دوليات 02-10-2025 | 18:44

كيف غيّرت مواقع التواصل موقف الأميركيين من حرب غزة؟

بحسب الاستطلاع، فإن 34% من الأميركيين اليوم يعبّرون عن تعاطف أكبر مع الإسرائيليين مقابل 35% مع الفلسطينيين، فيما قال 31% إنهم غير متأكدين أو يتعاطفون مع الطرفين بالتساوي.
كيف غيّرت مواقع التواصل موقف الأميركيين من حرب غزة؟
صورة مركبة لنتنياهو وهاتف ذكي يظهر صفحة تيك توك. (مواقع تواصل)
Smaller Bigger

غزت صور الفلسطينيين في غزة وهم يفرّون من الغارات الجوية الإسرائيلية، ويبحثون في رماد المباني المنهارة عن أحبّائهم، ويمسحون أنقاض مدنهم، منصّات التواصل الاجتماعي لدى الأميركيين على مدى ما يقارب العامين.

 

 

وسلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على القضية، معتبرة أن هذا التحوّل في المحتوى الرقمي تزامن مع تغيّر في مواقف الأميركيين تجاه إسرائيل. ففي استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وجامعة "سينا" هذا الأسبوع، وقف الأميركيون للمرة الأولى منذ عام 1998 إلى جانب الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين.

 

 

وأرجع الاستطلاع هذا التراجع في التأييد إلى هبوط حاد في دعم الناخبين الديموقراطيين لإسرائيل، فيما واصل معظم الجمهوريين دعمها وإن بدرجة أقل.

 

وبحسب الاستطلاع، فإن 34% من الأميركيين اليوم يعبّرون عن تعاطف أكبر مع الإسرائيليين مقابل 35% مع الفلسطينيين، فيما قال 31% إنهم غير متأكدين أو يتعاطفون مع الطرفين بالتساوي.

 

 

وأظهر الاستطلاع أن غالبية الناخبين الأميركيين باتوا يعارضون إرسال مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية لإسرائيل، في انعطافة كبرى منذ هجمات 7 تشرين الأول. ومن بين الناخبين دون سن الثلاثين، عارض نحو سبعة من كل عشرة هذه المساعدات بغضّ النظر عن انتمائهم الحزبي.

 

 

ويقول خبراء الإنترنت إن عوامل عدة أسهمت في هذا التحوّل، لكن وسائل التواصل أدّت دوراً محورياً، إذ أصبحت الحرب بين إسرائيل وغزة تُناقش على نطاق واسع في المجتمعات الرقمية.

 

 

وقال إيمرسون بروكينغ، مدير الاستراتيجية في "مختبر الأبحاث الجنائية الرقمية" التابع للمجلس الأطلسي: "الموقف العلني لإسرائيل، كدولة أُجبرت على خوض حرب دفاعية وتبذل كل جهد لتقليل الخسائر المدنية، يتآكل يومياً مع ظهور المزيد من الأدلة المصوّرة على الإنترنت".

 

يستخدم الإسرائيليون والفلسطينيون وسائل المنصات الرقمية كساحة معركة على الرأي العام، وازداد ذلك كثيراً بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

على الإنترنت، أطلقت إسرائيل حملات استهدفت التأثير في المشرعين الأميركيين السود والديموقراطيين باستخدام حسابات وهمية للترويج لخطاب مؤيد لها. وفي المقابل، نشر مقاتلو "حماس" مقاطع من هجمات 7 تشرين الأول، واستولوا على حسابات بعض الأسرى الإسرائيليين على وسائل التواصل لبث الرعب.

في الأشهر الأولى بعد الهجمات، أظهرت استطلاعات النيويورك تايمز أن الرأي العام الأميركي كان ميّالاً لإسرائيل: 47% مع الإسرائيليين مقابل 20% مع الفلسطينيين.

لكن منذ ذلك الحين، لجأ العديد من الفلسطينيين إلى "إنستغرام" و"تيك توك" لرواية قصصهم عن الحرب، فيما نشر مصوّرون صحافيون في غزة صوراً ومقاطع عن آثار الغارات الإسرائيلية.

 

غير أن توثيق هذه الشهادات المباشرة أصبح أصعب مع مقتل عشرات الصحافيين وتشريد الكثير من الفلسطينيين. ومع ذلك، ما زالت شبكة من المصورين تنشر يومياً محتوى على حساباتهم. من بينهم وسام نصّار، مصوّر من غزة، ومعتز عزايزة الذي غادر القطاع العام الماضي لكنه يواصل نشر صور من أقاربه وأصدقائه. لكل منهما جمهور ضخم على "إنستغرام".

أما "إنستغرام" و"تيك توك" فهما الأكثر شعبية بين الشباب الأميركيين، الذين كانوا الأشد رفضاً لتقديم مساعدات اقتصادية أو عسكرية إضافية لإسرائيل، بحسب استطلاع النيويورك تايمز وجامعة "سينا". بعض المشرعين الإسرائيليين والأميركيين اتهموا "تيك توك" بالترويج المتعمد لمحتوى مؤيد للفلسطينيين، لكن الشركة نفت ذلك مؤكدة التزامها الحياد ومحاربة المحتوى المعادي للسامية.

في المقابل، لم تنجح جهود إسرائيل في مخاطبة الجماهير الرقمية، بحسب بروكينغ من المجلس الأطلسي، الذي رأى أن الحكومة الإسرائيلية "تخلّت تقريباً عن الإقناع" وفضّلت استهداف أبراج الاتصالات والإنترنت في غزة لإسكات الرواية الفلسطينية.

وتقول إيمي سبايتلنيك، المديرة التنفيذية لـ"المجلس اليهودي للشؤون العامة": "هناك ارتباط مباشر بين صعود الاستقطاب في قضايا مثل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وبين الطريقة التي تُعاد بها تغذية التفكير الصفري ونظريات المؤامرة عبر وسائل التواصل".

 

 

 

الأسبوع الماضي، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قوة وسائل التواصل في الحرب. ففي لقاء مع مؤثرين أميركيين في القنصلية الإسرائيلية العامة في نيويورك، وصف المنصات الرقمية بأنها "السلاح الأهم" لإسرائيل من أجل "تأمين قاعدة الدعم في الولايات المتحدة".

 

واتهم نتنياهو منظمات غير حكومية وجهات أخرى بنشر رسائل "معادية لإسرائيل ومعادية للسامية" وسط الأميركيين عبر هذه المنصات. وأضاف أن "تيك توك" هو الأداة الأكثر تأثيراً، يليه "إكس".

 


الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان