المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "الرئيس السوري المخلوع بشار الاسد بثياب ميكانيكي سيارات وسخة، خلال تصليحه سيارة". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 

الحقيقة: هذه الصورة زائفة، معدّلة. وقد استُخدمت في عملية التعديل صورة نشرها موقع "صوت العاصمة" السوري، في 21 تشرين الاول 2025، وتظهر الاسد بثياب مختلفة، بينما انضم الى رجال آخرين خلال تصليح دولاب سيارة. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

منذ ساعات، بدأت الصورة تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي. بشار الاسد ارتدى بدلة ميكانيكي سيارات، بينما وضع نظارة سوداء على وجهه، ممسكا بمفتاح ربط بيد وسخة، وكان يدخن سيجارة. وكتب معها مستخدمون: "الميكانيكي بس عطاك هالنظرة". 

الا ان هذه الصورة زائفة. 

فالبحث يوصلنا الى صفحة موقع "صوت العاصمة" في الفايسبوك، والتي نشرت الصورة الاصلية للأسد، ضمن ألبوم صور قديمة، في 21 تشرين الاول 2025، مشيرة الى انها ارشيفية، وتمكنت من الحصول عليها. 

الصورة منشورة ضمن البوم في صفحة صوت العاصمة في الفايسبوك في 21 تشرين الاول 2025

الصورة منشورة في صفحة صوت العاصمة في الفايسبوك، في 21 تشرين الاول 2025

وفي الصورة التي نشرها "صوت العاصمة"، سترون الاسد بثياب مختلفة، من دون سيجارة في الفم او قبعة على الرأس، ومن دون ان يمسك بمفتاح ربط. وأجرينا لكم مقارنة بينها (ادناه الى اليمين) وبين الصورة المتناقلة المعدلة (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى التلاعب الذي حصل. 

وقد تواصلنا مع موقع "صوت العاصمة" لسؤاله عن صور الاسد التي نشرها، فأجاب ان "معظم الصور التي نٌشرت سابقا للاسد بعد سقوطه أمكن عشرات الحصول عليها بعد دخولهم منزله وفروعه والبحث في أغراضه. وكان احد مصادرنا دخل بالفعل في تلك الأيام، وحصل على هذه الصور".

وأفادنا بأن "لا ليست لديه معلومات عن تاريخ التقاط هذه الصور أو أمكنتها". 

وفرّ بشار الأسد الذي كان حليفا رئيسيا لروسيا في الشرق الأوسط، إلى موسكو، بعدما أطاحه هجوم خاطف لفصائل معارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، في 8 كانون الاول 2024، أنهى خمسة عقود من حكم عائلته. 

وكشف أخيراً تقرير نشرته صحيفة "دي تسايت" الألمانية، جانبا من حياة الأسد في موسكو، حيث يعيش تحت حماية مباشرة من الكرملين، في واحدة من أكثر فترات حياته عزلة وغموضا. وقال التقرير إن حياة الأسد في موسكو تجمع بين الرفاهية المفرطة والعزلة الكاملة. فبينما يعيش في شقق تطل على ناطحات السحاب، يبقى سجله السياسي رهينة بيد موسكو، بعيدا عن أي دور أو نفوذ في مستقبل سوريا.

وأفادت الصحيفة بأنّها تمكّنت من الوصول إلى مقر إقامة الأسد في روسيا، بعد 10 أشهر من فراره إلى روسيا في موسكو،  قائلة إنّه يعيش في "ناطحة سحاب فاخرة تمتلك فيها عائلته نحو 20 شقّة موزّعة على 3 طوابق".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد، الاثنين 13 تشرين الاول 2025، أن موسكو قدّمت لبشار الأسد وعائلته حق اللجوء "لأسباب إنسانية بحتة"، وذلك "تجنباً لتكرار سيناريو الانتقام منه كما حصل مع القذافي في ليبيا"، وأنهم يقطنون "في العاصمة الروسية".

ونفى تعرّض الأسد، لمحاولة تسميم في موسكو وذلك بعد مزاعم متداولة حول الموضوع في مؤسسات إعلامية.