اتفاق ترامب وبوتين المحتمل... ما هي خيارات زيلينسكي؟

في خضم الحديث عن إمكانية إنهاء الحرب في أوكرانيا، يبرز سؤال حاسم حيال مستقبل الصراع: ماذا لو عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفاقاً شاملاً دون موافقة كييف أو مشاركتها؟
هذا السيناريو الذي يبدو محتملاً، يضع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام تحديات كبيرة. فخياراته ستكون محدودة ومحفوفة بالمخاطر، ويُطرح تساؤل عن كيفية استجابة أوكرانيا لأي اتفاق قد يفرض عليها، وعن خطوات وقرارات زيلينسكي المتوقعة.
مستقبل حرب أوكرانيا بيد واشنطن وموسكو؟
يرى رئيس تحرير "الجريدة الأوروبية" والمتخصص في الشؤون الدولية خالد زين الدين أن الرئيس الأوكراني "فقد القدرة على تحديد مصالح بلاده". ويشير إلى أن التقدم الروسي على الأراضي الأوكرانية، وتجزئة البلاد، وتراكم الديون والمساعدات، أضعف موقف كييف التفاوضي، ما يجعل مصير أوكرانيا "مرهونا حصراً بيد الولايات المتحدة وروسيا".
ويرى زين الدين، في حديث لـ"النهار"، أن "الفساد المستشري في أوكرانيا، وسيطرة المافيات على ثرواتها، حوّلاها إلى دولة فاشلة على غرار لبنان والعراق". وفي ظل تراجع الدعم الأميركي لا يملك زيلينسكي خيارًاً سوى الاعتماد على تكثيف الدعم الأوروبي.
ويُرجع زين الدين تراجع واشنطن عن تقديم المساعدات العسكرية إلى رغبتها في "توريط" القارة الأوروبية التي باتت تحوّل أموالها المخصصة للتعليم والتكنولوجيا نحو شراء الأسلحة الأميركية، وهو ما يخدم المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة، معتبراً أن الدعم الأوروبي "لم يعد كافياً"، إذ تراجعت القدرات الأوروبية بشكل لافت. ويعزو ذلك إلى الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالقارة، ما أضعف القوة الشرائية للمواطنين، ودفع برؤوس الأموال والمستثمرين للفرار نحو أميركا والخليج.
مستقبل زيلينسكي "مجهول"
يعتقد زين الدين أن زيلينسكي "لا يملك سوى الخطاب السياسي والمناشدات وتوقيع تنازلات عن سيادة أوكرانيا وثرواتها لمصلحة الولايات المتحدة"، مذكراً بأن القوة الأميركية هي التي أنقذت أوروبا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي الحرب الباردة، وهي المحرك الرئيسي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
يتحدث زين الدين عن تقاطع مصالح أميركا وروسيا، وعن "اتفاق حتمي" لتقاسم النفوذ والأراضي والثروات في أوروبا، ويستدل على ذلك بالتفاهمات التي بدأت في سوريا، إذ يرى أن روسيا "تنازلت عن محور المقاومة" والرئيس بشار الأسد، وستعود إلى المياه الدافئة في سوريا بدعم أميركي.
ويعتقد أن هذا الاتفاق "أصبح وشيكاً"، وأن روسيا "ستحكم أوروبا الشرقية سياسياً بمباركة أميركية". أما في أوكرانيا فيتوقع أن تكون الأراضي "تحت سيطرة روسية"، فيما ستكون الثروات من نصيب أميركا، مقابل تعاون واستثمارات متبادلة.
يستبعد زين الدين أيضاً أي قدرة لدى زيلينسكي على معارضة هذا الاتفاق، متوقعاً مستقبلاً سياسياً "مجهولاً" للرئيس الأوكراني.