أطفال لا يمكن التعرف عليهم في غزة... و"اختفاء قسري" للمساعدات!
حذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي (فاو) سيندي ماكين الخميس بعد زيارة لغزة بأن القطاع الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة المجاعة، وصل إلى "حافة الانهيار الكامل"، داعية إلى معاودة تفعيل شبكة البرنامج لتوزيع المواد الغذائية بصورة عاجلة لمنع اتساع انتشار المجاعة.

وقالت ماكين في بيان "التقيت أطفالاً يتضورون جوعاً يتلقون علاجات لسوء التغذية الخطير، ورأيت صوراً لهم حين كانوا بصحة جيدة. لا يمكن التعرف عليهم".
في غضون ذلك، عبر خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة الخميس عن قلقهم إزاء تقارير عن حالات "اختفاء قسري" ضحيتها فلسطينيون جوعى كانوا يحاولون الحصول على الطعام في مواقع توزيع تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وطالبوا إسرائيل بوضع حد لهذه "الجريمة البشعة".
وأفاد الخبراء المستقلون السبعة في بيان مشترك أنهم تلقوا تقارير تفيد بأن عددا من الأفراد، بينهم طفل، كانوا ضحية "الاختفاء القسري" بعد توجههم إلى مواقع لتوزيع المساعدات في رفح.
وأضافوا أن الجيش الإسرائيلي، بحسب التقارير، "متورط بشكل مباشر في حالات الاختفاء القسري لأشخاص كانوا يسعون للحصول على المساعدة".
بدورها، أكدت مؤسسة غزة الإنسانية الخميس أن "لا دليل على حالات اختفاء قسري" في مواقع توزيع المساعدات التابعة لها في القطاع المدمر والمحاصر، ردا على تصريحات خبراء من الأمم المتحدة حول ذلك.
وقالت المؤسسة في بيان "نحن نعمل في منطقة حرب، حيث تُوجه اتهامات خطيرة إلى جميع الأطراف التي تعمل خارج موقعنا. لكن داخل منشآت مؤسسة غزة الإنسانية، لا يوجد أي دليل على وقوع حالات اختفاء قسري".
رسالة من مئات الموظفين في مكتب مفوض الأمم المتحدة
وجاء في رسالة اطلعت عليها "رويترز" أن مئات الموظفين في مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك طلبوا منه وصف حرب غزة صراحة بأنها إبادة جماعية تحدث حالياً.
وأظهرت الرسالة، التي وُجهت أمس الأربعاء، أن الموظفين يعتبرون أن المعايير القانونية من أجل وصف ما يحدث بأنه إبادة جماعية قد تحققت في حرب غزة المستمرة منذ قرابة عامين، وأشاروا إلى حجم ونطاق وطبيعة الانتهاكات الموثقة هناك.

وكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته عند أطراف مدينة غزة التي يسعى لإخلائها من سكانها في الوقت الذي طالبت فيه الدولة العبرية بسحب تقرير للخبراء حول المجاعة في القطاع.
وقال الجيش إن إخلاء المدينة، وهي الأكبر في القطاع، أمر "لا مفر منه"، بعدما أقرت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من آب/أغسطس خطة للسيطرة عليها.
وطالبت إسرائيل الأربعاء بسحب تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة والذي أعلنت المنظمة الدولية على إثره حالة المجاعة في غزة نهاية الأسبوع الماضي.

وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية عيدن بار طال خلال مؤتمر صحافي "تطالب إسرائيل من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأن يسحب تقريره الملفق على الفور وأن ينشر بيانا حول ذلك".
والجمعة، أعلنت الأمم المتحدة المجاعة رسمياً في غزة وقالت إن 500 ألف شخص يعانون من الجوع الذي بلغ مستوى كارثياً.
نبض