الولايات المتحدة تستعد لتوسيع حملتها ضدّ فنزويلا... ماذا يريد ترامب من مادورو؟

فتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربه ضد خطوط تجارة المخدرات المنطلقة من فنزويلا. شن خلال شهر أيلول/ سبتمبر ضربات ضد قوارب حملت كميات من الكوكايين، قيل إنها تابعة لعصابات مرتبطة بفنزويلا وإيران ومعهما "حزب الله". ووفق المعطيات، فإن الضربات ليست سوى جولة ضمن معركة قد تكون طويلة مع توافر معلومات تفيد بأن العمليات ستستمر.

شبكة "إن بي سي نيوز" نقلت عن مسؤولين أميركيين، اثنان منهم مطلعان على التخطيط وآخران على المناقشات، معلومات مفادها أن مسؤولين عسكريين يعدون خياراتٍ لاستهداف مهربي المخدرات داخل فنزويلا. ومن المُحتمل أن تبدأ الضربات داخل حدود البلاد في غضون أسابيع قليلة. لكن ترامب لم يوافق عليها بعد.

وأضافت المصادر الأربعة أنّ الخطط التي تُناقش تُركّز أساساً على ضرباتٍ بطائراتٍ مُسيّرة ضدّ أعضاء جماعات تهريب المخدرات وقياداتها، بالإضافة إلى استهداف معامل المخدرات. وكانت الولايات المتحدة قد استهدفت قوارب فنزويلية سابقاً قيل إنها كانت تحمل المخدرات، وقتلت عدداً من المهربين.

الاستعدادات العسكرية في بحر الكاريبي لعمليات محتملة ضد فنزويلا بدأت ترصد. إذ نشرت الولايات المتحدة مؤخراً ما لا يقل عن ثماني سفن تضم أكثر من 4000 جندي في مياه المنطقة، وأرسلت طائرات مقاتلة من طراز إف-35 إلى بورتوريكو، وفقاً للجيش الأميركي. وفي هذا السياق، قال مصدر مطلع: "لا يُمكن نقل هذا الكم الهائل من الموارد إلى هناك من دون دراسة جميع الخيارات".

صورة كبيرة لمادورو (أ ف ب).

لا يستبعد المحللون اتجاه ترامب إلى تنفيذ ضربات في فنزويلا، كونه قام بما هو أخطر من ذلك: "ضرب إيران". لكن ذلك قد يترك تبعاته على سوق النفط العالمي. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية السابقة كانت قد خفّفت من قيود تجارة النفط الفنزويلي بعد الحرب الروسية – الأوكرانية لتعويض النقص الذي طرأ مع فرض العقوبات على روسيا.

حرب ضد فنزويلا وإيران

تقول بعض التقارير إن حرب ترامب موجّهة ضد فنزويلا وقيادتها وتعاملها مع إيران، تحت غطاء "حرب المخدرات". فقد نقل تقرير لصحيفة "تايم" البريطانية عن خبراء قولهم إن فنزويلا تلعب دوراً "ثانوياً" في هذه التجارة، وليست الطريق المفضّل للتجار نحو الولايات المتحدة. ووفق التقرير نفسه، فإن العصابات الكولومبية نشطة أكثر على هذا الخط. 

في هذا السياق، أشار تقرير صادر عن إدارة مكافحة المخدرات الأميركية عام 2024 إلى أن نحو 90 في المئة من الكوكايين الذي يصل إلى الولايات المتحدة يأتي من كولومبيا والمكسيك. وبالتالي، تعزّز هذه الأرقام فرضية شن ترامب حرباً ضد فنزويلا ونظامها وإيران وتمويل "حزب الله"، وليس تجارة المخدرات بعينها.

ماذا يريد ترامب من مادورو؟

ثمّة جملة من القضايا المشتركة بين ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو. فخلال الأشهر الثمانية الأولى من ولايته الثانية، أرسل ترامب ريتشارد غرينيل، مبعوثه الخاص، إلى كاراكاس للتحدث مع مادورو بشأن كل الملفات، بدءاً من الطاقة وخطط ترحيل المهاجرين الفنزويليين وصولاً إلى وضع الأميركيين المحتجزين في فنزويلا. 

أسفرت تلك الاجتماعات عن اختراقات، وتم تبادل عدد من المحتجزين. لكن، بحسب "تايم"، ليس لدى مادورو "سبب وجيه" لمواصلة التعاون مع ترامب إذا كان يعتقد أن واشنطن "مهووسة بإطاحة نظامه"، كما حصل مع مانويل نورييغا، الرئيس البنمي الذي اعتقلته الولايات المتحدة أثناء غزوها عام 1989 وحُكم عليه بالسجن 40 عاماً بتهمة الإتجار بالمخدرات وتهم أخرى.

تقول التقارير إن ترامب يريد من فنزويلا قضايا مرتبطة بالنفط والمهاجرين والمحتجزين، وحملته العسكرية قد تكون أداة ضغط على مادورو، لكن الأكيد أنها تصيب إيران، كون الكثير من التقارير تتحدّث عن علاقتها بأدوار شبكات التهريب، ومن المتوقع أن تفشل الحرب بوقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، والتجارب تشهد.