هجوم روسي واسع... قصف على كييف يقتل مدنيّين ويستهدف منشآت ديبلوماسيّة

أعلنت روسيا، الخميس، أنها نفذت ضربة عسكرية واسعة النطاق على أهداف في أوكرانيا، وذلك في هجوم أسفر عن مقتل 21 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال، في العاصمة كييف، وتسبب في أضرار بالغة بالمباني السكنية.
وعلى الرغم من تأكيد موسكو أن الهجوم استهدف "المجمع العسكري-الصناعي" في أوكرانيا، إلا أن الضربات طالت أيضاً مقر بعثة الاتحاد الأوروبي والمجلس الثقافي البريطاني، ما أثار إدانة دولية واسعة.
هذا التصعيد يأتي في ظل تعثر الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى تسوية سلمية، ما يثير تساؤلات حول إمكانية إنهاء الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربة استهدفت "مؤسسات للمجمع العسكري-الصناعي وقواعد جوية في أوكرانيا"، مؤكدة أنها حققت أهدافها.
وقتل 21 شخصاً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال في هجوم جوي روسي واسع على كييف ليل الأربعاء الخميس، بحسب السلطات الأوكرانية، بينما اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن موسكو تفضّل الصواريخ على التفاوض لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وأعلنت روسيا الخميس أنها لا تزال "مهتمة" بمباحثات السلام لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال لوكالة "فرانس برس" إن "القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها... تواصل ضرب الأهداف العسكرية" والمنشآت المرتبطة بها. أضاف "في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف هو تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والديبلوماسية".
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس بالقصف الروسي، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق النار، وفق ما صرح المتحدث باسمه في بيان.
وأورد البيان أن "الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهي غير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً".
أوروبا
وتضرر مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف جراء الهجوم، بحسب ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.
في السياق، استدعى الاتحاد الأوروبي سفير روسيا بعد تضرر مقر بعثته في الضربات على كييف.
وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الخميس استدعاء مبعوث موسكو بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء ضربات روسية على كييف ليل الأربعاء الخميس. وأفادت كالاس على منصة إكس بأنها تحدثت إلى أفراد البعثة، وأكدت أن "عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحنا القوة. يجب ألا تكون أي بعثة ديبلوماسية هدفاً". أضافت "رداً على ذلك، سنستدعي المبعوث الروسي في بروكسل".
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الضربات الروسية على كييف ليل الأربعاء الخميس، تظهر أن موسكو لن يثنيها شيء عن "ترهيب" أوكرانيا. وقالت فون دير لايين للصحافيين إن الهجوم "كان الأكثر حصداً للأرواح في العاصمة منذ تموز/يوليو... هو أيضاً اعتداء على بعثتنا"، مضيفة أنه "يظهر أن الكرملين لن يثنيه شيء عن ترهيب أوكرانيا والقتل الأعمى للمدنيين، الرجال، النساء والأطفال، وحتى استهداف الاتحاد الأوروبي".
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس بـ"الترهيب والهمجية" اللذين تمارسهما روسيا في حق أوكرانيا، وكتب على منصة إكس "629 صاروخاً وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية"، مندداً بـ"أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية مبالغ فيها".
بريطانيا
واتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"تخريب الآمال بتحقيق السلام" في أوكرانيا، وقال إن "بوتين يقتل الأطفال والمدنيين ويخرّب الآمال بتحقيق السلام. يجب أن يتوقف حمام الدم هذا"، مؤكداً أن الضربات التي أسفرت عن مقتل 14 شخصاً على الأقل بحسب السلطات الأوكرانية، أدت كذلك إلى "تضرر" مبنى المجلس الثقافي البريطاني في العاصمة.
ويأتي الهجوم، وهو من الأكبر منذ اندلاع الحرب مطلع عام 2022، في وقت تتعثر الجهود الديبلوماسية الأخيرة للتوصل إلى تسوية للحرب، خصوصاً عقب اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من آب/أغسطس الجاري.