تحقيقات 16-09-2025 | 09:23

وجوه مشرعة بالجروح... الذكرى الأولى لتفجير البيجر: ألم وصبر وزواج وأحلام تنتظر (فيديو)

زينب، روان، حسن... شهادات في الشجاعة والصلابة رغم الآلام والخسارات الكبيرة. في الذكرى الأولى لتفجير "البيجر"، يروون لـ"النهار" فصولاً جديدة في حياتهم.   
وجوه مشرعة بالجروح... الذكرى الأولى لتفجير البيجر: ألم وصبر وزواج وأحلام تنتظر (فيديو)
جريح في انفجار البيجر خلال متابعة علاجه (صورة من القسم الاعلامي الخاص بجرحى البيجر).
Smaller Bigger

بابتسامة لا تفارق وجهها، وندوب اتخذت مساحة من وجهها الجميل، تدخل زينب مستراح، ابنة السابعة والعشرين، برفقة والدتها التي تمسك بيدها، إلى غرفة صغيرة في مبنى مخصص لجرحى البيجر.

 

قبل التفجير، كانت زينب تخطو نحو حياتها الزوجية مع خطيبها أحمد، تبني أحلامها وبيتها حجراً فوق حجر. لكن في 17 أيلولسبتمبر 2024، بدّد تفجير إسرائيل أجهزة "البيجر" أحلامها وأحلام آلاف غيرها، وخلّف 12 قتيلاً وأكثر من 3000 جريح. لحظة واحدة قلبت حياتها وحياة كثيرين رأساً على عقب.

 

انطفأت العين

كانت زينب ترى العالم بعين المهندس، كما كتبت على صفحتها على فايسبوك، ترسم الغد بخطوط الطموح. ثم جاءت الحرب، على قولها، و"أطفأت أضواء كثيرة، ومن بينها بصري، وأصابتني في عينيّ، في نافذتي على هذا العالم".

 

كانت زينب في منزلها تعمل على حاسوبها عندما انفجر البيجر. لم تفقد وعيها وبقيت مدركة لكل شيء يحصل حولها، إلى حين وصولها إلى المستشفى. لم تكن تعي حجم الكارثة التي ألمّت بعدد كبير من المدنيين.

 

 

 

تروي لـ"النهار": "لوهلة ظننتُ أن المشكلة كانت في الجهاز الموجود في منزلنا، لأدرك بعدها أن إسرائيل فخخت آلاف الأجهزة"، مشيرةً إلى "أنني كنتُ أسمعهم في المستشفى يقولون إنني الفتاة الوحيدة من بين عشرات الشباب".

 

زينب مستراح
زينب مستراح

 

بعد مرور خمسة أيام، بدأ يتكشف وجود إصابات نسائية أخرى مثل زينب، إلى جانب حالات أخرى لأطفال وشباب. وكان على زينب أن تواجه الحقيقة القاسية. "علمت أنني خسرت عيني اليسرى التي استُؤصلت، ولم أرَ شيئاً طوال أسبوعين، قبل أن أستعيد نحو 10% فقط من بصري في العين اليمنى. كذلك خسرت ثلاثة أصابع من يدي اليمنى"، على ما تقول.

 

خضعت زينب حتى اليوم لـ14 جراحة، ولايزال ينتظرها نحو ثمان أخرى، وفق ما يؤكد الأطباء. سافرت إلى إيران لتلقي العلاج، وهناك تابعت رحلة طويلة من الألم والأمل.

 

 

 

في مستشفى "محب كوثر" بطهران، كتبت على صفحتها في فايسبوك تستذكر تجربتها مع جريحة أخرى لم ترها لكنها شعرت بها وبوجعها المشابه: "يا نرجس... سيأتي الغد. سيعود كل هذا مجرد ذكرى. سنرجع إلى بيوتنا، نروي هذه الحكايات، نضحك من بكائنا، ونحكي عن ألمٍ مرّ لكنه شكّلنا".

 

 

زينب مستراح خلال المقابلة مع
زينب مستراح خلال المقابلة مع

 

 

زينب عروس... وحلم جديد في الأفق

منذ أسبوعين فقط، دخلت زينب القفص الذهبي بعد ثماني سنوات من الحب مع شريك حياتها محمد. تحولت من مخطوبة ومنظمة حفلات قبل تفجير "البيجر" إلى عروس تواجه واقعاً جديداً، بإرادة أقوى.

 

إصابتها غيّرت مسار حياتها اليومية والمهنية، لكنها لم تفكر يوماً في مطالبة محمد بالرحيل. وكما تعترف: "كنت على ثقة بأنه لن يتركني، لكن أهلي صارحوه وقالوا له: لك الحرية كاملة في الانسحاب بعدما تبين أنني لن أرى سوى 10% بعيني اليمنى، وفقدت ثلاثة أصابع من يدي، لكنه رفض رفضاً قاطعاً".

 

لكن كما تقول زينب بابتسامة لا تخفي سعادتها: "انتصر الحب على كل شيء". كان عليها ومحمد أن يبحثا معاً عن حلول وبدائل لحياة جديدة فرضتها الإصابة. لذلك اختارا أن يقيما في منزل عائلة زينب، حيث تبقى والدتها إلى جانبها تساعدها في تفاصيل يومياتها وترافقها في رحلتها الجديدة إلى الجامعة، بعدما قررت العودة إلى مقاعد الدراسة لاختيار اختصاص يتلاءم مع واقعها.

 

لم تحسم خيارها بعد، لكنها تدرك أن شهادتها السابقة في العلاقات العامة والتسويق لم تعد صالحة لظروفها الحالية، وعليها البحث عن مجال آخر أكثر ملاءمة. تقول ضاحكة: "كنتُ أفكر في العلوم السياسية منذ زمن، لكن عائلتي لم تشجعني. "سياسة ولبنان وعباءة صعبة شوي". ولكن اليوم لدي الكثير مما أريد أن أقوله وأتحدث به".

 

 

زينب خلال رحلة علاجها
زينب خلال رحلة علاجها

 

رغم كل الخسارات والندوب التي رسمت معالمها على جسد زينب ووجهها، تجدها متمسكة بالأمل والصبر والأحلام الجديدة. تعترف بأن "لا مجال للاستسلام، ولن تتوقف حياتنا كما أرادت إسرائيل، ولن تشل 4000 شخص وتجعلهم عبئاً على الحزب كما أكدت بعد حادثة تفجير البيجر".

 

وتصرّ زينب على المضي قدماً، تبحث عما يمكنها القيام به، تُغير خططها وتحلم من جديد. تشير الى أنها قالت لوالدتها بشأن إصابتها: "سأزرع عيناً اصطناعية وعمليات التجميل ستخفي الندوب، وبتر أصابعي سيذكرني دائماً بأن أبقى قوية وألا أضعف مهما حصل".  

 

2800 جريح في نصف ساعة

كان حجم الضربة هائلاً، إذ استقبلت المستشفيات في أقل من نصف ساعة نحو 2800 جريح، غالبيتهم إصاباتهم بالغة في العيون والوجه واليدين، وسط غموض حول طبيعة الضربة في لحظاتها الأولى. ولايزال الجرحى حتى اليوم يخضعون لجراحات تجميلية متواصلة للتخفيف من قسوة الندوب والتشوّهات واستعادة بعض الحركة في أطرافهم.

 

تتكفل وزارتا الصحة العامة والشؤون الاجتماعية، إلى جانب "مؤسسة جرحى البيجر" و"حزب الله" والمتبرعين، أكلاف العلاج حتى الآن.

 

وقد أثارت هذه المجزرة موجة استنكار واسعة، إذ اعتبر خبراء أمميون أنّ مثل هذه الهجمات يرقى إلى "جرائم حرب"، تشمل القتل واستهداف المدنيين وشن هجمات عشوائية، فضلاً عن انتهاك الحق في الحياة.

 

وأوضحوا أنّ القانون الإنساني الدولي يحظر استخدام الأفخاخ المتفجّرة على شكل أشياء محمولة غير ضارّة، بعدما تبيّن أنّها صُمّمت وصُنعت خصيصاً لإيقاع أكبر قدر من الضحايا.

 

حشد من الناس أمام الجامعة الأميركية في بيروت (17 ايلول 2024- نبيل اسماعيل- النهار)
حشد من الناس أمام الجامعة الأميركية في بيروت (17 ايلول 2024- نبيل اسماعيل- النهار)

 

حالات قلبت المقاييس

وشهد مركز العيون في المتحف، المتخصّص بجراحات الحالات المعقّدة، تدفّقاً غير مسبوق لجرحى انفجار البيجر. مشاهد صادمة اصطفت أمام الأطباء: عيون مفقودة ووجوه مشرّعة بالجروح. وكان على النائب الدكتور الياس جرادي، الاختصاصي بتصحيح عيوب الإبصار وجراحة القرنية، أن يعمل أيّاماً متواصلة بلا توقف، محاولاً إنقاذ ما تبقّى من نظر وحياة.

 

يستعيد جرادي تلك الساعات قائلاً لـ"النهار": "كنا في وضع كارثي والبلد تحت الحصار. لم نتخيّل يوماً أن نواجه هذا العدد من الجرحى دفعة واحدة. كانوا يتدفقون بالعشرات، معظمهم مبتور الأطراف بإصابات بالغة في العيون والوجه. عملنا تحت ضغط يفوق الطاقة، بلا نوم ولا توقف، حتى وصلنا إلى لحظة شعرنا فيها أننا لم نعد قادرين على الاستمرار. ما رأيناه كان إجراماً يفوق الوصف".

 

 

 

لم يكن الضغط الهائل وحده ما يرهق الفريق الطبي فحسب، إنما أيضاً انقطاع القرنيات التي كانوا بأمسّ الحاجة إليها لإجراء الجراحات. ورغم ذلك، يشير الدكتور جرادي إلى "أننا نجحنا في بعض الحالات في إنقاذ البصر كلياً في عين واحدة، وفي حالات أخرى أنقذنا جزءاً من النظر. يمكن القول إننا استطعنا أن نُحدث فرقاً رغم كل شيء".

 

 

 

روان الصلبة... رغم الخسارات

لم تكن روان الموسوي تتوقع أن صوت الجهاز الذي انفجر في غرفة الجلوس سيكون اللحظة التي تغيّر حياتها إلى الأبد الثلاثاء 17 أيلول 2024. كانت تحضر الطعام لطفيلها- رضيع لم يتجاوز عاماً وابنتها ذات الأربع سنوات- عندما ذهبت لإطفاء الصوت العالي الصادر من الجهاز لتسقط فجأة على الأرض، والدم يسيل على وجهها.

 

وتروي روان لـ"النهار": "كنت أفقد وعيي، أزحف وأتمسك بأي شيء لأصل إلى طفلي وآثار الدماء بقيت على كل ما لمسته في منزلي… دخلت في غيبوبة واستيقظت بعد خمسة أيام".

 

صورة لروان الموسوي قبل تفجير البيجر (في الدائرة الصغيرة) وبعده
صورة لروان الموسوي قبل تفجير البيجر (في الدائرة الصغيرة) وبعده

 

كانت ابنتها الصغيرة شاهدة على كل شيء، وجروح والدتها العميقة حفرت في ذاكرتها بشكل لا يُمحى. "شاهدتني مغطاة بالدم، بلا وجه، بلا حركة. كانت المشاهد قاسية عليها، وعملنا معها كثيراً لتتخطى هذا الألم… لقد ظنت أنني قد متّ".


كانت روان موسوي من أوائل الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى، وللوهلة الأولى ظنّت عائلة زوجها والمسعفون أنّ الانفجار ناجم عن تسرب غاز في المنزل، قبل أن تتضح حقيقة تفجير البيجر. لم يستوعب أحد فوراً ما هو هذا الشيء الذي انفجر بالقرب منها.

 

وعند استيقاظها من الغيبوبة، أدركت روان حجم خسائرها: فقدت بصرها في كلتي العينين، وبُترت يدها اليسرى بالكامل، وفقدت أصبعين من يدها اليمنى. أصعب ما في الوضع بالنسبة إليها كان الانفصال القسري عن طفليها بسبب الإصابات العميقة والجراحات المستمرة، والتي تجاوز عددها حتى اليوم 19 عملية، وما زالت تنتظر مزيداً من الجراحات لتحسين وضعها الصحي.

 

روان الموسوي مع طفليها
روان الموسوي مع طفليها

 

تعترف روان صراحة بالخسائر الكبيرة التي واجهتها. "فقدت بصري وبترت يدي، ولدي إصابات في مختلف أنحاء جسدي. كذلك خسرت منزلي الذي دمّر في الحرب. ولكن لا شيء سيكسر إرادتنا أو يجعلنا نستسلم. والله سينتقم من أميركا وإسرائيل، وستكون نهايتهما قريبة".

يصعب على روان موسوي الرد على أسئلة طفلها الصغير البالغ من العمر سنتين، والذي يسألها دائماً: "وين إيدك ماما؟ هيي مكسورة؟ هيي ضاعت؟ هيي عند الحكيم؟".

 

لكن بعد زرع عين اصطناعية مكان عينيها المستأصلتين، عادت البسمة إلى وجه طفليها، كما تقول. "فرحة أولادي كبيرة لأنهم ينظرون إليّ اليوم، ولدي عيون في وجهي".

تفاصيل الحياة اليومية أصبحت جزءاً من رحلة التكيف، وتروي روان لحظات تربيتها لطفليها:  "يقولان لي: ماما دسي مش ماما شوفي، حتى أعرف لوين بدهم ياني روح أو أفهم شو عم بيقولولي". وتضيف، مشيرة إلى أصابعها الثلاثة المتبقية: "هي عيني وكل ما أملك لأشعر بالحياة التي تحيط بي".

 

حسن لن يتوقف عن المثابرة والحلم

كان حسن نصر الدين، البالغ من العمر ثلاثين عاماً، يعمل في مستشفى الرسول الأعظم عندما انفجر جهاز البيجر أمامه. سقط في غيبوبة امتدت أسبوعين، معلّقاً بين الحياة والموت، قبل أن تُكتب له النجاة ويستيقظ من جديد.

 

خضع حسن حتى اليوم لخمس جراحات (ما يتذكره هو)، ويحتاج إلى حوالى أربع إضافية لتحسين معالم وجهه وعينه. يروي حسن لـ"النهار" كيف كان يتحدث مع زوجته على الهاتف قبل انقطاع التواصل، فظنت في البداية أنه انشغل بعمله، لتصدم بعد ذلك بخبر التفجير الذي هزّ لبنان وليبدأ البحث عن مصيره. يقول: "شعرت زوجتي أنني من الشباب الجرحى المصابين، وبعدها بساعات وصلهم الخبر".

 

بدأ الفريق الطبي تدريجاً بإعداد حسن ليواجه حقيقة إصاباته. اليوم، فقد عينه اليسرى وجزءاً من بصره في اليمنى. كما فقد بعض أصابع يده، وترك الانفجار ندوباً على وجهه. كانت حالته حرجة، لكنه تجاوز الخطر وعاد ليواصل حياته العملية كمهندس تقني في المستشفى.

 

حسن نصر الدين خلال المقابلة معه
حسن نصر الدين خلال المقابلة معه

 

يؤكد حسن "أننا لن ندع العدو ينال من عزيمتنا. الإصابة زادتني إصراراً على استكمال دراستي والحصول على دكتوراه في اختصاصي. لن أتوقف عن الحلم والمثابرة، بل سنزداد قوة في الصمود والعيش".

 

ما كان يؤلمه أكثر من جروحه الجسدية هو مواجهة ابنه البالغ 8 سنوات. بقي حسن يتجنب رؤيته شهراً ونصف شهر خوفاً من رد فعل الطفل، إلى أن حان اللقاء. ويستذكر ذلك النهار قائلا: "كنت أتواصل معه يومياً عبر الهاتف من دون أن يراني، حتى اتصل بي عبر الفيديو وطلب مني أن أتحدث إليه. شعرت بالخوف وأقفلت المكالمة، لكنه قال لي: لقد أخبرتني أمي وأريد أن أراك".

 

يتذكر تلك اللحظات جيداً، وهي محفورة في ذاكرته حتى اليوم. يقول: "قال لي ابني: لماذا تبكي؟ أنا سعيد لأنني رأيتك بخير وأريد أن أذهب إليك". لقد تقبل الطفل مظهر والده من دون خوف، وساعدت والدته في إيصال الحقيقة إليه تدريجاً، ما سهّل تأقلمه مع التغييرات الكبيرة التي طرأت على حياتهم.

 

ويضيف حسن: "تقبل ابني ولهفته وشوقه زادتني قوة وعزيمة. لا شيء سيقف عائقاً أمام متابعة حياتنا. لن نيأس ولن نستسلم، وسنواصل الحلم حتى النهاية".

 

جراحات مليئة بالمفاجأت

في مقلب آخر، يشرح الاختصاصي في تصحيح عيوب الإبصار وجراحة القرنية الياس جرادي أن جراحة العين عالم مليء بالمفاجآت. فهي من أدق الجراحات وأكثرها تعقيداً، إذ ترتبط أساساً بردّ فعل الجسم والجهاز المناعي على العملية، وبمسار الشفاء الذي قد يطول ويحتاج إلى تدخلات متكررة. ويشرح أن "العمليات الكبيرة للعين لا تنتهي بجراحة واحدة، بل تحتاج إلى سلسلة طويلة من التدخلات المتواصلة".

 

لكن العين، كما يوضح، لها قدرة محدودة على التحمّل. "في حالة بعض المرضى نستطيع إجراء ما يصل إلى سبع عمليات لهم، بينما نتوقف في حالة آخرين عند العملية الثالثة أو الرابعة خشية إحداث ضمور أو تلف. لذلك علينا كأطباء أن نوازن دائماً بين إصرارنا على إنقاذ النظر وبين قدرة العين نفسها على الاحتمال".


داخل العيادة "قوة تفوق الوصف"

تقول شابة تعمل في إحدى العيادات التجميلية إن أصعب ما واجهته مع جرحى البيجر هو أولئك الذين فقدوا بصرهم، غير مدركين حجم التشوهات التي تركتها الانفجارات على وجوههم، أو الندوب التي حفرت ملامحهم بقسوة. وتصف المشهد بمرارة: "حالات تعجز القلوب عن احتمالها، وما يزيد الألم أنّ دموعنا كانت محبوسة لأنهم لا يعرفون الحقيقة كاملة".

 

تعترف هذه الشابة بأنها لم تستطع التعامل مع أي حالة من حالات جرحى البيجر. "كانت جروحهم عميقة، قاسية إلى حدّ يفوق طاقة البشر على الاحتمال، والبنج الموضعي لا يخفف شيئاً من ثقل الألم. ومع ذلك، وجدت في صمتهم وابتساماتهم المرسومة على وجوههم، رغم فقدانهم الكامل للبصر، قوة تفوق الوصف وإصراراً على متابعة العلاج مهما كان الوجع".

 

خلال عملها في العيادة التجميلية، رأت الكثير من الحالات الصعبة، لكنها تعترف بأن صور جرحى انفجار المرفأ لم تبرأ بعد من ذاكرتها، حتى جاء انفجار البيجر ليشكّل صدمة أخرى لا تقل قسوة. وتروي  بصوت يختنق: "أقف أمام مبتوري الأطراف وفاقدي البصر، فأشعر بأن وجعي لا يُقاس أمام وجعهم. تجد نفسك عاجزاً بينما تجدهم أقوى منك، صابرين بإصرار جميل".

 

قد تختصر كلماتها الأخيرة رحلة وجع لم تنتهِ بعد، حين تقول "كنت شاهدة على أبشع مجزرة ارتكبتها إسرائيل بحق أكثر من 3000 جريح وأقذرها".

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/15/2025 8:43:00 PM
 خلف الحبتور: في موقف يعكس غطرسة لا حدود لها، يخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليأمر سكان غزة بإخلاء مدينتهم، وكأنها ملك له يوزع أهلها كما يشاء
المشرق-العربي 9/12/2025 12:25:00 PM
إقفال منتجع "إكس بيتش" في منطقة وادي قنديل في محافظة اللاذقية.
شمال إفريقيا 9/15/2025 11:56:00 AM
محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
لبنان 9/14/2025 2:53:00 PM
 تغيير مسار طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة من بيروت إلى مطار هيثرو في لندن بسبب عارض صحي أصاب أحد الأطفال