكس الأنشطة الأخرى التي تثير الجدل أو التوتر، مثل المباريات الرياضية التي تتطلب أحياناً تدخل الأمن لضبط الأوضاع.
في المقابل، عندما ننظم مخيّماً يضمّ آلاف المشاركين، قد يصل عددهم إلى ثلاثة أو أربعة آلاف شخص، لا نحتاج إلى أيّ تدخل أمني، وذلك بفضل التنظيم والانضباط والمبادئ الأخلاقية التي نلتزم بها.
المنافسة في الكشافة هي منافسة شريفة، ونسعى دائماً إلى ترسيخ النزاهة والابتعاد عن الفساد وكل الآفات التي يعاني منها المجتمع".

التوجيه والدعم الشخصي
قال الزين إن "من الضروري أن يحرص كل قائد وكل منتسب إلى الكشافة على نشر قيمها والتحدث عنها للأشخاص المحيطين به. والتواصل الشخصي يساعد في تعريف الآخرين بالمزايا المهمة للحركة الكشفية، ومدى تأثيرها الإيجابي على الحياة الشخصية والمهنية للأفراد. كما يجب التركيز على نشر المفاهيم الأساسية والمبادئ والقيم الكشفية داخل المجتمع اللبناني".

وأوضح أن "من الضروري تقديم أنشطة مبتكرة، تختلف عن الأنشطة التقليدية المعتادة، وتشمل عناصر المغامرة والترفيه. مثل هذه الأنشطة تجذب الفتية والفتيات، وكذلك القادة والقائدات، وتحفزهم على الانضمام إلى الحركة الكشفية. وبهذه المحاور، يمكننا تعزيز دور الكشافة في لبنان وجذب المزيد من الشباب للمشاركة فيها والاستفادة من قيمها التربوية والإنسانية".

أهمية تكريم ذكرى اللورد بادن باول
أشار الزين إلى أنّ "تكريم بادن باول يُعدّ بمثابة اعتراف من كل كشاف، وكل قائد، وكل جمعية كشفية بإسهاماته العظيمة والفكرة المتميزة التي أوجدها.
بعد مرور 118 عاماً، لا تزال هذه الفكرة حيّة في نفوسنا، وهي مستمرة في التأثير على الأجيال القادمة".


وقال إنّ "الاحتفال بهذه الذكرى يساعد في نقل القيم والمبادئ الكشفية من جيل إلى جيل. ويضمن ذلك استمرار انتشار المبادئ الكشفية، بحيث تبقى مزروعة في نفوس الشباب، بما يسهم في بناء أجيال واعية وملتزمة بالقيم التربوية والاجتماعية".

وأضاف أنّ "الحركة الكشفية تقوم على مبادئ عالمية تشمل التنوّع والاندماج والتفاهم بين الثقافات المختلفة"، موضحاً أنّه "خلال المشاركة في المخيّمات الكشفية العالمية، يلتقي الكشافون من أكثر من 160 دولة، ويتواصل بعضهم مع بعض بروح الأخوّة والصداقة، بغضّ النظر عن اختلاف اللغات والثقافات".

وأكّد أنّ "هناك لغة كشفية عالمية توحّدهم، تعكس الاحترام المتبادل والتقدير المشترك للقيم الكشفية. وتاريخ الحركة الكشفية هو جزء من حاضرنا ومستقبلنا، وهو الإرث الذي أسّسه بادن باول منذ عام 1907.
يجب أن يظلّ هذا التاريخ حاضراً في أذهاننا، وأن نعمل دائماً على تطويره ونقله للأجيال القادمة لضمان استمرارية الحركة الكشفية وتأثيرها الإيجابي في المجتمع".

رسالة من رئيس اتحاد كشاف لبنان القائد وسيم الزين.

وجّه رئيس اتحاد كشاف لبنان القائد وسيم الزين رسالة في عيد بادن باول اليوم إلى جميع القادة والعناصر العاملين في جميع الجمعيات الكشفية في لبنان، طالباً منهم "العمل معاً على تنمية قدرات الكشافين من الفتية والشباب، وتربيتهم على القيم والمبادئ التي تجعلهم مواطنين صالحين، قادرين على الإسهام في بناء مجتمع لبناني أفضل".

وقال: "نطمح لأن نكون قادة متميزين، يتحلون بروح وطنية صادقة، ويساعدون الآخرين دون تمييز، ملتزمين بروح الكشاف التي تقوم على الإخلاص والخدمة والعطاء، مقتدين بما علمنا إياه اللورد بادن بأول".

أضاف: "إننا نسعى إلى مواكبة التطوّر والانفتاح على الثقافة والمعرفة، مع تعزيز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات، والحفاظ على البيئة وحب الطبيعة. كما نحرص على التحلي بالمسؤولية والتنظيم والإيجابية، والتعاون مع جميع الجهات لخدمة المجتمع، إلى جانب تفهّم الآخرين وتقبّلهم والانفتاح على التنوّع والاختلاف".

وختم: "بمناسبة عيد بادن باول، أتوجّه إليكم جميعاً بأطيب التهاني، متمنياً لكم حياة كشفية سعيدة مليئة بالتطوّر والنجاح، لنواصل معاً مسيرتنا في نشر القيم الكشفية وترسيخها، ونكون دائماً في طليعة التغيير الإيجابي".

إن تكريم ذكرى اللورد بادن باول لا يقتصر فقط على الاحتفال بشخصه، بل هو تأكيد لأهمية المبادئ التي أسّسها، والتي لا تزال تؤثر في حياة الملايين حول العالم، وتسهم في إعداد شباب قادر على تحمّل المسؤولية وبناء مجتمعات أفضل.

 


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

النهار تتحقق 11/15/2025 9:19:00 AM
"تقول السلطات إن الأمر كله مرتبط برجل واحد متهم...". ماذا عرفنا عن هذا الموضوع؟  
مجتمع 11/13/2025 4:43:00 PM
أكّد المدير العام للطيران المدني المهندس أمين جابر أنّ التحويل في مسار الرحلات جاء نتيجة الأحوال الجوية القاسية في الشمال.