مسيّرات إسرائيلية في الأجواء اللبنانية و"الخزان فضي ديرو المي"؟ النهار تتحقق FactCheck

في وقت شهدت الاجواء اللبنانية تحليقا كثيفا لمسيّرات إسرائيلية فوق العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، أمس الاثنين، انتشرت صورة في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها لإحدى المسيرات الاسرائيلية التي كانت تحلق على علو منخفض. الا ان هذه الصورة مركّبة، زائفة. وقد استُخدمت في عملية التركيب صورتان أصليتان. الاولى قديمة، تظهر طائرة مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper، والأخرى خزان ماء على سطح منزل في بغداد، وتعود الى عام 2017. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
كانت الطائرة المسيّرة تحلّق على علو منخفض، فوق خزان ماء على سطح، وفقاً لما يشاهد. وقد انتشرت الصورة بكثافة خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معها (بالعامية): "الخزان فضي ديرو المي".
مسيّرات اسرائيلية في سماء لبنان
تزامن انتشار الصورة مع تحليق كثيف للمسيّرات الإسرائيلية في سماء لبنان، على علو منخفض، طوال أمس الاثنين، في شكل لم يألفْه اللبنانيون. وتمدّد فوق بعبدا، ووسط بيروت، ومحيط السرايا الحكومية، والضاحية الجنوبية لبيروت، وفقاً لتقارير اعلامية.
كذلك، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي طلعات جوية على مستويات منخفضة في أجواء البقاع والشمال، وفوق قرى الزهراني جنوب لبنان. وشنّ أيضا سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق مفتوحة واودية في مناطق المحمودية، الجرمق، ومجرى نهر الخردلي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ سلسلة غارات جوية "استهدفت بنى تحتية تابعة لحزب الله في منطقة النبطية بجنوب لبنان".
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكلّ هذا، وهي مركّبة من صورتين أصليتين منفصلتين:
1- صورة الخزان:
نعثر عليها مؤرشفة في موقع ويكيبيديا، في 18 آب 2017، مع شرح انها تظهر "خزان ماء على سطح منزل في بغداد"، العاصمة العراقية.
2- صورة الطائرة المسيّرة:
يعود أثرها، وفقاً لما أظهره محركا Tineye وغوغل لنس، الى عام 2009 على الاقل، بينما نجدها منشورة، منذ عام 2010، في مواقع اخبارية، مع شرح انها تظهر طائرة من دون طيار مسلحة من طراز MQ-9 Reaper، ومصدرها شركة General Atomics Aeronautical الاميركية للصناعات العسكرية.
وإم كيو-9 ريبر MQ-9 Reaper طائرة من دون طيار قادرة على القيام بعمليات طيران ذاتية التحكم أو التحكم عن بُعد، طورتها وانتجتها شركة جنرال أتوميكس الأميركية General Atomics، بشكل أساسي لصالح القوات الجوية الأميركية.
وتُستخدم طائرة ريبر "بشكل أساسي كأداة لجمع المعلومات الاستخبارية، وبشكل ثانوي ضد أهداف التنفيذ الديناميكية"، وفقا لما تفيد القوات الجوية الاميركية.
وتقول: "بفضل وقت تحليقها الطويل، وأجهزة استشعارها واسعة المدى، ومنظومة اتصالاتها متعددة الأوضاع، وأسلحتها الدقيقة، توفر الطائرة قدرة فريدة على تنفيذ الضربات والتنسيق والاستطلاع ضد أهداف عالية القيمة، عابرة، وحساسة زمنيًا".
وتضيف: "تستطيع طائرات الريبر أيضًا تنفيذ المهام التالية: الاستخبارات، والمراقبة والاستطلاع، والدعم الجوي القريب، والبحث والإنقاذ القتالي، والضربات الدقيقة، والتوجيه بالليزر، ومراقبة القوافل والغارات، وتطهير الطرق، وتطوير الأهداف، والتوجيه الجوي النهائي. قدرات طائرة MQ-9 تجعلها مؤهلة بشكل فريد لتنفيذ عمليات حرب غير نظامية دعمًا لأهداف القائد المقاتل".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "مسيّرة اسرائيلية تحلق على علو منخفض فوق أبنية بلبنان". في الواقع، هذه الصورة مركّبة، زائفة. وقد استُخدمت في عملية التركيب صورتان أصليتان. الاولى قديمة، تظهر طائرة من دون طيار من طراز MQ-9 Reaper، والأخرى تظهر خزان ماء على سطح منزل في بغداد، وتعود الى عام 2017.