قال البيت الأبيض اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة بإمكانها المساعدة في تنسيق الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وإن الرئيس دونالد ترامب وجّه فريقه للأمن القومي للتعاون مع أوروبا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت: "أكد الرئيس بشكل قاطع أن القوات الأميركية لن تتواجد على الأرض في أوكرانيا، لكننا قادرون بالتأكيد على المساعدة في التنسيق، وربما توفير ضمانات أمنية أخرى لحلفائنا الأوروبيين"، بينها تقديم الدعم الجوي.

 

وبحسب ما ذكرت صحيفة بوليتيكو نقلا عن مسؤول في إدارة ترامب ومصدر مقرب من الإدارة، فإن البيت الأبيض يتطلع إلى عقد اجتماع ثلاثي محتمل بين ترامب ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة المجرية بودابست.

وقالت بوليتيكو إن جهاز الخدمة السرية الأميركي يستعد لانعقاد القمة في الدولة الواقعة بوسط أوروبا، وتبدو العاصمة المجرية الخيار الأول للبيت الأبيض.

 

وقال البيت الأبيض إن الترتيبات جارية لعقد لقاء بين زيلينسكي وبوتين.

 

وفي وقت سابق اليوم، عبر ترامب عن أمله في أن يتصرف بوتين"بشكل إيجابي" ويمضي قدما باتجاه إنهاء الحرب مع أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن بوتين ربما لا يريد إبرام اتفاق.

وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه قناة فوكس نيوز: "لا أعتقد أن ذلك سيخلق مشكلة. لأكون صريحا معكم، أعتقد أن بوتين سئم من (الحرب)، أعتقد أنهم جميعا سئموا منها، لكن لا أحد يعلم ما قد يحدث".

وأضاف: "سنعرف ما الذي يريده الرئيس بوتين خلال الأسبوعين المقبلين... من المحتمل أنه لا يريد إبرام اتفاق".

وقال ترامب: "آمل أن يتصرف الرئيس بوتين بشكل إيجابي وإن لم يفعل فسيكون الوضع صعبا. وآمل أيضا أن يقوم الرئيس زيلينسكي بما يتعين عليه فعله. عليه أن يُبدي بعض المرونة أيضا".

وفيما يتعلق بالضمانات الأمنية التي تسعى إليها كييف وحلفاؤها ضمن أي تسوية للسلام، قال ترامب إن أوروبا مستعدة للالتزام بإرسال قوات بشكل ما، لكن الولايات المتحدة لن تفعل ذلك وإن كان بإمكانها تقديم مساعدات أخرى.

وأوضح: "ستكون هناك صيغة ما للضمان الأمني، لكن‭‭ ‬‬لا يمكن أن يكون ذلك عبر حلف شمال الأطلسي. إنهم‭‭ ‬‬(الأوروبيون) مستعدون لنشر قوات على الأرض، أما نحن فمستعدون لمساعدتهم بوسائل أخرى... ولا سيما من الجو".

 

 

ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيون (أ ف ب)

 

 

عقوبات أوروبية إضافية

ومن بين أبرز التطورات اليوم في الملف الروسي - الأوكراني، قالت الحكومة البريطانية إن زعماء أوروبيين يدرسون فرض عقوبات إضافية لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار حملة أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وذكرت الحكومة أن ما يسمى بتحالف الراغبين، الذي اجتمع عبر الإنترنت اليوم، اتفق على أن يجتمع مسؤولو فرق التخطيط التابعة له مع نظرائهم الأميركيين في الأيام المقبلة للمضي قدماً في خطط الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنهم سيبحثون أيضاً خططاً "للاستعداد لنشر قوة طمأنة حال انتهاء الأعمال القتالية".


وأضاف: "ناقش الزعماء أيضاً سبل ممارسة المزيد من الضغط، بما في ذلك من خلال العقوبات، على بوتين حتى يظهر استعداده لاتخاذ إجراءات جادة لإنهاء غزوه غير الشرعي".

وتفاءلت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون بعد أن أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الاثنين بأن واشنطن ستساعد في ضمان أمن كييف في أي اتفاق لإنهاء الحرب الروسية، رغم عدم توضيح نطاق هذه المساعدة.


من جهتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم إن التكتل سيواصل استهداف اقتصاد الحرب الروسي، وإن حزمة العقوبات المقبلة على موسكو ستكون جاهزة بحلول الشهر المقبل.

جاءت تصريحاتها عقب قمة عبر الإنترنت عقدها المجلس الأوروبي عن الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد يوم من قمة استثنائية لزعماء أوكرانيا وأوروبا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن.

وقالت في بيان: "الوحدة بين قادة الاتحاد الأوروبي في القمة التي عقدت اليوم عبر الإنترنت كانت ملموسة"، مشيرة إلى أنها أدرجت موضوعي أمن أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا على رأس جدول أعمال محادثات الأسبوع المقبل بين وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي.

كما قالت على منصة إكس: "لا يمكن الوثوق (بالرئيس الروسي فلاديمير) بوتين للوفاء بأي وعد أو التزام. لذلك، يجب أن تكون الضمانات الأمنية قوية وذات مصداقية كافية لردع روسيا عن إعادة تجميع صفوفها وشن هجمات جديدة".


إلى ذلك، قال مسؤول أميركي وآخر في حلف شمال الأطلسي اليوم الثلاثاء إن من المتوقع أن يجتمع قادة عسكريون في الحلف غدا الأربعاء لبحث الوضع في أوكرانيا.

وأضاف المسؤول الأميركي، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين من المتوقع أن ينضم للاجتماع عبر الإنترنت، لكن الخطط قد تتغير.

ولم ترد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حتى الآن على طلب للتعليق.

وعقد رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي ما وصفه المصدر بالحلف بأنه اجتماع دوري على مستوى قادة الدفاع.

وقال مسؤول آخر في الحلف إن القائد العسكري الكبير في حلف شمال الأطلسي أليكسوس غرينكويتش سيطلع قادة الدفاع على نتائج اجتماع ألاسكا الذي جرى بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي.


وفي وقت لاحق، أعلن الحلف أن رؤساء أركان دوله سيعقدون اجتماعا عبر الفيديو غدا للبحث في النزاع في أوكرانيا و"تقدم الجهود الدبلوماسية".


وقال الأميرال جوزيبي كافو دراغوني على منصة إكس: "غدا عبر تقنية الفيديو سأستضيف رؤساء أركان دول الحلف الـ32".